أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2017
1452
التاريخ: 5-9-2017
1894
التاريخ: 25-12-2016
1711
التاريخ: 11-9-2016
3035
|
اسمه :
علي بن يقطين ابن موسى الاَسدي بالولاء، الفقيه أبو الحسن البغداديّ، الكوفيّ الاَصل. ولد بالكوفة سنة أربع وعشرين ومائة. وكان أبوه يقطين داعية للعباسيين، فطلبه مروان الحمار فهرب، وهربت زوجته بولديها عليّ وعبيد إلى المدينة حتى ظهرت الدولة العباسية فرجعوا جميعاً، وظهر أمر يقطين واتصل بالسفاح والمنصور، مما أتاح لابنه عليّ أن يكون له شأن في الدولة، حيث اتخذه الرشيد وزيراً له(124 ـ 182 هـ).
أقوال العلماء فيه :
ـ قال النجاشي : " علي بن يقطين بن موسى البغدادي : سكنها ، وهو كوفي الاصل ، مولى بني أسد ، أبو الحسن " .
ـ قال الشيخ الطوسي : " علي بن يقطين رحمة الله عليه : ثقة ، جليل القدر ، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسى عليه السلام ، عظيم المكان في الطائفة " .
-عده الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الكاظم (عليه السلام ) ، قائلا : " علي بن يقطين : مولى بني أسد " ، وكذلك ذكره البرقي .
-عده الشيخ المفيد ممن روى النص على الرضا علي بن موسى (عليه السلام) بالإمامة من أبيه ، من خاصته ، وثقاته ، وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته .
-عده ابن شهر آشوب من خواص أصحاب الكاظم (عليه السلام) .
نبذه من حياته:
كان عليّ بن يقطين من خيرة أصحاب الاِمام موسى الكاظم - عليه السّلام- وأجلاّئهم، ذا منزلة عظيمة عنده. وقد سعي به مراراً إلى الرشيد في أنّه يتشيع حتى أراد الرشيد إهلاكه لو لم تتداركه رحمة من ربّه. تفقّه عليّ بن يقطين بالإمام الكاظم - عليه السّلام- وروى عنه حديثاً كثيراً، كما روى عن أبيه الاِمام الصادق - عليه السّلام- ، وعن: عمرو بن إبراهيم الاَزدي. وكان من عيون أهل العلم، صالحاً، ورعاً، كثير الاِنفاق في وجوه البرِّ والاِحسان، وكان يستنيب جماعة في كل سنة ليحجّوا عنه، حتى أُحصي له في الموقف في عام واحد مائة وخمسين ملبّياً. وكان ابن يقطين يعمل بإرشادات الاِمام الكاظم - عليه السّلام- على إغاثة الملهوفين، وإعانة المظلومين، حتى قال فيه - عليه السّلام- : «إنّ للّه أولياء مع أولياء الظلمة يدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا عليّ». ولما طلب من الاِمام - عليه السّلام- الاِذن في أن يستقيل من منصبه نهاه - عليه السّلام- وقال له: «لا تفعل فإن لنا بك أُنساً، ولإخوانك بك عزّاً، وعسى اللّه أن يجبر بك كسيراً أو يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه، يا علي كفارة أعمالكم الاِحسان إلى إخوانكم ...». وله روايات كثيرة، حيث وقع في اسناد مائة وتسعة وثمانين مورداً عن أئمّة أهل البيت - عليهم السّلام- في الكتب الاَربعة، روى أكثرها عن الاِمام الكاظم (عليه السلام) . قال أبو الفرج الاَصفهاني: كان عليّ بن يقطين صديقاً لاَبي العتاهية، وكان يبرّه في كل سنة ببرّ واسع فأبطأ عليه بالبرّ في سنة من السنين، وكان إذا لقيه أبو العتاهية أو دخل عليه يسر به ويرفع مجلسه ولا يزيده على ذلك ، فقال عليّ بن يقطين: لست واللّه أبرح ولا تبرح من موضعنا هذا إلاّ راضياً، وأمر له بما كان يبعث به إليه فحمل من وقته وعليّ واقف إلى أن تسلّمه. وقال الكشي:" حمدويه وإبراهيم ، قالا : حدثنا العبيدي ، عن زياد القندي ، عن علي ابن يقطين أن أبا الحسن عليه السلام قد ضمن له الجنة " .
" محمد بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن عبدالرحمان بن الحجاج ، قال : قلت لابي الحسن عليه السلام : إن علي بن يقطين أرسلني إليك برسالة أسألك الدعاء له ، فقال : في أمر الآخر ؟ فقلت : نعم ، قال : فوضع يده على صدره فقال : ضمنت لعلي ابن يقطين الجنة وألا تمسه النار أبدا " .
" محمد بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، وحدثني حمدويه وإبراهيم ، قالوا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن عبيد الله بن عبدالله ، عن درست ، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي ، قال : كنت عند أبي إبراهيم عليه السلام إذ أقبل علي بن يقطين ، فالتفت أبو الحسن عليه السلام إلى أصحابه فقال : من سره أن يرى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فلينظر إلى هذا المقبل ، فقال له رجل من القوم : هو إذن من أهل الجنة ، فقال أبو الحسن عليه السلام : أما أنا فأشهد أنه من أهل الجنة " .
" محمد بن إسماعيل ، عن إسماعيل بن مرار ، عن بعض أصحابنا أنه لما قدم أبو إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام العراق ، قال علي بن يقطين : أما ترى حالي وما أنا فيه ؟ فقال : ياعلي إن لله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم ياعلي " .
" محمد بن مسعود ، قال : قال أبو الحسن عليه السلام لعلي بن يقطين : إضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا ، فقال علي : جعلت فداك وما الخصلة التي أضمنها لك ، وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي ؟ قال : فقال أبو الحسن عليه السلام : الثلاث اللواتي أضمنهن لك أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل ، ولا فاقة ، ولا سقف سجن ، قال : فقال علي : وما الخصلة التي أضمنها لك ؟ قال : فقال : ياعلي ، وأما الخصلة التي تضمن لي أن لا يأتيك ولي أبدا إلا أكرمته ، قال : فضمن له علي الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث " .
محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ،قال : زعم الحسن بن علي أنه أحصى لعلي بن يقطين بعض السنين ، ثلاثمائة ملب له ، أو مائة وخمسين ملبيا ، ولم يكن يفوته من يحج عنه ، وكان يعطي بعضهم عشرين ألف ، وبعضهم عشرة آلاف في كل سنة للحج ، مثل الكاهلي وعبدالرحمان بن الحجاج وغيرهما ، ويعطي أدناهم ألف درهم ، وسمعت من يحكي في أدناهم خمسمائة درهم ، وكان أمره بالدخول في أعمالهم ، فقال : إن كنت لابد فاعلا فانظر كيف تكون لا صحابك ، فزعم أمية كاتبه وغيره أنه كان يأمر بجنايتهم ( بجبايتهم ) في العلنية ويرد عليهم في السر ، وزعمت رحيمة أنها قالت لابي الحسن الثاني عليه السلام : ادع لعلي بن يقطين ، فقال : قد كفي علي بن يقطين . وقال أبو الحسن عليه السلام : من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف . وزعم ابن أخي الكاهلي ، أن أبا الحسن عليه السلام قال لعلي بن يقطين : إضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة . وزعم ابن أخيه أن عليا لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع أبواب النفقات مستغنين في ذلك حتى مات أهل الكاهلي كلهم وقراباته وجيرانه . وقال أبو الحسن عليه السلام : إن لله مع كل طاغية وزيرا من أوليائه يدفع به عنهم . . دعوة أبي عبدالله عليه السلام علي يقطين وما ولد ، فقال : ليس حيث تذهب ، أما علمت أن المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة يكون في المزبلة ، يصيبها المطر فيغسلها ولا يضر الحصاة شيئا .
قال السيد الخوئي : إن كثرة الروايات المادحة والدالة على جلالة علي بن يقطين أغنتنا عن التعرض لأسانيدها على أن بعضها صحيحة ، وفيها الكفاية . ويزيد على ما ذكره الكشي ما رواه محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن علي بن يقطين ، قال : سألت أبا إبراهيم عليه السلام عن التقصير بمكة ؟ فقال : أتم وليس بواجب ، إلا أني أحب لك ما أحب لنفسي .
بقي الكلام في أمور :
الاول : قد عرفت عن النجاشي أن علي بن يقطين لم يرو عن الصادق عليه السلام إلا حديثا واحدا ، وقد مر عن الكشي روايته عن علي بن يقطين أنه رأى أبا عبدالله عليه السلام في الروضة ، وعليه جبة خز سفر جلية ، وقد يقال : إن هذا لا يجتمع مع ما ذكره الشيخ من أن له كتاب ما سئل عنه الصادق عليه السلام من الملاحم ، ولكنه واضح البطلان ، فإن علي بن يقطين إنما جمع السؤالات ولم يكن هو السائل كما توهم القائل . نعم ، روى الشيخ بإسناده ، عن عبدالله بن بكير ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن يقطين ، عن أبي عبدالله عليه السلام .
وعلى ذلك فلا يتم ما ذكره النجاشي من أن علي بن يقطين لم يرو عن الصادق عليه السلام إلا حديثا واحدا . ومن الغريب ما صدر عن بعض الافاضل في المقام ، حيث قال ما ملخصه :
إن علي بن يقطين ولد سنة ( 124 ) فهربت أمه به إلى المدينة ورجعت بعد ظهور الدولة العباسية ، وبما إن ظهورها كان سنة ( 132 ) فكان عمر علي بن يقطين عند رجوعه من المدينة ثمان سنوات ، فلم يكن قابلا للرواية عن أبي عبدالله عليه السلام ! . وجه الغرابة أنه لا تنحصر رواية علي بن يقطين عن الصادق عليه السلام أن تكون بالمدينة قبل رجوعه منها ، فيمكن أن تكون الرواية بعد ذلك ، ولو كان في أيام تشرف علي بن يقطين للحج أو لزيارة قبر الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله .
الثاني : أن ما ذكره الشيخ من أن يقطين كان يتشيع وكان يحمل الاموال إلى جعفر بن محمد عليهما السلام ونم خبره إلى المنصور والمهدي لا يتم من وجهين :
الاول : أن يقطين لم يظهر أنه كان يتشيع ، فضلا عن أن يحمل الاموال إلى جعفر الصادق عليه السلام ، بل كان هو من دعاة بني العباس كما ذكره النجاشي ، ويدل على أن يقطين لم يكن شيعيا ما رواه محمد بن يعقوب ، عن علي ابن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن يقطين ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، قال : قلت له : إني قد أشفقت من دعوة أبي عبدالله عليه السلام على يقطين وما ولد ، فقال : يا أبا الحسن ليس حيث تذهب إنما المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة يجيئ المطر فيغسل اللبنة ولا يضر الحصاة شيئا .
وهذه الرواية هي التي تقدمت عن الكشي مع سقط وتحريف . دلت هذه الصحيحة على أن الصادق عليه السلام دعا على يقطين فخاف علي بن يقطين من أن يشمله الدعاء ، فقال له الامام عليه السلام : إنما المؤمن في صلب الكافر . . ( إلخ ) ، فبين سلام الله عليه أن الدعاء لا يشمله وهو مؤمن ، وإنما يختص بأبيه غير المؤمن . ويدل على ذلك أيضا ما رواه محمد بن يعقوب ، عن أبيه علي بن يقطين ، قال لي أبو الحسن عليه السلام : الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة ، قال : وقال يقطين لابنه علي بن يقطين : ما بالنا قيل لنا فكان ، وقيل لكم فلم يكن ؟ ! قال : فقال له علي : إن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر ، فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم ، وأن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني ، . . دلت هذه الرواية على أن يقطين لم يكن يعتقد بما يعتقد ابنه علي ، وأنه وابنه علي كانا من حزبين متقابلين ، ولكن الرواية ضعيفة بالسياري .
الوجه الثاني : أن الصادق عليه السلام توفي في حياة المنصور ، فكيف يمكن أن ينم خبر حمل يقطين الاموال إليه سلام الله عليه إلى المهدي ، بل الصحيح أن حمل الاموال إنما كان من علي بن يقطين إلى الكاظم عليه السلام ، وقد نم خبره إلى هارون فصرف الله عنه كيده بواسطة الامام الكاظم عليه السلام .
الامر الثالث : أن ما ذكره الشيخ من أن عمر علي بن يقطين كان سبعا وخمسين سنة لا يجتمع مع قوله : ولد سنة ( 124 ) وتوفي سنة ( 182 ) ، نعم يجتمع ذلك مع ما ذكره الكشي من أن علي بن يقطين مات سنة ( 180 ) . ثم إن ما ذكره من رواية أحمد بن هلال ، عنه ، بكتابه ، عجيب ، فإن أحمد بن هلال على ما مر في ترجمته عن النجاشي والشيخ نفسه ، ولد سنة ( 180 ) ، فكيف يمكن أن يروي عن علي بن يقطين المتوفى سنة ( 180 ) أو سنة ( 182 ) . وطريق الصدوق إليه كطريق الشيخ إليه صحيح . ولقد سها قلم الاردبيلي فذكر أن طريق الشيخ إليه صحيح في المشيخة والفهرست ، فإن الشيخ لم يذكر له إلى علي بن يقطين طريقا في المشيخة . وقع بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات تبلغ مائة وسبعة وثمانين موردا . موردا .
أثاره :
صنّف عليّ كتباً منها: كتاب الملاحم، جمع فيه ما سُئل عنه الصادق - عليه السّلام- من الملاحم، وكتاب مناظرة الشاك، و المسائل، أخذها عن الاِمام الكاظم - عليه السّلام- .
وفاته :
توفي ابن يقطين ببغداد سنة اثنتين وثمانين ومائة، وقيل: سنة ثمانين، والاِمام الكاظم آنذاك في ظلمات سجون الرشيد.*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ينظر : معجم رجال الحديث ج13/رقم الترجمة 8601، وموسوعة طبقات الفقهاء ج405/2.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل معتمد المرجعية الدينية العليا وعدد من طلبة العلم والوجهاء وشيوخ العشائر في قضاء التاجي
|
|
|