المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تقلد الامام الرضا للزعامة الكبرى  
  
3298   11:55 صباحاً   التاريخ: 28-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص93-98.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2016 3342
التاريخ: 28-7-2016 3309
التاريخ: 19-05-2015 3181
التاريخ: 27-7-2016 2948

تقلد الامام الرضا (عليه السّلام) بعد وفاة أبيه الزعامة الدينية الكبرى و المرجعية العامة للمسلمين و قد احتف به العلماء و الفقهاء و هم يسجلون آراءه في ميادين الآداب و الحكمة و ما يفتي به من المسائل الشرعية و غير ذلك من صنوف المعارف و العلم.

و بعد وفاة الامام الكاظم (عليه السّلام) سافر الامام الرضا (عليه السّلام) الى البصرة للتدليل على امامته و ابطال شبه المنحرفين عن الحق و قد نزل ضيفا في دار الحسن بن محمد العلوي و قد عقد في داره مؤتمرا عاما ضم جمعا من المسلمين كان من بينهم عمرو بن هداب و هو من المنحرفين عن آل البيت (عليهم السّلام) و المعادين لهم كما دعا فيه جاثليق النصارى و رأس الألوة و التفت إليهم الامام فقال لهم: إني انما جمعتكم لتسألوني عما شئتم من آثار النبوة و علامات الامامة التي لا تجدونها إلّا عندنا أهل البيت فهلموا اسألكم ....

و بادر عمرو بن هداب فقال له: إن محمد بن الفضل الهاشمي أخبرنا عنك أنك تعرف كل ما أنزله اللّه و انك تعرف كل لسان و لغة ....

و انبرى الامام (عليه السّلام) فصدق مقالة محمد بن الفضل في حقه قائلا: صدق محمد بن الفضل أنا أخبرته بذلك ...

و سارع عمرو قائلا: إنا نختبرك قبل كل شي‏ء بالألسن و اللغات هذا رومي و هذا هندي و هذا فارسي و هذا تركي قد احضرناهم ...

فقال (عليه السّلام): فليتكلموا بما أحبوا أجب كل واحد منهم بلسانه ان شاء اللّه ....

و تقدم كل واحد منهم أمام الامام فسأله عن مسألة فأجاب (عليه السّلام) عنها بلغته و بهر القوم و عجبوا و التفت الامام الى عمرو فقال له: إن أنا أخبرتك أنك ستبتلي في هذه الايام بدم ذي رحم لك هل كنت مصدقا لي؟ ...

- لا. فان الغيب لا يعلمه إلّا اللّه تعالى ....

ورد الامام عليه مقالته: ا و ليس اللّه تعالى يقول: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن: 26، 27] فرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عند اللّه مرتضى و نحن ورثة ذلك‏ الرسول الذي اطلعه اللّه على ما يشاء من غيبه فعلمنا ما كان و ما يكون الى يوم القيامة.

و ان الذي اخبرتك به يا ابن هداب لكائن الى خمسة أيام و ان لم يصح في هذه المدة فاني .. و ان صح فتعلم أنك راد على اللّه و رسوله.

و اضاف الامام قائلا: اما انك ستصاب ببصرك و تصير مكفوفا فلا تبصر سهلا و لا جبلا و هذا كائن بعد أيام و لك عندي دلالة أخرى انك ستحلف يمينا كاذبة فتضرب بالبرص ....

و أقسم محمد بن الفضل باللّه بأن ما اخبر به الامام قد تحقق و قيل لابن هداب: هل صدق الرضا بما أخبر به؟ ...

فقال: و اللّه لقد علمت في الوقت الذي أخبرني به أنه كائن و لكني كنت اتجلد.

و التفت الامام الى الجاثليق فقال له: هل دلّ الانجيل على نبوة محمد (صلّى اللّه عليه و آله)؟.

و سارع الجاثليق قائلا: لو دل الانجيل على ذلك ما جحدناه ....

و وجه الامام له السؤال التالي: اخبرني عن السكنة التي لكم في السفر الثالث؟ ...

و اجاب الجاثليق: انها اسم من اسماء اللّه تعالى لا يجوز لنا ان نظهره ...

ورد عليه الامام قائلا: فان قرّبه ربك أنه اسم محمد و أقرّ عيسى به و أنّه بشّر بني اسرائيل بمحمد لتقر به و لا تنكره؟ ...

و لم يجد الجاثليق بدا من الموافقة على ذلك قائلا: إن فعلت اقررت فاني لا أرد الانجيل و لا اجحده ....

و أخذ الامام يقيم عليه الحجة قائلا: خذ على السفر الثالث الذي فيه ذكر محمد (صلّى اللّه عليه و آله) و بشارة عيسى‏ بمحمد؟ ....

و سارع الجاثليق قائلا: هات ما قلته ...

فأخذ الامام (عليه السّلام) يتلو عليه السفر من الانجيل الذي فيه ذكر الرسول محمد (صلّى اللّه عليه و آله) و قال للجاثليق: من هذا الموصوف؟ ..

قال الجاثليق: صفه.

و أخذ الامام (عليه السّلام) في وصفه قائلا: لا أصفه إلا بما وصفه اللّه و هو صاحب الناقة و العصا و الكساء النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم اصرهم و الاغلال التي كانت عليهم يهدي الى الطريق الأقصد و المنهاج الأعدل و الصراط الأقوم.

سألتك يا جاثليق بحق عيسى روح اللّه و كلمته هل تجدون هذه الصفة في الانجيل لهذا النبي (صلّى اللّه عليه و آله)؟؟.

و أطرق الجاثليق مليا برأسه الى الأرض و قد ضاقت عليه الأرض بما رحبت فقد سد عليه الامام كل نافذة يسلك منها و لم يسعه أن يجحد الانجيل فأجاب الامام قائلا: نعم هذه الصفة من الانجيل و قد ذكر عيسى في الانجيل هذا النبي و لم يصح عند النصارى أنه صاحبكم ...

و انبرى الامام يقيم عليه الحجة و يبطل أوهامه قائلا: أما اذا لم تكفر بجحود الانجيل و أقررت بما فيه من صفة محمد (صلّى اللّه عليه و آله) فخذ على السفر الثاني فانه قد ذكره و ذكر وصيه و ذكر ابنته فاطمة و ذكر الحسن و الحسين ...

و قد استبان للجاثليق و رأس الجالوت أن الامام (عليه السّلام) عالم بالتوراة و الانجيل و انه واقف على جميع ما جاء فيهما و فكّرا في التخلص من حجج الامام فأبديا الشك في أن الذي بشّر به موسى و السيد المسيح هو النبي محمد (صلّى اللّه عليه و آله) و طفقا قائلين: لقد بشر به موسى و عيسى جميعا و لكن لم يتقرر عندنا أنه محمد هذا فأما كون اسمه محمد فلا يجوز أن نقر لكم بنبوته و نحن شاكون انه محمدكم أو غيره ...

و انبرى الامام ففند شبهتهم قائلا: احتججتم بالشك فهل بعث اللّه قبل أو بعد من ولد آدم الى يومنا هذا نبيا اسمه محمد او تجدونه في شي‏ء من الكتب التي انزلها اللّه على جميع الأنبياء غير محمد؟ ...

و احجموا عن الجواب و لم يجدا شبهة يتمسكان بها و أصرّا على العناد و الجحود قائلين: لا يجوز لنا أن نقر لك بأن محمدا هو محمدكم فإنا إن أقررنا لك بمحمد و وصيه و ابنته و ابنيها على ما ذكرتم ادخلتمونا في الاسلام كرها ...

و انبرى الامام قائلا: أنت يا جاثليق آمن في ذمة اللّه و ذمة رسوله أنه لا يبدؤك منا شي‏ء تكرهه ...

و سارع الجاثليق قائلا: اذ قد آمنتني فان هذا النبي الذي اسمه محمد و هذا الوصي الذي اسمه علي و هذه البنت التي اسمها فاطمة و هذان السبطان اللذان اسمهما الحسن و الحسين في التوراة و الانجيل و الزبور و طفق الامام قائلا: هل هذا صدق و عدل؟ ...

- بل صدق و عدل ....

و سكت الجاثليق و اعترف بالحق و التفت الامام الى رأس الجالوت فقال له: اسمع يا رأس الجالوت السفر الفلاني من زبور داود ....

قال رأس الجالوت: بارك اللّه فيك و فيمن ولدك هات ما عندك ....

و أخذ الامام يتلو عليه السفر الأول من الزبور حتى انتهى الى ذكر محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و وجه الامام له السؤال التالي: سألتك يا رأس الجالوت بحق اللّه هذا في زبور داود؟ ....

نعم هذا بعينه في الزبور بأسمائهم ....

و انبرى الامام قائلا: بحق عشر الآيات التي أنزلها اللّه على موسى بن عمران في التوراة هل تجد صفة محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين في التوراة منسوبين الى العدل و الفضل؟.

و لم يسع رأس الجالوت إلّا الاقرار و الاعتراف بذلك و اخذ الامام يتلو في سفر آخر من التوراة و قد بهر رأس الجالوت من اطلاع الامام و من فصاحته و بلاغته و تفسيره ما جاء في النبي و علي و فاطمة و الحسنين فقال رأس الجالوت: و اللّه يا ابن محمد لو لا الرئاسة التي حصلت لي على جميع اليهود لآمنت بأحمد و اتبعت أمرك فو اللّه الذي أنزل التوراة على موسى و الزبور على داود ما رأيت اقرأ للتوراة و الانجيل و الزبور منك و لا رأيت أحسن تفسيرا و فصاحة لهذه الكتب منك.

و قد استغرقت مناظرة الامام معهم وقتا كثيرا حتى صارت وقت صلاة الظهر فقام (عليه السّلام) فصلى بالناس صلاة الظهر و انصرف الى شؤونه الخاصة و في الغد عاد الى مجلسه و قد جاءوا بجارية رومية لامتحان الامام (عليه السّلام) فكلمها الامام بلغتها و الجاثليق حاضر و كان عارفا بلغتها فقال الامام للجارية: ايما أحب إليك محمد أم عيسى؟ ...

فقالت الجارية: كان فيما مضى عيسى أحب إليّ لأني لم اكن اعرف محمدا و بعد أن عرفت محمدا فهو أحب إليّ من عيسى ....

و التفت لها الجاثليق فقال لها: اذا كنت دخلت في دين محمد فهل تبغضين عيسى؟ ....

و انكرت الجارية كلامه فقالت: معاذ اللّه بل أحب عيسى و أومن به و لكن محمدا أحب إليّ ....

و التفت الامام الى الجاثليق فطلب منه ان يترجم للجماعة كلام الجارية فترجمه لهم و طلب الجاثليق من الامام ان يحاجج مسيحيا من السند له معرفة بالمسيحية و صاحب جدل فحاججه الامام بلغته فآمن السندي بالاسلام و أقرّ للامام (عليه السّلام) بالإمامة و طلب (عليه السّلام) من محمد بن الفضل أن يأخذه الى الحمام ليغتسل و يطهر بدنه من درن الشرك فأخذه محمد الى الحمام و كساه بثياب نظيفة و أمر الامام بحمله الى يثرب ليتلقى من علومه ثم ودع الامام اصحابه‏ و مضى الى المدينة المنورة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.