المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تاريخ علوم القرآن
17-10-2014
جاحد الصلاة وتاركها
29-11-2016
جملة من أحكام الأموات
15-10-2018
رزين بن عدي الأزدي الكوفي
15-8-2017
ابو العباس السفاح واهل الموصل
27-6-2017
مفاوضات الامام مع طلحة والزبير
2-5-2016


الآباء والأمهات والدور التربوي (1)  
  
2237   02:12 صباحاً   التاريخ: 19-11-2019
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص17ـ19
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2017 3077
التاريخ: 29/9/2022 1469
التاريخ: 11-1-2016 2095
التاريخ: 20/9/2022 1789

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) (لئن يؤدب أحدكم ولدا خير له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم). غالباً ما يكون في الأسرة ـ الأب والأم ـ جاهلين بتكليفهما الشرعي العبادي تجاه أفراد المجتمع. واهم فئة من أفراد المجتمع معنية بهذا التكليف هم الأبناء لأنهم الثمرة الأساسية التي ينتجها بناء العلاقات الزوجية كما أن الأبوين في الفروض الطبيعية على احتكاك مباشر ويومي بأبنائهما والتقبل والتعلم منهما اكبر إذا كانا واعيا ومدروساً. ولكن غالباً لا يتحقق مع الأسف. وقد يكون منشأ المشكلة في مرحلة أسبق من إنجاب الأطفال وتربيتهم قد تبدأ المشكلة من مرحلة بناء العلاقة الزوجية نفسها. تلاحظ إن الغاية الأساسية المقصودة من الزواج والتزويج هي إشباع الرغبة الجنسية. ونلاحظ في هذا الجانب كهدف من الزواج لا كوسيلة لبناء أسرة تشكل لبنة مهمة في المجتمع المسلم فيبقى الزوجان غارقان في عسل اللذة وجهل ما ينتظرهم من أحداث وتفاصيل في المستقبل القريب نحتاج إلى استعداد وحساب وإلا ستكون جملة من الأخطاء. في السنة الأولى او الثانية من الزواج وقبل أن يفيق الزوجان من انتعاشهما الجنسي سيكونان في معرض توقع مولود. وتكريس الاهتمام بهذا المولود يكون عادة من حيث الملبس والمأكل والمتابعة الصحية، وقد لا يوجد أدنى اهتمام بالتكليف الشرعي تجاهه ، ويدخل الأبوان نفسيهما ـ من قبل ولادة الطفل ـ في حلقة مفرغة. فالأب يبالغ في الاهتمام بكسب العيش ليوفر لمولوده المصاريف الكافية ، وكلما كان المورد المالي أكبر الحاجات والمتطلبات اكثر فيحتاج الأب اهتمام اكبر بعمله. والأم تهتم بشؤون البيت والطفل الماديتين وكأنهما خلقا لهذه الأسباب التي تتباهى بأدائها على أتم وجه أمام النساء. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) (أنكم إلى اكتساب الأدب أحوج منكم إلى اكتساب الفضة والذهب) وعنه (عليه السلام) (إن خير ما ورث الآباء لأبنائهم الأدب لا المال).

ولا يوجد غالبا من كلا الطرفين اهتمام بالتكليف الشرعي الاجتماعي بأخلاق وتربية هذا الطفل بل قد يشارك الأبوان في انحرافه إشباعاً لبعض أهوائهما أو دفعاً لموافقة بعض تصرفاتهما اللامدركة. وإذا نبها يوما ما إلى هذا الجانب تراهم يبررون ذلك بالانشغال بالاهتمامات المادية للطفل وينوون على تكريس اهتمام تربوي أكبر بالطفل ويجعلون هذه النية في آخر قائمة اهتماماتهم. وقد تكون هذه المرتبة من الجهل البسيط مقبولة مقارنة بمراتب أخرى من الجهل المركب حيث يعتقد الأبوان إن حسن التربية وشدة الاهتمام بالطفل أن يتعلم بعض التصرفات المفرحة والمضحكة للجهلة كالجرأة على الكبار ضرباً وبصاقاً وشتماً ، يقول الإمام علي عليه السلام.

[لا أدب لسيء النطق] وإذا ما دخل المدرسة فتربيته الجيدة لديهما حصوله على درجات عالية في دروسه فقط.

بغض النظر عن باقي التصرفات والممارسات وما يتعلمه من أقرانه أثناء الفرص من عادات وافعال سيئة(2). إذ لعل الأجدر بالآباء أن يتابعوا أبنائهم في هذا الجانب ساعات متعددة إذا تابعوهم بخصوص دروسهم ساعة واحدة. وهناك صنف من الآباء لا يولي أبناؤه المقدار المجزي من الاهتمام المادي والمعنوي فهو يتعامل مع الصغير بقسوة وتشدد واحتقار يجعل الطفل يكره نفسه في ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه و آله يقول [اكرموا أولادكم(3) واحسنوا آدابهم] والإكرام يتمثل بالتعامل مع هذا المخلوق كإنسان من خلال احترامه والحديث إليه وإرشاده.

إن الدور الذي يقوم به الأبوان ليس بالدور السهل إزاء مسؤولياتهم الدينية والدنيوية وقد أشرت مرارا في هذا البحث إلى ضرورة تربية جيل قادر على أن يقف على أقدامه ليربي لنا جيل صالح لأننا اليوم نقف على عتبة أزمة الأخلاق في هذا الزمان والعولمة وفهم الحرية الخاطئ من مشجعات هذه الأزمة ولذلك فان امام الأبوين دور ضخم للتربية الحسنة وجهد غير سهل فإذا لم يكن الأبوان على قدر واف من التربية وحسن الخلق فلا فائدة بالجيل الذي يقدمانه للمجتمع وقد قال الشاعر:

إذا كان رب البيت بالدف ناقر          فشيمة أهل البيت كلهم والرقص

فإذا كان الأب القدوة غير مؤهل لمسؤولياته فكيف نطلب منه ، يؤهل لنا ذرية صالحة.

_________________

(1) المسلم الحدث بين حملات التضليل وسوء التربية ـ صبري المدني ـ 8.

(2) المسلم الحدث بين حملات التضليل وسوء التربية ـ صبري المدني  .

(3) مستدرك الوسائل ، العلامة النوري ج1 ص625 .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.