المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 27 تموز 1958 المؤقت
26-10-2015
الإمام الرضا في سطور
16-10-2015
مرض الاميبا على النحل
1-6-2016
الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في وداع أبي ذر
5-6-2022
لأغسال المندوبة
14-11-2016
الإدارة وعلم النفس والاجتماع
25-4-2016


البـّر بالأم  
  
2287   10:50 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : السيد علي بن الحسين العلوي
الكتاب أو المصدر : الأثر الخالد في الولد والوالد
الجزء والصفحة : .....
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016 2007
التاريخ: 2023-04-29 1510
التاريخ: 8-1-2016 2594
التاريخ: 19-11-2019 2249

مما يجب على الولد هو أن يبر بأبويه ولكن فرق بين الأم والأب ، فان حق الأم اكثر لأنها حملت وأرضعت وربت وسهرت الليالي، كل ذلك في سبيل راحة الولد، حتى كبر وشاب  وصار يستلذ بلذة الوجود ، والآن حان وقت اداء الحق ، فيجب البر بها اكثر فأكثر .

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلّم) :(أمّك أمّك أمّك ! ثم أباك ! ثم الأقرب ! فالأقرب)(1) .

2ـ قال (صلى الله عليه و آله وسلّم) ايضاً :( الجنّة تحت أقدام الأمهات)(2) .

3ـ عن عائشة ، قالت : قلت : يا رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلّم) فأي الناس اعظم حقا على الرجل ؟ قال (صلى الله عليه آله وسلّم) : أمه (3) .

4ـ علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه الصلاة والسلام والتحيات والبركات) ، قال : جاء رجل الى النبي (صلى الله عليه و آله وسلّم تسليماً كثيرا كثيرا) ، فقال يا رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلّم) من أبر ؟ . قال (صلوات الله عليه وعلى آله) : أمك ، قال: ثم من ؟ قال أمّك ، قال ثم من ؟ أمّك ، قال : ثم من ؟ . قال (صلى الله عليه وعلى آله) : أباك (4) .

5ـ عدة من اصحابنا ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب ، عن زكريا بن ابراهيم ، قال : كنت نصرانيا سلمت ، وحججت ، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ، فقلت : إني النصرانية ، واني اسلمت ، فقال (عليه السلام) :وأي شيء رأيت في الإسلام ؟ قلت : قول الله (عزّ وجلّ) : ( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء) فقال (عليه السلام) : لقد هداك الله تعالى ، ثم قال (عليه السلام) : اللهم اهده ـ ثلاثا ـ سل عمّا شئت يا بني ، فقلت : إن أبي وأمي على النصرانية وأهل بيتي ، وأمي مكفوفة البصر، فأكون معهم، وآكل في آنيتهم ؟ . فقال (عليه السلام) : يأكلون لحم الخنزير ؟ . فقلت لا، ولا يمسّونه فقال (عليه السلام) : لا بأس ، فانظر أمك فبّرها ، فاذا ماتت فلا تكلها الى غيرك، كن أنت الذي تقوم بشأنها، و لا تخبرنّ احدا أنك أتيتني، حتى تأتيني بمنى إن شاء الله ، قال: فأتيته بمنى والناس حوله كأنه معلّم صبيان ، هذا يسأله وهذا يسأله ، فلما قدمت الكوفة الصفت لأمي ، وكنت اطعمها ، وأفلي ثوبها ورأسها ، وأخدمها ، فقالت لي : يا بني ما كنت تصنع بي هذا وانت على ديني فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية ؟ . فقلت : رجل من ولد نبينا أمرني بهذا ، فقالت هذا الرجل هو نبي ؟ فقلت : لا ، ولكنه ابن نبّي ، فقالت : يا بني ان هذا نبيّ، ان هذه وصايا الانبياء، فقلت :يا أمّه، انّه ليس يكون بعد نبينا نبي، ولكنه ابنه، فقالت :يا بنّي دينك خير دين ، أعرضه عليّ ، فعرضته عليها ، فدخلت في الإسلام وعلمتها، فصلّت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة، ثم عرض لها عارض في الليل ، فقالت :يا بنّي أعد عليّ ما علمتني ، فأعدته عليها ، فأقرّت به و ماتت ، فلمّا أصبحت كان المسلمون الذين غسّلوها ، وكنت أنا الذي صليت عليها ، ونزلت في قبرها(5) .

6ـ الحسين بن محمد ، عن معلّي بن محمد ، وعلي بن محمد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، جميعا عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة سالم بن مكروم ، عن معلي بن خنيس ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : جاء وسأل النبي (صلى الله عليه و آله وسلّم) عن برّ الوالدين ، فقال (صلى الله عليه و آله وسلّم) : أبرر أمك ، أبرر أمك ، أبرر أمك ، أبرر أباك ، أبرر أباك ، أبرر أباك ، وبدأ بالأم قبل الأب (6) .

7ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال : أتى رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلّم) فقال : اني رجل شاب نشيط ، وأحب الجهاد ، ولي والدة تكره ذلك ؟ . فقال له النبي (صلى الله عليه و آله سلم) : ارجع فكن مع والدتك ، فو الذي بعثني بالحق (نبيا) لأنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل الله سنة (7) .

________________

1ـ غوالي الدرر ، حرف الألف ، ص 13 .

2- المصدر السابق ، حرف الجيم ، ص 42 .

3- ذرايع البيان ، الآفة الثامنة ، ص197 ، نقلا عن المستدرك للحاكم .

4- الكافي ، ج 2 ، 127 ، باب البر ، الحديث 9 .

5- الكافي ، ج 2 ، ص128، باب البر ، الحديث 11 .

6- الكافي ، ج2 ، ص130، باب البر ، الحديث 17 .

7- الكافي ، ج2، ص 130، باب البر، الحديث 20 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.