المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الهدروجين hydrogen
12-3-2020
Galileo Galilei
15-10-2015
السبايا في مجلس يزيد (لعنه الله)
4-10-2017
محمد بن محمد بن عبد الجليل
12-08-2015
Alexander Craig Aitken
17-8-2017
أحكام اجتماعية أخلاقية
11-5-2021


مفجر الثورة ثورة أبي السرايا  
  
4140   05:48 مساءاً   التاريخ: 10-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص201-202.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2016 2828
التاريخ: 10-8-2016 2944
التاريخ: 7-8-2016 3000
التاريخ: 8-8-2016 3233

ماجت البلاد الاسلامية بالفتن و شاعت فيها الثورات الشعبية و هي من دون شك كانت ناجمة من سوء السياسة العباسية التي لم ترع بأي حال من الأحوال مصالح المجتمع و رغباته الهادفة إلى تحقيق العدل السياسي و العدل الاجتماعي بين الناس و من أهم الثورات التي اندلعت ثورة أبي السرايا فهي من اخطر الثورات التي اندلعت في ذلك العصر و قد خسر المسلمون فيها مائتي الف مقاتل .. أما مفجر هذه الثورة و واضع تصاميمها و مخططاتها فهو الزعيم العلوي العظيم محمد بن ابراهيم المعروف بالطباطبائي‏ فقد رأى هذا العلوي الكريم ما مني به المسلمون من الظلم و الاضطهاد و ما عاناه السادة العلويون من التنكيل و الارهاق فتحفز لأعلان الثورة لانقاذ المسلمين من الطغمة العباسية الحاكمة و قد وصفه المؤرخون بانه كان شديد الرقة و العطف على الفقراء و المحرومين فقد اجتاز في بعض شوارع الكوفة فرأى عجوزا تتبع احمال الرطب فتلتقط ما يسقط منها و تجمعه في كساء رث فسألها عن ذلك فقالت له: إني امرأة لا رجل لي يقوم بمؤنتي و لي بنات لا يعدن أنفسهن بشي‏ء فأنا اتتبع هذا في الطريق و اتقوته أنا و ولدي.

و لما سمع ذلك انهارت قواه و انفجر باكيا و التفت إليها قائلا بحرارة: و اللّه أنت و أشباهك تخرجوني غدا حتى يسفك دمي .

و دفعه هذا الاحساس و الحدب على الفقراء لإعلان الثورة لينقذهم من الظالمين الذين اختلسوا أموال الشعب.

و اخذ محمد في تدبير اموره فاتصل بذوي الرأي و النفوذ من زعماء العرب و شخصيات المسلمين يطلب منهم الانضمام إليه و الاشتراك معه في مقاومة الظلم و قلب الحكم القائم و التقى بالزعيم العربي الكبير نصر بن شيث فعرض عليه الأمر فانبرى نصر يعلن دعمه له و يحرضه على الثورة قائلا له: حتى متى توطئون بالخسف و تهتضم شيعتكم و ينزى على حقكم  و الهبت هذه الكلمات عواطفه و مشاعره و تحفز محمد إلى الاسراع في الثورة لما رأى اختلاف العباسيين و تفرق كلمتهم و تشتت شملهم بسبب الفتنة الكبرى التي حدثت بين الأمين و المأمون فقد اوجبت تصدع الحكم و تطلع المجتمع إلى ثورة تنقذهم من ويلات الحكم العباسي.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.