المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

نسبة التضرس و معامل شكل الحوض النهري
8-1-2016
محمد بن الحسين الخرساني
14-9-2016
زيت اللوز Almond oil واحماض اللوز
2023-12-03
Enterococci
14-3-2016
رواية مجعولة
24-09-2014
مستقبل وتطور المؤسسات المالية والمصرفية واستراتيجية التنمية الوطنية في العراق
12-9-2018


عمارَة الأَرض وَالاستمتاع بمَواهبها ـ بحث روائي  
  
1682   11:30 صباحاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص55-57
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

ـ الكتاب :

{هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[هود: 61].

{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ *قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[الأعراف: 31 - 33].

انظر: النحل: 10 - 11، الملك: 15 .

ـ الحديث :

14ـ الإمام علي (عليه السلام ): أما ما جاءَ في القرآن من ذكر مَعايش الخَلق وأسبابها فَقَد أعلَمَنا سبحانَه ذلكَ من خَمسَة أوجه: وَجه الإشارَة، ووَجه العمارَة، ووَجه الإجارَة، ووَجه التجارَة، ووَجه الصدَقات... وأما وَجه العمارَة فَقَوله:{هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[هود: 61]. فَأَعلَمَنا سبحانَه أنه قَد أمَرَهم بالعمارَة؛ ليَكونَ ذلكَ سَبَبا لمَعايشهم بما يَخرج منَ الأَرض منَ الحَب وَالثمَرات وما شاكَلَ ذلكَ مما جَعَلَه الله تَعالى‏ مَعايشَ للخَلق(1).

15ـ عنه (عليه السلام )- في كتابه للأَشتَر النخَعي لَما وَلاه مصرَ -: هذا ما أمَرَ به ‏عَبد الله عَلي أمير المؤمنينَ، مالكَ بنَ الحارث الأَشتَرَ في عَهده إلَيه حينَ وَلاه مصرَ: جبايَةَ خَراجها، وجهادَ عَدوها، وَاستصلاحَ أهلها، وعمارَةَ بلادها....

وَليَكن نَظَركَ في عمارَة الأَرض أبلَغَ من نَظَركَ في استجلاب الخَراج؛ لأَن ذلكَ لا يدرَك إلا بالعمارَة، ومَن طَلَبَ الخَراجَ بغَير عمارَة أخرَبَ البلادَ، وأهلَكَ العبادَ(2).

16ـ عنه (عليه السلام): شَر البلاد بَلَد لا أمنَ فيه ولا خصبَ(3).

17ـ عنه (عليه السلام): فَضيلَة السلطان عمارَة البلدان(4).

18ـ الإمام الصادق(عليه السلام ): ثَلاثَة أشياءَ يَحتاج الناس طرا إلَيها: الأَمن، وَالعَدل، وَالخصب(5).

______________

1ـ بحار الأنوار: 93/46 نقلا عن تفسير النعماني عن إسماعيل بن جابر عن الإمام الصادق (عليه السلام).

2ـ نهج البلاغة: الكتاب 53، تحف العقول: 126 وفيه «ومجاهدة» بدل «وجهاد» و«فإن الجلب» بدل «لأن ذلك»، بحار الأنوار: 33/606/744 وج 77/253/1.

3ـ غرر الحكم: 5684.

4ـ غرر الحكم: 6562.

5ـ تحف العقول: 320.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.