الإجماع إمّا ظنّي ـ وإنكار حكمه ليس بكفر وفاقا ـ أو قطعيّ ، وهو على ثلاثة أقسام :

[ الأوّل : ] ما كان لحكمه مدخل في الدين ، وقد علم بالضرورة ، كاعتقاد التوحيد والرسالة والعبادات الخمس (1).

و[ الثاني : ] ما كان لحكمه مدخل فيه وقد علم بالنظر.

و[ الثالث : ] ما ليس لحكمه مدخل فيه.

ولا خلاف في أنّ إنكار حكم الأوّل كفر. وأمّا الأخيران، فقد اختلف فيهما (2).

والحقّ : أنّ حكم الثاني كحكم الأوّل ؛ لأنّ إنكاره إنكار لما علم حقيقة من الدين.

والإيراد عليه : بأنّ أصل أدلّة الإجماع لا يفيد العلم ، فما يتفرّع عليه أولى بذلك (3) ، قد ظهر جوابه ممّا سبق (4).

وأمّا الثالث : فالقطع بأحد الطرفين لا يخلو عن إشكال ؛ لأنّ إنكاره إنكار لما علم حقيقة من الشرع ؛ ولعدم تحقّق الكفر ما لم يتحقّق إنكار ما كان له مدخل في الدين.

___________

(1) الصلاة ، والصوم ، والزكاة ، والحجّ ، والجهاد.

(2) راجع : تهذيب الوصول : 215 ، والمحصول 4 : 209 ، والإحكام في أصول الأحكام 1 : 344.

(3) أشار المحقّق الحلّي إلى هذا في معارج الاصول : 130.

(4) سبق في ص 355.