المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ظاهرة عدم تكون الاقراص في القنبيط (القرنابيط) Blindness
3-5-2021
المبيدات القديمة
2023-11-04
أفضل الاعمال
1-8-2016
VP-internal subject hypothesis
2023-12-06
ورد الختمة
2023-05-09
Examples
25-4-2018


اللامية من هاشميات الكميت الاسدي  
  
4200   04:58 مساءاً   التاريخ: 11-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص345-347.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

انشد الكميت اللامية من هاشمياته أمام الامام أبي جعفر (عليه السلام) وقد أخذت منه مأخذا عظيما فقد تركت في نفسه اعظم الاثر فقد عرض فيها الى الاحداث السياسية المؤلمة في ذلك العصر وما حل بأهل البيت (عليهم السلام) من صنوف التنكيل والارهاق يقول في أولها :

ألا هل عم في رأيه متأمل                  وهل مدبر بعد الاساءة مقبل

وهل أمة مستيقظون لرشدهم             فيكشف عنه النعسة المتزمل

فقد طال هذا النوم واستخرج الكرى      مساويهم لو كان ذا الميل يعدل

ودعا الكميت بهذه الابيات المسلمين الى اليقظة من سباتهم واهاب بهم من الجمود والخمول وقد حفزهم على الثورة للتخلص من ظلم الامويين وجورهم فقد جهدوا على الاستبداد بشؤون الناس وارغامهم على ما يكرهون ويقول الكميت في هذه الرائعة :

وعطلت الاحكام حتى كأننا        على ملة غير التي نتنحل

كلام النبيين الهداة كلامنا         وأفعال أهل الجاهلية نفعل

رضينا بدنيا لا نريد فراقها        على أننا فيها نموت ونقتل

ونحن بها مستمسكون كأنها     لنا جنة مما نخاف ونعقل

وعرض في البيت الاول الى تعطيل الامويين للاحكام الدينية وتجميدهم لمبادئ الاسلام حتى صار المسلمون بشكل مؤسف كأنهم قد انتحلوا دينا غير دين الاسلام.

اما البيت الثاني فقد قدح فيه ولاة الحكم الاموي وانهم يقولون : كلام الهداة المصلحين إلا ان اعمالهم تتجافى مع اقوالهم فهم يعملون أعمال اهل الجاهلية الاولى اما البيتان الاخيران فانه يعزو فيهما الحالة الراهنة التي منى بها المسلمون الى حبهم للحياة وايثارهم للعافية وتمسكهم بالدنيا فلم يهبوا للجهاد والثورة على الحكم الاموي ويقول الكميت :

فتلك أمور الناس أضحت كأنها            امور مضيع آثر النوم بهّل

فباساسة هاتوا لنا من حديثكم             ففيكم لعمري ذو أفانين مقول

أأهل كتاب نحن فيه وانتم                 على الحق نقضي بالكتاب ونعدل

ويعرض في البيت الاول الى اهمال احكام الامويين لشؤون الرعية حتى غدت كأنها الابل المهملة تسرح ولا راعي لها يحفظها من الضياع ويسأل في البيتين الاخيرين اولئك الساسة القابضين على زمام الحكم هل انهم اهل كتاب يقضون بالحق وعلى ضوئه يسوسون شؤون رعيتهم؟ واذا كانوا كذلك فما بالهم قد شذوا في سياستهم عن الدين وابتعدوا عن تعاليمه.

ويستمر الكميت في محاسبة الامويين وتحميلهم المسئولية عما اصاب الامة من الظلم والجور ويعدد مثالبهم ويدعو المسلمين الى الانتفاضة على حكمهم وبعد ذلك عرج على رثاء أبي الاحرار الامام الحسين (عليه السلام) قائلا :

كأن حسينا والبهاليل حوله                     لاسيافهم ما يختلي المتبقل

يخضن به من آل احمد في الوغى          وما ظل منهم كالبهيم المحجل

وغاب نبي الله عنهم وفقده                على الناس رزء ما هناك مجلل

لقد كان الكميت صادق اللهجة والعاطفة في رثائه للحسين (عليه السلام) وقد تركت ابياته اعظم الاثر في نفس الامام أبي جعفر (عليه السلام) ولما انتهى الكميت الى هذا البيت :

يصيب به الرامون عن قوس غيرهم     فيا آخرا أسدى له الغي أول

وقد اراد الكميت بهذا البيت ان جميع ما حل بأهل البيت (عليهم السلام) من الرزايا والخطوب فانه يستند الى الصدر الاول فانهم هم الذين سمحوا للأمويين أن يقفزوا الى الحكم ومكنوهم من رقاب المسلمين ولما سمع الامام (عليه السلام) هذا البيت بلغ به الحزن اقصاه ورفع يده الى السماء.

وجعل يدعو للكميت قائلا : اللهم اغفر للكميت .

الى هنا ينتهي بنا الحديث عن لامية الكميت وقد جاء فيها أنه قد رثا الامام ابا جعفر (عليه السلام) حيث يقول :

أ موتا على حق كمن مات منهم           ابو جعفر دون الذي كنت تأمل

ومن المؤكد انه نظم هذا البيت وما بعده بعد وفاة الامام أبي جعفر (عليه السلام) والحق ذلك بلاميته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.