أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
2041
التاريخ: 10-04-2015
3605
التاريخ: 13-08-2015
2089
التاريخ: 14-08-2015
1904
|
هو أبو الحسين محمد بن سفر، من شعراء عصر الموحدين في المائة السادسة، و يقول ابن الأبار عنه، منسوب إلى جده و أصحابنا يكتبون اسمه بالصاد، كان بإشبيلية. و يقول ابن سعيد فيه: «شاعر المرية (بشرقي الأندلس) في عصره الذي يغني ما أنشده من شعره عن الإطناب في التنبيه على قدره» و أشاد به المقري في النفح مرارا بمثل قوله:
«الإحسان له عادة» و قوله: «أحد الشعراء المتأخرين عصرا المتقدمين قدرا» . و يقول ابن سعيد: «أعجب ما قيل في مد نهر إشبيلية و جزره (لتأثره بجزر المحيط الأطلسي و مدّه) قوله:
جئت الجزيرة و الخليج يحفّها يشكو إليها كي تجيب حواره
شقّ النسيم عليه جيب قميصه فانساب من شطّيه يطلب ثاره
فتضاحكت ورق الحمام بدوحه هزءا فضمّ من الحياء إزاره
و هو يجعل الخليج شاكيا إلى جزيرة هناك بقرب إشبيلية، فتعرض له النسيم شاقا جيب قميصه أو بعبارة أخرى فتحة مصب النهر، فانساب المحيط من شطيها يطلب ثاره، و هو يكنى بذلك عن المد، فتضاحك الحمام الذي كان رابضا على الدوح هزءا به، فاستحيى الخليج أو المحيط و ضم من الحياء إزاره، و هو يكنى بذلك عن الجزر. و هو خيال بديع، و له يصف نزهة لبعض الشباب في زورق شراعي بنهر، و ربما كان أيضا نهر إشبيلية المسمى بنهر الوادي الكبير:
لو أبصرت عيناك زورق فتية يبدى لهم بهج السّرور مراحه
و قد استداروا تحت ظلّ شراعه كلّ يمدّ بكأس راح راحه
لحسبته خوف العواصف طائرا مدّ الحنان على بنيه جناحه
و هو أيضا خيال بارع لابن سفر، إذ يقول إن فتية ترافقوا في زورق مرحين مسرورين و لم يلبثوا أن تجمعوا في ظل شراعه يتهادون كؤوس الخمر و كل منهم يمد بها لصاحبه، و يشطح به الخيال، فيقول لكأن الزورق و هم متجمعون تحت شراعه خشية الريح الشديدة طائر في عشه دفعه الحنان إلى أن يمد جناحه على أولاده خوفا عليهم من العواصف المباغتة. و يقول:
يا من رأى النهر استثار به الصّبا خيلا لإرهاب الغصون الميّد (1)
لما رأتها سدّدت تلقاءه قرنت به خيلا تروح و تغتدي
و غدت تدرّعه و لم تبخل لها شمس الضّحى بمسامر من عسجد
و هو يجعل ريح الصبا كأنها خيل تهبّ لإرهاب الغصون المتمايلة، و لقيته الغصون بخيل ما تزال غادية رائحة و ذاهبة آتية، و أخذت تلبس النهر دروعا من ظلالها للقاء خيل الصبا، و أهدتها شمس الضحى مسامر ذهبية كي تحكم تلك الدروع على النهر، و هو خيال بديع.
و يقول في وادي المرية بلدته:
اشرب على شدو الحمام فإنّه أشهى إلىّ من الغريض و معبد
أ تراه أطربه الخليج و قد رأى تصفيقه تحت الغصون الميّد
و كأنهنّ رواقص من فوقه و بها من الأزهار شبه مقلّد (2)
و هو يجعل شدو الحمام في سمعه أروع من غناء مغنّي مكة و المدينة: الغريض و معبد المشهورين في العصر الأموي، و يقول: كأنما أطربه شدو المياه و خريرها تحت الغصون الراقصة المطوقة لجيدها بالأزهار الجميلة، و لعل في ذلك كله ما يشهد لابن سفر بروعة أخيلته و تصاويره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) الميد: المتمايلة.
2) مقلد: موضع القلادة من العنق.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|