المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

عدم وجوب الجمعة على المريض.
17-1-2016
A History of Fractal Geometry
متن لوحة (بو الهول)
2024-05-08
ضرورة التدبر في القرآن الكريم
16-12-2015
صفات المتقين / جهاده لنفسه
2023-10-05
جمع وحفظ نماذج الدم
2024-05-20


تحذير للمربي  
  
2007   09:44 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص405ـ406
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

إن دور العقاب والجزاء ليس دوراً فاعلاً وأساسياً في إصلاح وتربية الأطفال، ويجب قدر الإمكان القضاء على العلة، وكذلك ينبغي اللجوء الى طريق التنبيه والإنذار قبل أن يبلغ الأمر درجة العقاب والثواب، وحمل الطفل على الكف عن مشاكساته وتصرفاته الذميمة.

وعند تقديم التنبيه، يجدر السعي لأجل أن لا يكون حاداً ومتشدداً، وأن لا تتجاوز القدم حدود الحق والمصلحة، وأن لا يؤدي الى هتك الحرمة والإهانة، وأن لا يسلب الطفل كرامته وماء وجهه. فقد أثبتت التجارب العلمية إن الإنذارات المهينة والمؤلمة لا تقتصر على الافتقار الى الآثار المفيدة فحسب، وإنما تؤدي أحياناً الى العداوة وإثارة روح الانتقام والضغينة أيضاً.

ولقد كشفت التجارب بأن الصراخ، وإطلاق الكلمات النابية والعنيفة، ليست تخيف الطفل فقط، بل وتقوم بتحريك مشاعر المخالفة والعناد عنده ، فيستحكم لديه الثبات على مواجهة والديه، وتدفع الفرد للوقوف بوجه مربيه ، وتحرّي المقاومة ، والدفاع عن عمله وممارسته.

ولا بد للإنذارات والتهديدات أن تكون مدروسة ومنطقية وموزونة ، يظهر فيها حسن نية المربي ، وتُفهم الطفل بأن جميع هذه القضايا إنما هي فقط من أجل خيره وصلاحه ، وكذلك أن لا يكون الإنذار بشكل يخلق للطفل عقدة الحقارة ويؤدي به للذل والمهانة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.