أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2018
1880
التاريخ: 26-7-2016
1772
التاريخ: 27-7-2016
1959
التاريخ: 11-2-2018
2002
|
البروجردي (1292- 1380 ه) حسين بن علي بن أحمد بن علي نقي بن جواد بن مرتضى الطباطبائي الحسني، البروجردي، نزيل قم، كان فقيها متبحرا، أصوليا، خبيرا بالحديث و الرجال، من مشاهير علماء الإمامية و أكابر مراجع التقليد و الإفتاء.
ولد في بروجرد سنة اثنتين و تسعين و مائتين و ألف، و التحق بمدرسة نور بخش الدينية، و انتقل إلى أصفهان سنة (1309 ه) فتتلمذ في الفقه و الأصول و الفلسفة و الرياضيات على أساتذة معروفين كأبي المعالي بن محمد إبراهيم الكلباسي، و السيد محمد تقي المدرّس، و السيد محمد باقر الدرچهي، و محمد الكاشاني، و جهانگير خان القشقائي.
و قصد النجف الأشرف سنة (1319 ه)، فحضر الأبحاث العالية فقها و أصولا على محمد كاظم الخراساني و اختص به، و حضر أيضا على شيخ الشريعة الأصفهاني، و لازم بحثه في علم الرجال مدة طويلة.
و عاد إلى بروجرد سنة (1328 ه)، فأكبّ على المطالعة و التحقيق و الدراسة في مكتبته الخاصة، و وجّه عنايته إلى ما ألّفه علماء الإسلام (سنة و شيعة) في حقلي الحديث و الرجال حتّى تبحّر فيهما، و أصبحت له فيما بعد آراؤه و مدرسته الخاصة به في هذين العلمين، و تصدى السيد المترجم أيضا للتدريس، فحضر عليه كثيرون، و ذاع صيته في الأوساط العلمية، و رجع إليه في التقليد بعض الناس.
ثمّ توافدت عليه الوفود العلمية و الدينية من مدينة قم- و هو مقيم بطهران للعلاج- داعية إياه للإقامة في هذه المدينة لتنظيم شؤون الحوزة العلمية فيها، فهبطها سنة (1364 ه)، و تصدّر بها لتدريس الفقه و الأصول، كما قام أيضا بإلقاء دروس في علم الرجال على بعض المختصّين به.
و اتجهت إليه الأنظار بعد وفاة مرجع الطائفة السيد أبو الحسن الأصفهاني سنة (1365 ه)، و لم تمض إلّا مدّة يسيرة، حتّى أصبح من أكابر زعماء الإمامية، و أشهر مراجع التقليد لديهم.
و قد ازدهرت الحركة العلمية و الدينية في عهده، و انهالت عليه وفود الطلبة، فكان يحضر أبحاثه العالية مئات من الطلاب و الأفاضل، اشتهر منهم جماعة كالسيد الإمام الخميني، و محمد رضا الگلپايگاني، و علي الصافي الگلبايگاني، و عبد الجواد الأصفهاني، و كثير من علماء الحوزة و طلابها ممّا يعسر عدّه.
كما دوّن تقريراته فقها و أصولا غير واحد، منهم: مهدي الحائري، و حسين علي المنتظري، و محمد فاضل اللنكراني، و آخرون.
و كان السيد المترجم- كما يقول واصفوه- ذا شخصية جذابة، و مهابة عظيمة، زاهدا في الحياة، سخيا كريما، متهجّدا، عزيز النفس، غيورا على مصالح الإسلام و المسلمين، كثير الاهتمام بمسألة الوحدة الإسلامية و تقريب المذاهب «1»، و كان فقيها متضلعا، خبيرا بكافة الآراء الفقهية لجميع المذاهب الإسلامية، أديبا بالعربية، و الفارسية، ضليعا بأنساب العلويين، ملما بالفلسفة و الحكمة و الرياضيات.
ألّف كتبا و رسائل منها: رسالة فتوائية بالعربية سمّاها المسائل الفقهية (مطبوعة)، رسالة أخرى بالفارسية سمّاها مجمع الفروع (مطبوعة)، تعليقات على«العروة الوثقى» في الفقه العملي للسيد محمد كاظم الطباطبائي (مطبوعة)، حاشية على «النهاية» في الفقه للشيخ الطوسي، حاشية على «الكفاية» في أصول الفقه لأستاذه الخراساني، ترتيب أسانيد كتاب «الكافي» للكليني (مطبوع)، ترتيب أسانيد كتاب «التهذيب» للشيخ الطوسي (مطبوع)، ترتيب أسانيد كتاب «الخصال» و «معاني الأخبار» و «ثواب الأعمال و عقاب الأعمال» للصدوق (مطبوع)، رجال أسانيد أو طبقات رجال كتاب «الكافي»، رجال أسانيد أو طبقات رجال كتاب رجال الكشي، و فهرست الشيخ الطوسي، و فهرست الشيخ النجاشي (مطبوع)، تعليقة على «وسائل الشيعة» للحرّ العاملي، بيوتات الشيعة، و تعليقة على «منهج المقال» في الرجال للميرزا الأسترابادي، و غير ذلك.
كما قام بإنشاء لجنة من تلامذته، اشتغلوا بتأليف كتاب جامع الأحاديث الإمامية بأسلوب مبتكر، و قد تم تأليف الكتاب في حياته و سماه هو جامع أحاديث الشيعة في أحكام الشريعة (طبع منه حتّى الآن 32 مجلدا)، و كان ينظر فيه و يصححه و يبدي آراءه في أثناء العمل. «2»
توفّي بمدينة قم في- الثالث عشر من شهر شوال سنة ثمانين و ثلاثمائة و ألف.
______________________________
(1) ساهم السيد المترجم مساهمة فعالة في تأسيس دار التقريب بين المذاهب، و دعم المعنيين بتأسيسها من دون فرق بين السنة و الشيعة. و كان على صلة وثيقة بأخبارها عن طريق مندوبه الشيخ محمد تقي القمي (الأمين العام لجماعة دار التقريب)، و له مراسلات مع شيخ الأزهر عبد المجيد سليم.
انظر رسائل و مقالات للسبحاني 2/ 491، و فيه نصّ المحاضرة التي ألقاها سماحته في الملتقى الدولي لتكريم الإمام البروجردي و الإمام محمود شلتوت عام (1421 ه) في قم المشرفة، و كانت تحت عنوان (آية اللّه البروجردي ... و الخطوط العريضة لتراثه الفكري).
(2) انظر ترتيب أسانيد كتاب الكافي، المقدمة، ص 43.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|