المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

ضرورة قيام الحسين (عليه السلام)
5-7-2017
علاقة جغرافية النقل بالعلوم الاخرى- علم السكان
10/12/2022
وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا
5-10-2014
مصاديق من تشريع الرسول (صلى الله عليه واله)
10-1-2019
Robert Hooke
25-1-2016
مستحبات التخلي ومكروهاته
7-11-2016


الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في وداع أبي ذر  
  
1383   04:55 مساءً   التاريخ: 5-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص65-66
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016 4287
التاريخ: 5-4-2016 2967
التاريخ: 6-4-2016 3003
التاريخ: 5-4-2016 3325

« يا عمّاه ! لولا أنّه لا ينبغي للمودّع أن يسكت وللمشيّع أن ينصرف ؛ لقصر الكلام وإن طال الأسف ، وقد أتى من القوم إليك ما ترى ، فضع عنك الدنيا بتذكّر فراغها ، وشدّة ما اشتد منها برجاء ما بعدها ، واصبر حتى تلقى نبيّك ( صلّى اللّه عليه وآله ) وهو عنك راض »[1].

تلك هي كلمات الإمام الحسن المجتبى ( عليه السّلام ) وهو يودّع - مع أبيه وأخيه وعمّه عقيل وابن عمّه عبد اللّه بن جعفر وابن عبّاس - أبا ذرّ الصحابي الجليل الذي جاهد وناضل في سبيل الدين والحقّ وما لاقى من اضطهاد وإهانة وبلاء حتى قضى غريبا وحيدا في « الربذة » منفاه .

وهي كلمات ناطقة معبّرة عن موقف عميق تجاه تصرّفات وأعمال الخط الحاكم ، وهو بكلماته هذه يساهم في تحقيق ما كان يرمي اليه أبو ذرّ من أهداف ، حيث كان لابدّ من إطلاق الصرخة لا يقاظ الامّة من سباتها وتوعيتها على حقيقة ما يجري وما يحدث ، وإفهامها أنّ الحاكم لا يمكن أن يكون أبدا في منأى عن المؤاخذة ، ولا هو فوق القانون ، وإنّما هو ذلك الحامي له والمدافع عنه ، فإذا ما سوّلت له نفسه أن يرتكب أيّة مخالفة أو أن يستغلّ مركزه في خدمة أهوائه ومصالحه الشخصيّة ؛ فبإمكان كلّ شخص من المسلمين بل من واجبه أن يعلن كلمة الحقّ ، ويعمل على رفع الظلم والانحراف .

ومن جهة أخرى فإنّه إذا كانت الظروف لا تسمح لأمير المؤمنين وسبطيه ( عليهم السّلام ) وآخرين ممن ساروا على خطّهم لأن يقفوا موقف أبي ذرّ ؛ فإنّ عليهم - على الأقل - أن يعلنوا رأيهم الذي هو رأي الإسلام فيه وفي مواقفه ، فإنّ ذلك من شأنه أن يعطي موقفه العظيم ذلك بعدا إعلاميّا وعمقا فكريّا وسياسيّا يحمي تلك المعطيات والنتائج التي ستنشأ عنه .

وإذا تأمّلنا في كلمات الإمام الحسن ( عليه السّلام ) لأبي ذرّ في ذلك الموقف ؛ فإنّنا نجدها تتضمّن عميق أسفه لما فعله القوم بأبي ذرّ ، ثم تشجيعه وشدّ أزره في موقفه ، ويعتبر أنّ فيه رضى النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ومن ثم رضى اللّه سبحانه وتعالى .

كما أنّه يحاول التخفيف عن أبي ذرّ ، بعد إعطائه الرؤية الصحيحة التي من شأنها أن تخفّف من وقع المحنة عليه ، وتسهّل عليه مواجهة البلايا التي تنتظره ، وذلك حينما يأمره ( عليه السّلام ) بأن يضع عنه الدنيا بتذكّر فراغها ، وشدّة ما اشتدّ منها برجاء ما بعدها .

 

[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 8 / 253 ، والغدير : 8 / 301 ، وروضة الكافي : 8 / 207 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.