أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2016
3032
التاريخ: 16-8-2016
2832
التاريخ: 14/11/2022
1486
التاريخ: 19/11/2022
1688
|
انشد الكميت اللامية من هاشمياته أمام الامام أبي جعفر (عليه السلام) وقد أخذت منه مأخذا عظيما فقد تركت في نفسه اعظم الاثر فقد عرض فيها الى الاحداث السياسية المؤلمة في ذلك العصر وما حل بأهل البيت (عليهم السلام) من صنوف التنكيل والارهاق يقول في أولها :
ألا هل عم في رأيه متأمل وهل مدبر بعد الاساءة مقبل
وهل أمة مستيقظون لرشدهم فيكشف عنه النعسة المتزمل
فقد طال هذا النوم واستخرج الكرى مساويهم لو كان ذا الميل يعدل
ودعا الكميت بهذه الابيات المسلمين الى اليقظة من سباتهم واهاب بهم من الجمود والخمول وقد حفزهم على الثورة للتخلص من ظلم الامويين وجورهم فقد جهدوا على الاستبداد بشؤون الناس وارغامهم على ما يكرهون ويقول الكميت في هذه الرائعة :
وعطلت الاحكام حتى كأننا على ملة غير التي نتنحل
كلام النبيين الهداة كلامنا وأفعال أهل الجاهلية نفعل
رضينا بدنيا لا نريد فراقها على أننا فيها نموت ونقتل
ونحن بها مستمسكون كأنها لنا جنة مما نخاف ونعقل
وعرض في البيت الاول الى تعطيل الامويين للاحكام الدينية وتجميدهم لمبادئ الاسلام حتى صار المسلمون بشكل مؤسف كأنهم قد انتحلوا دينا غير دين الاسلام.
اما البيت الثاني فقد قدح فيه ولاة الحكم الاموي وانهم يقولون : كلام الهداة المصلحين إلا ان اعمالهم تتجافى مع اقوالهم فهم يعملون أعمال اهل الجاهلية الاولى اما البيتان الاخيران فانه يعزو فيهما الحالة الراهنة التي منى بها المسلمون الى حبهم للحياة وايثارهم للعافية وتمسكهم بالدنيا فلم يهبوا للجهاد والثورة على الحكم الاموي ويقول الكميت :
فتلك أمور الناس أضحت كأنها امور مضيع آثر النوم بهّل
فباساسة هاتوا لنا من حديثكم ففيكم لعمري ذو أفانين مقول
أأهل كتاب نحن فيه وانتم على الحق نقضي بالكتاب ونعدل
ويعرض في البيت الاول الى اهمال احكام الامويين لشؤون الرعية حتى غدت كأنها الابل المهملة تسرح ولا راعي لها يحفظها من الضياع ويسأل في البيتين الاخيرين اولئك الساسة القابضين على زمام الحكم هل انهم اهل كتاب يقضون بالحق وعلى ضوئه يسوسون شؤون رعيتهم؟ واذا كانوا كذلك فما بالهم قد شذوا في سياستهم عن الدين وابتعدوا عن تعاليمه.
ويستمر الكميت في محاسبة الامويين وتحميلهم المسئولية عما اصاب الامة من الظلم والجور ويعدد مثالبهم ويدعو المسلمين الى الانتفاضة على حكمهم وبعد ذلك عرج على رثاء أبي الاحرار الامام الحسين (عليه السلام) قائلا :
كأن حسينا والبهاليل حوله لاسيافهم ما يختلي المتبقل
يخضن به من آل احمد في الوغى وما ظل منهم كالبهيم المحجل
وغاب نبي الله عنهم وفقده على الناس رزء ما هناك مجلل
لقد كان الكميت صادق اللهجة والعاطفة في رثائه للحسين (عليه السلام) وقد تركت ابياته اعظم الاثر في نفس الامام أبي جعفر (عليه السلام) ولما انتهى الكميت الى هذا البيت :
يصيب به الرامون عن قوس غيرهم فيا آخرا أسدى له الغي أول
وقد اراد الكميت بهذا البيت ان جميع ما حل بأهل البيت (عليهم السلام) من الرزايا والخطوب فانه يستند الى الصدر الاول فانهم هم الذين سمحوا للأمويين أن يقفزوا الى الحكم ومكنوهم من رقاب المسلمين ولما سمع الامام (عليه السلام) هذا البيت بلغ به الحزن اقصاه ورفع يده الى السماء.
وجعل يدعو للكميت قائلا : اللهم اغفر للكميت .
الى هنا ينتهي بنا الحديث عن لامية الكميت وقد جاء فيها أنه قد رثا الامام ابا جعفر (عليه السلام) حيث يقول :
أ موتا على حق كمن مات منهم ابو جعفر دون الذي كنت تأمل
ومن المؤكد انه نظم هذا البيت وما بعده بعد وفاة الامام أبي جعفر (عليه السلام) والحق ذلك بلاميته.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|