المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



بشر بن أبي خازم الأسدي  
  
8946   09:23 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص163-165
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 1847
التاريخ: 10-04-2015 1931
التاريخ: 27-1-2016 4052
التاريخ: 26-06-2015 2607

هو بشر بن أبي خازم عمرو بن عوف بن حميريّ بن ناشرة بن أسامة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، يبدو انه أدرك عبيد ابن الأبرص وشهد معه مقتل حجر بن الحارث (530 م)، والد امرئ القيس، ثم أدرك النعمان الثالث أبا قابوس (580-602 م).
وكان بشر فارسا وبطلا شجاعا شهد الحرب بين بني أسد وبين بني طيّ ثم أدرك الحلف بعد تلك الحرب بين القبيلتين. وشهد بشر أيضا يوم النسار (نحو 575 م) ثم يوم الجفار في العام التالي وخاضهما وقال فيهما الاشعار.
كان بشر في أول أمره يهجو أوس بن حارثة بن لأم الطائي، ثم اتّفق أن وقع بشر أسيرا في يد أوس فأطلقه أوس في حديث طويل وأكرمه فانقلب بشر يمدحه: مدحه بستّ قصائد (الديوان 25) ينقض بها القصائد الستّ التي كان قد هجاه بها (راجع ص 148). ولمّا توفّي أوس رثاه بشر.
وقتل بشر في غارة على بني صعصعة بن معاوية عام نحو 32 ق. ه‍. (590 م)، بعد أن أسنّ كثيرا فيما يبدو.
كان بشر بن أبي خازم من كبار شعراء بني أسد ومشاهيرهم، ولكنّ شعره الذي وصل إلينا غير كثير. وشعره متين السبك بدوي المنحى. وقد اختار أبو زيد القرشي لبشر بن أبي خازم قصيدة عدّها في المجمهرات، واختار المفضّل الضبّيّ هذه القصيدة نفسها مع ثلاث أخر في «المفضّليات». ولبشر مدح وهجاء ورثاء، وقد رثى نفسه يوم جرح وأيقن أنه ميّت. وله أيضا حماسة وشيء من الحكمة والوصف، منه وصف للسفينة ووصف للخيل. وفي شعره شبه بشعر عنترة أحيانا.
- المختار من شعره:
-من مجمهرة بشر بن أبي خازم:
لمن الديار غشيتها بالأنعم... تبدو معالمها كلون الارقم (1)
لعبت بها ريح الصبا فتنكّرت... إلا بقيّة نؤيها المتهدّم (2)
دار لبيضاء العوارض طفلة... مهضومة الكشحين ريّا المعصم (3)
سائل تميما في الحروب وعامرا... وهل المجرّب مثل من لم يعلم
غضبت تميم أن تقتّل عامر... يوم النسار، فأعقبوا بالصيلم (4)
نعلو القوانس بالسيوف ونعتزي... والخيل مشعلة النحور من الدم(5)
يخرجن من خلل الغبار عوابسا... خبب السباع بكل أكلف ضيغم (6)
أقصدن حجرا قبل ذلك والقنا... شرع اليه، وقد أكبّ على الفم (7)
ولقد خبطن بني كلاب خبطة... ألحقنهم بدعائم المتخيّم (8)
وصلقن كعبا قبل ذلك صلقة... بقنا تعاوره الاكفّ مقوّم (9)
حتّى سقيناهم بكأس مرّة... مكروهة حسواتها كالعلقم (10)
ومن قصيدة لبشر بن أبي خازم فيها غزل وحماسة وحكمة:
أ لا ظعنت لطيّتها إدام... وكلّ وصال غانية رمام (11)
جددت بحبّها وهزلت حتى... كبرت وقيل: إنّك مستهام
وقد تغنى بنا-حينا-ونغنى...  بها، والدهر ليس له دوام
ليالي تستبيك بذي غروب... كأنّ رضابه-وهنا-مدام (12)
ألا أبلغ بني سعد رسولا... ومولاهم، فقد حلبت صرام (13)
نسومكم الرشاد، ونحن قوم... -لتارك ودّنا-في الحرب ذام (14)
أ لم تر أن طول الدهر يسلي... وينسي مثل ما نسيت جذام (15)
وكانوا قومنا فبغوا علينا... فسقناهم إلى البلد الشآم (16)
وكنّا دونهم حصنا حصينا... لنا الرأس المقدّم والسنام
وقالوا: لن تقيموا إن ظعنّا... فكان لنا-وقد ظعنوا-مقام
_______________________
1) غشيتها: جئت اليها. الانعم: اسم مكان. الارقم: حية فيها سواد وبياض.
2) النؤي: الخندق يحفر حول الخيمة ملاصقا لها، وله جانب مرتفع يمنع دخول الماء اليها.
3) العارضة: صفحة الوجه. طفلة: لينة الملمس. مهضومة الكشحين: نحيلة الخصر. ريا المعصم: ممتلئة الزنود من اللحم.
4) النسار يوم (معركة) انتصر فيه بنو أسد على بني عامر بن صعصعة أحلاف بني تميم. الصيلم في الأصل الداهية، الأمر الشديد (بمعركة أشد من معركة النسار).
5) نعلو: (نرفع السيوف فوق)، القوانس: (جمع قونسة: الخوذة)، ونعتزي: (نفتخر بذكر قومنا في المعارك)؛ وقد كثر الدم على صدور الخيل حتى كأن النار تشتعل على صدور الخيل.
6) كانت الخيل عوابس من شدة المعركة. الخبب: الجري. الضيغم: الاسد (الفارس البطل). الاكلف: الذي يخالط السواد فيه البياض (اشارة إلى غبار الحرب على ذلك الفارس).
7) أقصدن حجرا (أصبن منه مقتلا). حجر: والد امرئ القيس. قبل ذلك: قبل يوم النسار. القنا شرع اليه: الرماح مشرعة اليه، موجهة اليه. أكب على الفم: سقط على وجهه (قتيلا).
8) خبطن بني كلاب: (السيوف) ضربت بني كلاب فانهزموا إلى دعائم المتخيم (إلى أعمدة خيامهم) كناية عن شدة الهزيمة.
9) صلق وسلق: ضرب (بالعصا أو بالرمح). القنا جمع قناة: الرمح. تعاوره، تتعاوره، (تتداوله، يتنقل بين الأيدي-كناية عن اشتداد المعركة). مقوم: مستقيم، مثقف (كناية عن جودة الرماح).
10) الحسوة: ما يأخذه الانسان بفمه من المرق (كناية عن الطعن المتلاحق). العلقم. نبات مر.
11) ظعنت: رحلت. الطية: المقصد، وجهة السفر. ادام اسم المحبوبة. رمام: بال، متهرئ. -وصال الغواني لا يدوم.
12) الغروب: الخطوط الظاهرة في الاسنان (في أيام الطفولة)، كناية عن الشباب. بذي غروب: أسنان (يقصد الفم). الرضاب: الريق ما دام في الفم. وهنا: بعد نصف الليل (والعادة أن تتغير رائحة الفم في الليل). مدام: خمر.
13) مولاهم: حليفهم، أحلافهم. صرام: آخر اللبن في ضرع الناقة. حلبت صرام (أي استنفدنا النصائح لكم في تجنب الحرب)، كما نرى في البيت التالي.
14) ذام: عيب (إذا حاربناكم هزمناكم فجلبتم العار على أنفسكم).
15) جذام: قبيلة قديمة من بني معد بن عدنان (أقدم جدود العرب المعروفين).
16) في هذا البيت اقواء (الميم مكسورة ويجب أن تكون مضمومة). كانوا قومنا: أحلافنا وأصدقاءنا، فسقناهم (أجليناهم من ديارهم) إلى البلد الشآمي (الشمالي).
وقد تغنى بنا-حينا-ونغنى              بها، والدهر ليس له دوام.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.