المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الحزب الأموي  
  
5932   07:11 مساءاً   التاريخ: 22-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص143-146.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

الحزب الحاكم في ذلك الوقت وقد توصل إلى الحكم بشتى ألوان الخداع والتضليل فقد اتّخذ الأمويون دم عثمان الذي سفكته القوى الشعبية شعارا لنيل أهدافهم وقد أقاموا الدنيا وأقعدوها على دم عميدهم في حين أنهم هم الذين خذلوه وما نصروه حينما أحاط به الثوار مطالبين بتحقيق العدالة الاجتماعية وقد بقي أياما محاصرا وهو بمرأى من الأمويين ومسمع فلم يهبوا لنجدته حتى أجهز عليه الثوار وقد طبل الأمويون بدم عثمان للاستيلاء على السلطة والظفر بخيرات البلاد وحينما جاءهم الملك اعتمدوا في سياستهم على جميع الوسائل التي لا يقرها الدين وكان من بينها :

أ ـ إنهم خدعوا أهل الشام فأوهموا عليهم أنهم أقرب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وألصقهم به وقد اعتقد الشاميون بذلك ولم يستبن لهم الحال إلا بعد انقلاب الحكم الأموي ومجيء الحكم العباسي وقد نظم بعض الشعراء ذلك بقوله :

أيها الناس اسمعوا أخبركم       عجبا زاد على كل العجب

عجبا من عبد شمس أنهم        فتحوا للناس أبواب الكذب

ورثوا أحمد فيما زعموا          دون عباس بن عبد المطلب

كذبوا والله ما نعلمه               يحرز الميراث إلا من قرب

ب ـ إنهم استخدموا لجان الوضع في افتعال الأخبار على لسان الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) من أن بني أمية هم سادة الخلق وأقرب الناس منزلة عند الله وقد بذل الأمويون الأموال الطائلة للوضاع تدعيما لملكهم وسلطانهم.

ج ـ إنهم استخدموا الشعراء في مدحهم والثناء عليهم وقد أجزلوا لهم العطاء ووهبوهم الثراء العريض لأن الشعر في ذلك العصر كان من أقوى وسائل الاعلام ويقول المؤرخون إن مروان بن محمد وهب شاعره أبا العباس الأعمى من الأموال ما أغنته أن يسأل أحدا من بعده وهو الذي مدحه بهذا الشعر الجزل :

ليت شعري أفاح رائحة المس    ك وما أخال بالخيف أنسي

حين غابت بنو أمية عنه                   والبهاليل من بني عبد شمس

خطباء على المنابر فرسا         ن عليها وقالة غير خرس

لا يعابون صامتين وإن قا         لوا أصابوا ولم يقولوا بلبس

بحلوم إذا الحلوم تقضت          ووجوه مثل الدنانير ملس

وممن استخدمه الأمويون بالمال أعشى ربيعة الشيباني فقد مدح عبد الملك بن مروان فقال :

وما أنا في أمري ولا في خصومتي       بمهتضم حقي ولا قارع سني

وفضلني في الشعر واللب أنني            أقول على علم وأعرف ما أعني

فأصبحت إذ فضلت مروان وابنه          على الناس قد فضلت خير أب وابن

فأحسن عبد الملك جائزته وقد اشترى منه ضميره فراح يكيل المدح والثناء لبني مروان بلا حساب , وممن أخلص لبني مروان عدي بن الرقاع لأنهم وهبوا له الثراء العريض فقد مدح الوليد بن عبد الملك وقال فيه :

هو الذي جمع الرحمن أمته      على يديه وكانوا قبله شيعا

إن الوليد أمير المؤمنين له       ملك عليه أعان الله فارتفعا

هو القائل فيه :

ولقد أراد الله إذ ولاكها                  من أمة إصلاحها ورشادها

أعمرت أرض المسلمين فأقبلت         وكففت عنها من يروم فسادها

وأصبحت في أرض العدو مصيبة      عمت أقاصي غورها ونجادها

ظفرا ونصرا ما تناول مثله              أحد من الخلفاء كان أرادها

وقد استخدم يزيد بن معاوية الأحوص فمنحه الأموال الطائلة فراح يقول فيه :

ملك تدين له الملوك مبارك       كادت لهيبته الجبال تزول

تجي له بلخ ودجلة كلها          وله الفرات وما سعى والنيل

إن هيبة يزيد التي تزول منها الجبال جاءته من إدمانه على الخمر ومز أملته للقرود والفهود وقتله لعترة رسول الله (صلى الله عليه واله) وإباحته لمدينة الرسول (صلى الله عليه واله).

وعلى أي حال فان الأمويين قد استخدموا الشعراء لدعم سياستهم وفرض حكمهم على الناس.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.