المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Vowels: Lexical distribution
2024-03-29
أساسيات الكروماتوغرافيا السائل
2024-02-15
خرائط الضغط الجوي barographic charts
21-12-2017
حرف العطف (أو)
10-6-2016
Balancing Oxidation-Reduction Reactions
12-7-2017
أدعية الصحيفة السجّادية: الدعاء التاسع و العشرون
22/10/2022


كثير عزة من شعراء الولاء المحمدي  
  
4840   04:42 مساءاً   التاريخ: 14-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص319-323.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2016 2861
التاريخ: 12-8-2016 2722
التاريخ: 23-8-2016 2830
التاريخ: 16-8-2016 3532

أما كثير عزة فهو أبو حمزة الخزاعي المدني أحد عشاق العرب المشهورين هام بحب عزة بنت جميل وله معها أخبار كثيرة ذكرها المعنيون بترجمته وكان في مواهبه الشعرية أشعر أهل الاسلام ـ كما يقول ابن اسحاق ـ .

كان كثير شديد الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) متعصبا لهم ولم يخف تشيعه على الامويين فقد أقسم عليه عبد الملك بن مروان بحق الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يحدثه هل رأى أحدا هو اعشق منه؟ فقال له كثير : لو سألتني بحقك أخبرتك فأقسم عليه فأخبره عن غرام بعض العشاق .

كان كثير يكن فى اعماق نفسه خالص الحب والولاء للإمام أبي جعفر (عليه السلام) ويدين بامامته وفضله ويقول المؤرخون : ان رجلا نظر إليه وهو راكب والامام أبو جعفر (عليه السلام) يمشي فانكر عليه ذلك وقال له : اتركب وأبو جعفر يمشي؟!!

فاجابه كثير جواب المؤمن بدينه المتبصر في عقيدته قائلا : هو أمرني بذلك وأنا بطاعته في الركوب أفضل من عصياني اياه بالمشي ..

ودلت هذه البادرة على حسن أدبه وكمال عقيدته فان طاعة الامام واجبة ليس الى مخالفتها من سبيل.

واختص كثير ببني مروان فكانوا يعظمونه ويكرمونه ونظم في مدحهم عدة قصائد ذكرت في  ديوانه الا انه لم يكن في مدحه لهم جادا ولا مؤمنا بما يقول وإنما مدحهم طمعا بأموالهم وهباتهم وكان يسخر منهم فكان يشبههم بالحيات والعقارب فقد روى المؤرخون أنه وفد على الامام أبي جعفر (عليه السلام) فقال (عليه السلام) له : تزعم أنك من شيعتنا وتمدح آل مروان؟!!

فأنبرى كثير قائلا : إنما أسخر منهم وأجعلهم حيات وعقارب ألم تسمع الى قولي في عبد العزيز بن مروان :

وكنت عتبت معتبة فلجت                   بي الغلواء في سن العقاب

ويرقيني لك الراقون حتى                  أجابك حية تحت الحجاب

وفهم ذلك عبد الملك فقال لأخيه عبد العزيز : ما مدحك انما جعلك راقيا للحيات ونقل لي ذلك عبد العزيز فقلت له : والله لأجعلنه حية ثم لا ينكر ذلك فقلت فيه :

يقلب عيني حية بمجارة                    أضاف إليها الساريات سبيلها

يصيد ويغضي وهو ليث خفية        إذا أمكنته عدوة لا يقيلها

ولما تلوت ذلك على عبد الملك اجزل لي بالعطاء وخفي عليه ما قصدته فلم يكن كثير في مديحه لبني مروان جادا ولا مؤمنا بما يقول : وانما كان ساخرا وهازء فقد خادعهم ليكسب منهم الأموال التي اختلسوها بغير حق ولم تكن له مندوحة لأخذ شيء منها الا بهذه الوسيلة.

توفى سنة 105ه‍ وقد توفى في اليوم الذي توفى فيه عكرمة وصلي عليهما في موضع واحد بعد الظهر فقال الناس : مات أفقه الناس واشعر الناس وقد شيع بتشييع حافل وكان من جملة المشيعين لجنازته الامام أبو جعفر (عليه السلام).

وذكر بعض المؤرخين رواية أنها من الموضوعات فقد رووا عن يزيد بن عروة أنه قال : غلبت النساء على جنازة كثير وهن يبكينه ويذكرن عزة في ندبتهن فقال أبو جعفر محمد بن علي : افرجوا لي عن الجنازة لأدفعها قال : فجعلنا ندفع عنها النساء وجعل أبو جعفر يضربهن بكمه ويقول : تنحين يا صويحبات يوسف فانتدبت امرأة منهن واقبلت على الامام فقالت له : يا ابن رسول الله لقد صدقت انا لصويحبات يوسف وقد كنا خيرا منكم له فقال أبو جعفر لبعض مواليه : احتفظ بها حتى نجيء فلما فرغوا من دفن جنازة كثير جيء له بالمرأة فقال (عليه السلام) لها : أنت القائلة : إنكن خير منا؟ ..

- نعم تؤمنني غضبك يا ابن رسول الله؟ ..

- أنت آمنة من غضبي فابيني ..

- نحن يا ابن رسول الله دعوناه الى اللذات من المطعم والمشرب والتمتع وانتم معاشر الرجال القيتموه في الجب وبعتموه بأبخس الاثمان وحبستموه في السجن فأينا كان به لحن وعليه ارأف؟ ..

وابدى الامام اعجابه بها فقال لها : لله درك لن تغالب امرأة الا غلبت ثم قال لها الك بعل؟ ..

- لي من الرجال من أنا بعله ..

- صدقت مثلك من تملك زوجها ولا يملكها ..

وانصرفت المرأة فقال رجل من القوم وكان يعرفها : هذه زينب بنت معيقب الانصارية .

والذي يواجه هذه الرواية من المؤاخذات ما يلي :

1 ـ ما معنى تجمهر السيدات من النساء حول جثمان كثير واحاطتهن به حتى صعب على الامام الوصول إليه فاضطر حتى أمر بكشفهن عنه مع العلم أن المرأة لم يعهد انها تشترك في مثل هذه المراسيم فقد امرت أن تقر في بيتها.

2 ـ ومما يدعو الى الاطمئنان بوضع الرواية تهجم الامام على السيدات اللاتي ازدحمن على جنازة كثير فانه (عليه السلام) كان المثل الأعلى للآداب الرفيعة والاخلاق الفاضلة ومن المستحيل أن تصدر منه أية كلمة نابية.

3 ـ ومما يدعم وضع الرواية هو الحوار الذي دار بين الامام وبين السيدة الانصارية وسؤاله منها انها لها زوج وهل يتناسب مع قدسية الامام والحق انها الى الخيال اقرب منه الى الواقع ..




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.