المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

شـركـات التـضامــن ومميـزاتـها
2024-05-27
ابن مقانا
8-2-2018
Shizuo Kakutani
13-12-2017
عداد هالوجيني halogen counter
26-11-2019
امتحان الشيعة الصعب
15-8-2016
الصمود في عاشوراء
2024-08-10


الآمدي  
  
2972   08:19 صباحاً   التاريخ: 24-7-2016
المؤلف : مصطفى عبد الرحمن إبراهيم
الكتاب أو المصدر : في النقد الأدبي القديم عند العرب
الجزء والصفحة : ص146
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 2491
التاريخ: 6-7-2019 3607
التاريخ: 13-08-2015 2463
التاريخ: 27-1-2016 4977

هو أبو القاسم الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي الأصل، البصري المولد والنشأة(1)، وقد اقبل على حلقاتها العلمية، ولما بلغ سن الشباب توجه الى بغداد، وتردد على مجالس العلماء، يتلقى عنهم اللغة والنحو والشعر والأدب ثم عاد بعد حين الى البصر كاتباً للقضاء، وبرز في الأدب وطارت شهرته في النقد (2)".

عاش الآمدي في القرن الرابع الهجري، ذلك القرن العامر بضروب الثقافة والمعرفة، وإن كان ميدانه الذي برع فيه اللغة والأدب (3).

وعلم الآمدي وثقافته أوسع مما تنطق به كتب الطبقات، فهو لم يكن نحوياً لغوياً فحسب، بل كان أدبياً يحيط بالأدب العربي إحاطة تكاد تكون تامة، فلقد أطال النظر في شعر الشعراء حتى تكون ذوقه وصقل طبعه السليم، وفي قائمة كتبه التي كتبها ما يدل على أنه شغل نفسه بالنقد حتى لكأنه قد تخصص فيه (4).

له كتب كثيرة نذكر منها ههنا: الموازنة، تفصيل امرئ القيس على شعراء الجاهلين، المؤتلف والمختلف من أسماء الشعراء، معاني شعر البحتري، الرد على ابن عمار فيما خطأ فيه أبا تمام، فرق ما بين الخاص والمشترك من معاني الشعر، وفعلت و أفعلت، وما في عيار الشعر لابن طباطبا من الخطأ، وتوفي أبو القاسم الآمدي في عام سبعين و ثلثمائة (370) من الهجرة (5).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1)عند مقدمة الموازنة بقلم المحقق الشيخ محيي الدين عبد الحميد ص8.

2)الفكر النقدي والأدبي في القرن الرابع الهجري د/ محمد عبد المنعم خفاجي ص65 ط رابطة الأدب الحديث.

3)معجم الأدباء لياقوت 8/75.

4)بتصرف عن النقد المنهجي ص118 د/ محمد مندور.

5)مذاهب النقد وقضاياه د/ عبد الرحمن عثمان ص278 ط مطابع الإعلانات الشرقية.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.