أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-27
1357
التاريخ: 30-9-2021
2250
التاريخ: 2023-04-08
1240
التاريخ: 21-7-2016
2303
|
ضد الجنسين - أي الجربزة و السفسطة و الجهل - هو الحكمة ، أعنى العلم بحقائق الأشياء.
فلنذكر أولا بعض ما يدل على شرافته عقلا و نقلا ترغيبا للطالبين على السعي في تحصيله و إزالة الجهل عن نفوسهم ، فنقول :
لا ريب في أن العلم أفضل الفضائل الكمالية و أشرف النعوت الجمالية ، بل هو أجل الصفات الربوبية و أجمل السمات الألوهية ، و هو الموصل إلى جوار رب العالمين و الدخول في أفق الملائكة المقربين ، و هو المؤدى إلى دار المقامة التي لا تزول و محل الكرامة التي لا تحول و قد تطابق العقل و البرهان و إجماع أرباب الأديان على : أن السعادة الأبدية و القرب من اللّه سبحانه لا يتيسران بدونه ، و أي شيء أفضل مما هو ذريعة إليهما.
و أيضا قد ثبت في الحكمة المتعالية : أن العلم و التجرد متلازمان ، فكلما تزداد النفس علما تزداد تجردا ، و لا ريب في أن التجرد أشرف الكمالات المتصورة للإنسان ، إذ به يحصل التشبه بالملإ الأعلى و أهل القرب من اللّه تعالى.
و من جملة العلوم معرفة اللّه التي هي السبب الكلى لإيجاد العالم العلوي و السفلى ، كما دل عليه الخبر القدسي : «كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق».
على أن العلم لذيذ في نفسه محبوب في ذاته ، و ما يحصل منه من اللذة و الابتهاج قلما يحصل من غيره.
وأسر فيه أن إدراك الأشياء و الإحاطة بها نوع تملك و تصرف لها ، إذ تتقرر في ذات المدرك حقائقها و صورها ، و مثل هذا التملك لدوامه و جزئية المدرك للمدرك أقوى من ملكية الأعيان المبائنة لذات المالك الزائلة عنه.
و التحقيق : أن إطلاق الملكية عليه مجازي ، و النفس لكونها من سنخ عالم الربوبية تحت القهر والاستيلاء على الأشياء و المالكية لها بأي نحو كان ، إذ معنى الربوبية التوحيد بالكمال و الاقتدار و الغلبة على الأشياء.
ثم من فوائد العلم في الدنيا العز و الاعتبار عند الأخيار و الأشرار ، و نفوذ الحكم على الملوك و أرباب الاقتدار، فإن طباع الأنام من الخاص و العام مجبولة على تعظيم أهل العلم و توقيرهم و وجوب إطاعتهم و احترامهم ، بل جميع الحيوانات من البهائم و السباع مطيعة للإنسان مسخرة له ، لاختصاصه بقوة الإدراك و مزيد التمييز.
ولو تصفحت آحاد الناس لم تجد أحدا له تفوق و زيادة على غيره في جاه أو مال أو غير ذلك إلا و هو راجع إلى اختصاصه بمزيد تمييز و إدراك ، و لو كان من باب المكر و الحيل.
هذا و ما يدل على شرافة العلم من الآيات و الأخبار أكثر من أن تحصى نبذة منها قوله تعالى :
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر : 28] , و قوله تعالى : { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [الزمر : 9] , و قوله تعالى : {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة : 269] , و قوله تعالى : {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت : 43] , و قوله ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) لأبي ذر : «جلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى اللّه تعالى من قيام ألف ليلة يصلي في كل ليلة ألف ركعة و أحب إليه من ألف غزوة ، و من قراءة القرآن كله اثنى عشر ألف مرة و خير من عبادة سنة صام نهارها و قام ليلها ، و من خرج من بيته ليلتمس بابا من العلم كتب اللّه عز و جل له بكل قدم ثواب نبي من الأنبياء ، و ثواب ألف شهيد من شهداء بدر، و أعطاه اللّه بكل حرف يسمع أو يكتب مدينة في الجنة و طالب العلم يحبه اللّه و تحبه الملائكة و النبيون ، و لا يحب العلم إلا السعيد و طوبى لطالب العلم ، و النظر في وجه العالم خير من عتق ألف رقبة ، و من أحب العلم وجبت له الجنة ، و يصبح و يمسي في رضى اللّه ، و لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر و يأكل من ثمرة الجنة ، و لا يأكل الدود جسده و يكون في الجنة رفيق الخضر (عليه السلام)».
و قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : «إن كمال الدين طلب العلم و العمل به ، و إن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال ، و إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم ، و قد ضمنه و سيفي لكم ، و العلم مخزون عند أهله فاطلبوه».
و قوله (عليه السلام) : «إذا مات مؤمن و ترك ورقة واحدة عليها علم ، تكون تلك الورقة سترا بينه و بين النار، و أعطاه اللّه بكل حرف عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات».
و قول سيد الساجدين علي بن الحسين (عليهما السلام ) : «لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ، و لو بسفك المهج و خوض اللج».
و قول الباقر (عليه السلام) : «عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد»
و قول الصادق (عليه السلام) : «لو يعلم الناس ما في فضل معرفة اللّه تعالى ما مدوا أعينهم إلى ما متع به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا و نعيمها ، و كانت دنياهم أقل عندهم مما يطؤن بأرجلهم ، و لتنعموا بمعرفة اللّه و تلذذوا بها تلذذ من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء اللّه. إن معرفة اللّه تعالى أنس من كل وحشة ، و صاحب من كل وحدة ، و نور من كل ظلمة ، و قوة من كل ضعف و شفاء من كل سقم ، قد كان قوم قبلكم يقتلون و يحرقون و ينشرون و تضيق عليهم الأرض برحبها ، فما يردهم عما هم عليه شيء مما هم فيه من غير تردة وتروا من فعل ذلك بهم و لا أذى بما نقموا منهم : {إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج : 8] فاسألوا ربكم درجاتهم ، و اصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم ».
و عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام ) عن النبي ( صلى اللّه عليه و آله و سلم) أنه قال : «طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم في مظانه ، و اقتبسوه من أهله فإن تعلمه للّه تعالى حسنة ، و طلبه عبادة ، و المذاكرة به تسبيح ، و العمل به جهاد ، و تعليمه من لا يعلمه صدقة ، و بذله لأهله قربة إلى اللّه ، لأنه معالم الحلال و الحرام ، و منار سبيل الجنة و المؤنس في الوحشة ، و الصاحب في الغربة و الوحدة ، و المحدث في الخلوة ، و الدليل على السراء و الضراء ، و السلاح على الأعداء.
و الزين عند الأخلاء ، يرفع اللّه به أقواما، و يجعلهم في الخير قادة، تقتبس آثارهم ، و يقتدى بأفعالهم و ينتهى إلى آرائهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، و بأجنحتها تمسهم ، و في صلاتها تبارك عليهم ، و يستغفر لهم كل رطب و يابس حتى حيتان البحر و هوامه و سباع البر و أنعامه.
إن العلم حياة القلوب من الجهل ، و ضياء الأبصار من الظلمة و قوة الأبدان من الضعف ، يبلغ بالعبد منازل الأخيار و مجالس الأبرار و الدرجات العلى في الآخرة و الأولى.
الذكر فيه يعدل بالصيام و مدارسته بالقيام به يطاع الرب و يعبد ، و به توصل الأرحام ، و يعرف الحلال و الحرام العلم إمام و العمل تابعه ، يلهمه السعداء و يحرمه الأشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه اللّه من حظه».
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|