أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
4287
التاريخ: 5-4-2016
2967
التاريخ: 6-4-2016
3003
التاريخ: 5-4-2016
3325
|
« يا عمّاه ! لولا أنّه لا ينبغي للمودّع أن يسكت وللمشيّع أن ينصرف ؛ لقصر الكلام وإن طال الأسف ، وقد أتى من القوم إليك ما ترى ، فضع عنك الدنيا بتذكّر فراغها ، وشدّة ما اشتد منها برجاء ما بعدها ، واصبر حتى تلقى نبيّك ( صلّى اللّه عليه وآله ) وهو عنك راض »[1].
تلك هي كلمات الإمام الحسن المجتبى ( عليه السّلام ) وهو يودّع - مع أبيه وأخيه وعمّه عقيل وابن عمّه عبد اللّه بن جعفر وابن عبّاس - أبا ذرّ الصحابي الجليل الذي جاهد وناضل في سبيل الدين والحقّ وما لاقى من اضطهاد وإهانة وبلاء حتى قضى غريبا وحيدا في « الربذة » منفاه .
وهي كلمات ناطقة معبّرة عن موقف عميق تجاه تصرّفات وأعمال الخط الحاكم ، وهو بكلماته هذه يساهم في تحقيق ما كان يرمي اليه أبو ذرّ من أهداف ، حيث كان لابدّ من إطلاق الصرخة لا يقاظ الامّة من سباتها وتوعيتها على حقيقة ما يجري وما يحدث ، وإفهامها أنّ الحاكم لا يمكن أن يكون أبدا في منأى عن المؤاخذة ، ولا هو فوق القانون ، وإنّما هو ذلك الحامي له والمدافع عنه ، فإذا ما سوّلت له نفسه أن يرتكب أيّة مخالفة أو أن يستغلّ مركزه في خدمة أهوائه ومصالحه الشخصيّة ؛ فبإمكان كلّ شخص من المسلمين بل من واجبه أن يعلن كلمة الحقّ ، ويعمل على رفع الظلم والانحراف .
ومن جهة أخرى فإنّه إذا كانت الظروف لا تسمح لأمير المؤمنين وسبطيه ( عليهم السّلام ) وآخرين ممن ساروا على خطّهم لأن يقفوا موقف أبي ذرّ ؛ فإنّ عليهم - على الأقل - أن يعلنوا رأيهم الذي هو رأي الإسلام فيه وفي مواقفه ، فإنّ ذلك من شأنه أن يعطي موقفه العظيم ذلك بعدا إعلاميّا وعمقا فكريّا وسياسيّا يحمي تلك المعطيات والنتائج التي ستنشأ عنه .
وإذا تأمّلنا في كلمات الإمام الحسن ( عليه السّلام ) لأبي ذرّ في ذلك الموقف ؛ فإنّنا نجدها تتضمّن عميق أسفه لما فعله القوم بأبي ذرّ ، ثم تشجيعه وشدّ أزره في موقفه ، ويعتبر أنّ فيه رضى النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ومن ثم رضى اللّه سبحانه وتعالى .
كما أنّه يحاول التخفيف عن أبي ذرّ ، بعد إعطائه الرؤية الصحيحة التي من شأنها أن تخفّف من وقع المحنة عليه ، وتسهّل عليه مواجهة البلايا التي تنتظره ، وذلك حينما يأمره ( عليه السّلام ) بأن يضع عنه الدنيا بتذكّر فراغها ، وشدّة ما اشتدّ منها برجاء ما بعدها .
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 8 / 253 ، والغدير : 8 / 301 ، وروضة الكافي : 8 / 207 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|