المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



استدلال المأمون على علماء الكلام  
  
3655   09:20 صباحاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص268-272.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

بعد ما حاجج المأمون علماء الحديث وتغلب عليهم بمناقشته للاحاديث التي تمسكوا بها في الاستدلال على ما يذهبون إليه التفت بعد ذلك إلى علماء الكلام فقال لهم: اسألكم او تسألوني؟ .

- بل نسألك .

والتفت عالم منهم فقال للمأمون: أ ليست إمامة علي (عليه السّلام) من قبل اللّه عزّ وجلّ؟ نقل ذلك عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) من نقل الفرائض مثل الظهر اربع ركعات وفي مأتي درهم خمسة دراهم والحج إلى مكة؟ فقال المأمون: بلى فقال المتكلم: فما بالهم لم يختلفوا في جميع الفرائض واختلفوا في خلافة علي وحدها؟ .

- لأن جميع الفرائض لا يقع فيها من التنافس والرغبة مثل ما يقع في الخلافة.

و انبرى متكلم آخر فقال: ما انكرت أن يكون النبي (صلى الله عليه واله) أمرهم باختيار رجل منهم يقوم مقامه رأفة بهم ورقة عليهم من غير أن يستخلف هو بنفسه فيعصى خليفته فينزل بهم العذاب .

و أجاب المأمون: انكرت ذلك من قبل أن اللّه تعالى ارأف بخلقه من النبي (صلى الله عليه واله) وقد بعث نبيه إليهم وهو يعلم أن فيهم عاص ومطيع فلم يمنعه تعالى ذلك من ارساله.

و علة اخرى: لو أمرهم باختيار رجل منهم كان لا يخلو من أن يأمرهم كلهم أو بعضهم فلو أمر الكل من كان المختار؟ ولو أمر بعضا دون بعض كان لا يخلو من أن يكون على هذا المعنى علامة فان قلت: الفقهاء فلا بد من تحديد الفقيه وسمته.

و انبرى متكلم فقال: روي أن النبي (صلى الله عليه واله) قال: ما رآه المسلمون حسنا فهو عند اللّه حسن وما رأوه قبيحا فهو عند اللّه قبيح .

فرد عليه المأمون هذه المقالة الفاسدة التي تستلزم التصويب المجمع على بطلانه وهو ان ليس للّه تعالى في كل واقعة حكم يصيبه من يصيبه ويخطئه من يخطئه .

هذا القول لا بد ان يكون يريد كل المؤمنين أو البعض فان اراد الكل فهذا مفقود لأن الكل لا يمكن اجتماعهم وان كان البعض فقد روى كل في صاحبه حسنا مثل رواية الشيعة في علي ورواية الحشوية في غيره فمتى يثبت ما تريدون من الامامة؟.

و قال متكلم آخر: فيجوز أن تزعم أن اصحاب محمد (صلّى اللّه عليه وآله) أخطئوا.

فأجابه المأمون: كيف نزعم أنهم أخطئوا واجتمعوا على ضلالة وهم لم يعلموا فرضا ولا سنة لأنك تزعم ان الامامة لا فرض من اللّه تعالى ولا سنة من الرسول (صلّى اللّه عليه وآله)؟ فكيف يكون فيما ليس عندك بفرض ولا سنة خطأ؟.

و سارع متكلم آخر فقال للمأمون: ان كنت تدعي لعلي من الامامة دون غيره فهات بينتك على ما تدعي .

- ما أنا بمدع ولكني مقر ولا بينة على مقر والمدعي من يزعم أن إليه التولية والعزل وان إليه الاختيار والبينة لا تعرى من أن تكون من شركائه فهم خصماء أو تكون من غيرهم والغير معدوم فكيف يؤتي بالبينة على هذا؟.

و قال متكلم آخر: فما كان الواجب على علي (عليه السّلام) بعد مضي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه‏ و آله)؟.

و اجاب المأمون: قد فعله - اي فعل ما يجب عليه-.

و اشكل المتكلم قائلا: أ فما وجب عليه أن يعلم الناس أنه إمام؟.

و سارع المأمون قائلا: إن الامامة لا تكون بفعل منه في نفسه ولا بفعل من الناس فيه من اختيار أو تفضيل أو غير ذلك وانها تكون بفعل من اللّه تعالى فيه كما قال لإبراهيم: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة: 124] وكما قال تعالى لداود: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} [ص: 26] ‏ وكما قال عزّ وجلّ للملائكة في آدم‏ {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30].

فالإمام انما يكون إماما من قبل اللّه تعالى وباختياره إياه في بدء الصنيعة والتشريف في النسب والطهارة في المنشأ والعصمة في المستقبل ولو كانت بفعل منه في نفسه كان من فعل ذلك الفعل مستحقا للامامة وإذا عمل خلافها اعتزل فيكون خليفة من قبل افعاله.

و اشكل متكلم آخر فقال: لم أوجبت الامامة لعلي بعد الرسول (صلى الله عليه واله) ؟.

و اجاب المأمون:  لخروجه من الطفولة إلى الايمان كخروج النبي من الطفولية إلى الايمان والبراءة من ضلالة قومه عن الحجة واجتنابه الشرك كبراءة النبي (صلى الله عليه واله) من الضلالة واجتنابه للشرك لأن الشرك ظلم ولا يكون الظالم اماما ولا من عبد وثنا باجماع ومن شرك فقد حل من اللّه تعالى محل اعدائه فالحكم فيه الشهادة عليه بما اجتمعت عليه الأمة حتى يجي‏ء اجماع آخر مثله ولأن من حكم عليه مرة فلا يجوز أن يكون حاكما فيكون الحاكم محكوما عليه مرة فلا يكون حينئذ فرق بين الحاكم والمحكوم عليه .

و اشكل شخص أخر من المتكلمين فقال: لم لا يقاتل علي (عليه السّلام) أبا بكر وعمر كما قاتل معاوية؟.

و اجاب المأمون: المسألة محال لأن لم اقتضاء ولم يفعل نفي والنفي لا يكون له علة انما العلة للأثبات وانما يجب أن ينظر في أمر علي (عليه السّلام) امن قبل اللّه أم من قبل غيره فان صح أنه من قبل اللّه تعالى فالشك في تدبيره كفر لقوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] فأفعال الفاعل تبع له صلة فإن كان قيامه عن اللّه تعالى فأفعاله عنه وعلى الناس الرضى والتسليم وقد ترك رسول اللّه (صلى الله عليه واله) القتال يوم (الحديبية) يوم صد المشركون هديه عن البيت فلما وجد الاعوان وقوي حارب كما قال اللّه تعالى: في الأول: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} [الحجر: 85] ‏ ثم قال عزّ وجلّ: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} [التوبة: 5].

و انبرى متكلم آخر فقال: إذا زعمت أن امامة علي (عليه السّلام) من قبل اللّه تعالى وانه مفترض الطاعة فلم لا يجوز إلّا التبليغ والدعاء للانبياء (عليهم السّلام) وجاز لعلي أن يترك ما أمر به من دعوة الناس إلى طاعته؟ .

جواب المأمون: إنا لم نزعم أن عليا (عليه السّلام) أمر بالتبليغ فيكون رسولا ولكنه وضع علما بين اللّه تعالى وبين خلقه فمن تبعه كان مطيعا ومن خالفه كان عاصيا فان وجد أعوانا يتقوى بهم جاهد وان لم يجد اعوانا فاللوم عليهم لا عليه لأنهم أمروا بطاعته على كل حال ولم يؤمر هو بمجاهدتهم إلّا بقوة وهو بمنزلة البيت على الناس الحج إليه فاذا حجوا أدوا ما عليهم وإذا لم يفعلوا كانت اللائمة عليهم لا على البيت.

و قال متكلم آخر: اذا وجب أنه لا بدّ من إمام مفترض الطاعة بالاضطرار كيف يجب بالاضطرار أنه (علي) دون غيره؟ .

جواب المأمون: ورد المأمون هذه الشبهة بقوله: ان اللّه تعالى لا يفرض مجهولا ولا يكون المفروض- أي الامامة وغيرها من التكاليف- ممتنعا إذ المجهول ممتنع من قبل أن اللّه تعالى لا يفرض مجهولا ولا يكون المفروض ممتنعا فلا بد من دلالة الرسول (صلى الله عليه واله) على الفرض ليقطع العذر بين اللّه وبين عباده أ رأيت لو فرض اللّه تعالى على الناس صوم شهر فلم يعلم الناس أي شهر هو؟ ولم يوسم بوسم وكان على الناس استخراج ذلك بعقولهم حتى يصيبوا ما أراد اللّه تعالى فيكون الناس حينئذ مستغنين عن الرسول المبين لهم وعن الامام الناقل لهم خبر الرسول إليهم .

و اشكل متكلم آخر فقال: من أين أوجبت أن عليا كان بالغا حين دعاه النبي (صلى الله عليه واله) فان الناس يزعمون أنه كان صبيا حين دعي ولم يكن جاز عليه الحكم ولا بلغ مبلغ الرجال .

جواب المأمون: انه لا يرى في ذلك الوقت من أن يكون ممن أرسل إليه النبي (صلى الله عليه واله) ليدعوه فإن كان كذلك فهو محتمل التكليف قوي على اداء الفرائض الخ .

و وجم علماء الحديث وعلماء الكلام فقد افحمهم المأمون والزمهم الحجة واستدل على امامة الامام امير المؤمنين (عليه السّلام) بأوثق الأدلة وانصعها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.