المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الأميتر ذو السلك الساخن hot-wire ammeter
6-3-2020
كيف بدأ العرب ينظمون الشعر؟
22-03-2015
العلاقات
13-2-2022
Cleaving the polypeptide into smaller fragments
25-8-2021
هندباء برية أو خس بري أو أسنان الأسد
2024-09-08
حب النبي (صلى الله عليه واله) لأمير المؤمنين
5-5-2016


لسان الدين بن الخطيب  
  
2897   08:55 صباحاً   التاريخ: 24-7-2016
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة : ص417-422
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2015 5152
التاريخ: 29-12-2015 7045
التاريخ: 25-06-2015 1805
التاريخ: 13-08-2015 1945

أكبر كتاب غرناطة و الأندلس في أزمنتها الأخيرة، و هو أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن سعيد، ولد سنة ٧١٣ للهجرة لأسرة يمنية بلوشة على نهر شنيل بالقرب من غرناطة، و كان أبوه من أهل العلم و الأدب، فعيّن بدواوين غرناطة عند أمرائها بني الأحمر، و بها نشأ لسان الدين، و عنى أبوه بتربيته، فبعد حفظه للقرآن الكريم ألحقه بحلقات علماء العربية و الدراسات الإسلامية، و طمحت نفسه لمعرفة علوم الأوائل فلزم يحيى بن هذيل أهم علمائها في زمنه. و تفتحت موهبته الشعرية مبكرة، و أخذ في مديح السلطان أبي الحجاج يوسف (٧٣٣-٧55) و هو أهم سلاطين بني الأحمر في القرن الثامن الهجري، و يعدّ مؤسس قصر الحمراء المشهور بما أضاف إليه من غرفه و أبهائه الفخمة. و أعجب السلطان بأشعار لسان الدين فألحقه بدواوينه، و أخذ يلزم أبا الحسن بن الجياب رئيس ديوان الكتاب و شيخ العدوتين: الأندلس و المغرب في النثر و النظم و سائر العلوم الأدبية، و عنى بالأديب الشاب، و ما زال يعمل معه حتى توفي سنة ٧4٩ فولاه السلطان أبو الحجاج رياسة ديوان الكتّاب بعده، و توفي السلطان سنة ٧55 و خلفه ابنه الغنى بالله  ، فازدادت حظوته عنده و رفعه إلى مرتبة. الوزارة. و نشبت ثورة ضد سلطانه و اضطر إلى اللجوء إلى السلطان أبي عنان المريني بفاس سنة ٧6٠ و صحبه لسان الدين هناك و لم يلبث أن جال في بلاد المغرب و استقر بمدينة سلا زمنا، و عاد سلطانه إلى عرشه بغرناطة سنة ٧6٣ فاستدعاه و ألقى إليه بمقاليد الحكم، و لقّبه بذي الوزارتين:

السيف و القلم، و انفرد بالحل و العقد فترة، ثم أخذ يشعر بدسائس كثيرة من حوله، فخشى على نفسه مغبة ذلك، فجمع حقائبه سنة ٧٧٢ و توجه إلى السلطان عبد العزيز المريني بفاس فأكرمه. و لم يهدأ خصومه بغرناطة و في مقدمتهم تلميذه ابن زمرك و قاضي غرناطة أبو الحسن النباهي و دسّوا عليه عند الغنى بالله   أنه يحرض سلطان فاس على غزو الأندلس و ضم غرناطة إليه و وصموه بالزندقة لما ذكر في كتابه: «روضة التعريف» من عقيدة التصوف الفلسفية و ما يتصل بها من الحلول و غير الحلول، و رفع ذلك إلى السلطان عبد العزيز المريني فأبى تسليمه مبرّئا له مما وصموه به. . و لم يلبث السلطان أن توفي سنة ٧٧4 و اضطربت الأمور في فاس، و تولى سلطنتها-بمساعدة الغنى بالله  -أبو سالم المريني سنة ٧٧6 و لم يلبث أن أودع ابن الخطيب السجن إرضاء للغنى باللّه. و لم يكتف تلميذه ابن زمرك بذلك، إذ قدم إلى فاس و عقد محاكمة لأستاذه في مجلس السلطان أبي سالم و عرض عليه بعض كلمات كتبها في مصنفه «روضة التعريف» تتصل بآراء الصوفية المتفلسفة من مثل الحلول و الاتحاد، و أعلن النكير عليه موبخا له، و نقل إلى السجن، و أخذ القوم يتشاورون فيه و أفتاهم بعض الفقهاء قصار النظر بقتله، و دسّ إليه في السجن من قتلوه خنقا، و ألقيت جثته على قبره، و يقال إنه أضرمت عليه نار فاحترق شعره و اسودت بشرته، و وورى التراب. و عجب الناس في فاس و في غرناطة من هذا التمثيل الشنيع، و عدّوه من هنات ابن زمرك تلميذه العاق.

و لم يكن ابن الخطيب متصوفا فضلا عن أن يكون متصوفا فلسفيا كما حاول ابن زمرك أن ينعته بذلك كذبا عليه و افتراء، إنما كان كاتبا موسوعيا كما تشهد بذلك مصنفاته الكثيرة، و قد كتب في التصوف كتابه «روضة التعريف» لشيوع التصوف في زمنه بالأندلس و خاصة بالمغرب، و لو كان متصوفا حقا لهجر الدنيا و عاش في زاوية- أو ضرب في الأرض-ناسكا مثل ابن عربي و ابن سبعين و الششتري . و لا نخليه من ميول إلى الزهد و التصوف كما تدل على ذلك أشعاره و لكن هذا شيء و التصوف الحقيقي شيء آخر، و فيه يقول المقري: «هو لسان الدين و فخر الإسلام بالأندلس في عصره الطائر الصيت المثل المضروب في الكتابة و الشعر و المعرفة بالعلوم على اختلاف أنواعها» و يقول ابن خلدون في وصف براعته الأدبية: «كان آية من آيات اللّه في النظم و النثر و المعارف و الأدب لا يساجل مداه، و لا يهتدى فيها بمثل هداه» . و مما قيل فيه: «كاتب الأرض إلى يوم العرض» . و له-بجانب ديوانه: الصيّب و الجهام-مقامة بناها على المفاخرة بين سلا في المغرب و مالقة في الأندلس و ثلاث رحلات منها رحلتان في وصف البلدان وصف فيهما بلدان الأندلس و المغرب هما: «خطرة الطيف و رحلة الشتاء و الصيف» في وصف بعض البلدان الأندلسية الشرقية، و «معيار الاختبار في ذكر أحوال المعاهد و الديار» في وصف بعض البلدان المغربية و الأندلسية. و هذه الأعمال منشورة و كذلك رحلته نفاضة الجراب، و سنعرض لكل ذلك في موضع آخر. و نقف قليلا عند رسائله الديوانية.

و عادة إذا كانت الرسالة الديوانية موجهة إلى أحد السلاطين ممن يلقبون أنفسهم بالخلافة مثل سلاطين تونس أو يكتفون بالسلطنة فقط مثل سلاطين بني مرين أن تذكر لفظ الخلافة أولا أو يذكر لفظ المقام أو المقر و يطيل لسان الدين في هذا الوصف، ثم يذكر ألقاب الخليفة أو السلطان المرسل إليه، كما يطيل في الدعاء له و لدولته و يذكر السلطان المكتوب عنه، و يتبع ذلك بالتحميد و الصلاة على رسول اللّه و الرضا عن صحابته، و يذكر المكان الذي كتبت فيه الرسالة ثم يأخذ في بيان المقصود منها و يختمها بالدعاء. و من خير ما يصور ذلك كله من رسائله الديوانية رسالة له عن سلطانه الغنى بالله   إلى سلطان تونس الملقب بالخليفة، جوابا عن كتاب وصل منه مصحوبا بهدية من الخيل و الرقيق، و لروعتها البيانية رواها ابن خلدون في كتابه التعريف و القلقشندي في صبح الأعشى، و هو يستهلها على هذا النمط:

«الخلافة التي ارتفع في عقائد فضلها الأصيل القواعد الخلاف، و استقلت مباني فخرها الشائع و عزّها الذائع على ما أسّسه الأسلاف، وجب لحقّها الجازم و فرضها اللازم الاعتراف، و وسعت الآملين لها الجوانب الرّحيبة و الأكناف، فامتزاجنا بعلائها المنيف و ولائها الشريف كما امتزج الماء و السّلاف، و ثناؤنا على مجدها الكريم و فضلها العميم كما تأرّجت الرياض بالأفواف (1)، لما زارها الغمام الوكّاف (2)، و دعاؤنا بطول بقائها و اتصال علائها يسمو به إلى قرع أبواب السموات العلا الاستشراف، و حرصنا على توفية حقوقها العظيمة و فواضلها العميمة لا تحصره الحدود و لا تدركه الأوصاف، و إن عذر في التقصير عن نيل ذلك المرام الكبير الحقّ و الإنصاف» .

و لعل بلاغة لسان الدين قد اتضحت في هذه القطعة، إذ ينعت فيها الخلافة التونسية نعوتا بديعة، و بدعها لا يأتي من انتخاب ألفاظها ذات الرونق و الحسن فحسب، بل يأتي أيضا من أسجاعها الطويلة التي يتلافى طولها بما يجرى في تضاعيفها من أسجاع داخلية على نحو ما نرى في تقابل السجعتين: «فخرها الشائع» و «عزها الذائع» في السجعة الثانية و بالمثل تقابل السجعتين في السجعة الطويلة الثالثة إذ يقول: «لحقّها الجازم، و فرضها اللازم» . و بنفس النمط تلاقى «المنيف و الشريف» في السجعة الخامسة، و «الكريم و العميم في السجعة السادسة» . و يكثر ذلك في الرسالة طلبا لاكتمال الجرس حتى تلذ الأسماع لذة موسيقية، و هي لذة تقترن بمحسنات البديع، إذ تتوالى الجناسات في السجعات الداخلية، كما تتوالى التصاوير، ففضل الخلافة أصيل القواعد، و مباني فخرها و عزها استقلت و ارتفعت، و امتزاج السلطان الغنى بالله   و حواشيه بشرفها امتزاج الماء بالسلاف، و ثناؤهم عطر كشذى الرياض في الأزهار غبّ الغيث المدرار. و أخذ بعد ذلك في نعت الخليفة نفسه و آبائه الأمجاد، و امتد نعته نحو أربعة عشر سطرا، ثم ذكر الغنى بالله   مع المكتوب عنه، و يتبع ذلك بالتحميد و الصلاة على رسول اللّه و الرضا عن صحابته، و يذكر المكان الذي كتبت فيه الرسالة ثم يأخذ في بيان المقصود منها و يختمها بالدعاء. و من خير ما يصور ذلك كله من رسائله الديوانية رسالة له عن سلطانه الغنى بالله   إلى سلطان تونس الملقب بالخليفة، جوابا عن كتاب وصل منه مصحوبا بهدية من الخيل و الرقيق، و لروعتها البيانية رواها ابن خلدون في كتابه التعريف و القلقشندي في صبح الأعشى، و هو يستهلها على هذا النمط:

«الخلافة التي ارتفع في عقائد فضلها الأصيل القواعد الخلاف، و استقلت مباني فخرها الشائع و عزّها الذائع على ما أسّسه الأسلاف، وجب لحقّها الجازم و فرضها اللازم الاعتراف، و وسعت الآملين لها الجوانب الرّحيبة و الأكناف، فامتزاجنا بعلائها المنيف و ولائها الشريف كما امتزج الماء و السّلاف، و ثناؤنا على مجدها الكريم و فضلها العميم كما تأرّجت الرياض بالأفواف، لما زارها الغمام الوكّاف ، و دعاؤنا بطول بقائها و اتصال علائها يسمو به إلى قرع أبواب السموات العلا الاستشراف، و حرصنا على توفية حقوقها العظيمة و فواضلها العميمة لا تحصره الحدود و لا تدركه الأوصاف، و إن عذر في التقصير عن نيل ذلك المرام الكبير الحقّ و الإنصاف» .

و لعل بلاغة لسان الدين قد اتضحت في هذه القطعة، إذ ينعت فيها الخلافة التونسية نعوتا بديعة، و بدعها لا يأتي من انتخاب ألفاظها ذات الرونق و الحسن فحسب، بل يأتي أيضا من أسجاعها الطويلة التي يتلافى طولها بما يجري في تضاعيفها من أسجاع داخلية على نحو ما نرى في تقابل السجعتين: «فخرها الشائع» و «عزها الذائع» في السجعة الثانية و بالمثل تقابل السجعتين في السجعة الطويلة الثالثة إذ يقول: «لحقّها الجازم، و فرضها اللازم» . و بنفس النمط تلاقى «المنيف و الشريف» في السجعة الخامسة، و «الكريم و العميم في السجعة السادسة» . و يكثر ذلك في الرسالة طلبا لاكتمال الجرس حتى تلذ الأسماع لذة موسيقية، و هي لذة تقترن بمحسنات البديع، إذ تتوالى الجناسات في السجعات الداخلية، كما تتوالى التصاوير، ففضل الخلافة أصيل القواعد، و مباني فخرها و عزها استقلت و ارتفعت، و امتزاج السلطان الغنى بالله   و حواشيه بشرفها امتزاج الماء بالسلاف، و ثناؤهم عطر كشذى الرياض في الأزهار غبّ الغيث المدرار. و أخذ بعد ذلك في نعت الخليفة نفسه و آبائه الأمجاد، و امتد نعته نحو أربعة عشر سطرا، ثم ذكر الغنى بالله   مع و يكثر ابن الخطيب-كعادة أهل الأندلس في زمنه و قبل زمنه-من الكتابة عن سلطانيه أبي الحجاج و ابنه الغنى بالله   إلى الرسول صلى اللّه عليه و سلم متوسلين إليه بالشفاعة في تحقيق أمانيهم الدنيوية في النصر على الأعداء و أمانيهم الأخروية في الغفران و الرضوان، مع تصوير جهادهما الدائب في نصرة الإسلام و الذب عن حياضه في الأندلس. و يفيض المقري بكتابه نفح الطيب في الحديث عن شيوخه و تلاميذه و أولاده و هو بحق مفخرة من مفاخر الأندلس حسن أداء و روعة بيان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١) الأفواف: الزهر.

2) الوكّاف: المدرار.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.