أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-7-2016
3566
التاريخ: 17-7-2016
534
التاريخ: 17-7-2016
2301
التاريخ: 18-7-2016
2451
|
والعلماء يطلقون على العربية الجنوبية اسم: "اليمنية القديمة"، أو "القحطانية"، ويلقبها بعضهم أحيانًا "بالسبئية" تسميةً لها بإحدى لهجاتها الشهيرة التي تغلب عليها جميعًا في صراعها معها، وإن كثيرًا من النقوش المدونة على التماثيل والقبور والأعمدة والصخور والمذابح وجدران الهياكل والنقود، قد هدتنا إلى أصول هذه العربية الجنوبية القديمة، وإلى طريقة رسمها وأسلوب تعبيرها، فعرفنا منها أن هذه اللغة بلهجاتها المتعددة تختلف عن اللغة العربية الشمالية "التي هي المقصودة بالعربية عند الإطلاق" اختلافًا جوهريًّا أساسيًّا في القواعد النحوية، والمظاهر الصوتية، والدلالات المعنوية.
وأهم اللهجات العربية الجنوبية أربع: المعينية، والسبئية، والحضرمية،
ص52
والقتبانية(1)، ومعها اللغات السامية في الحبشة، ولو تأثر معظمها باللهجات الحامية.
ويراد "بالمعينية" اللهجة المنسوبة إلى المعينين Mineens, الذين أسسوا في بلاد العرب، في القسم الجنوبي من اليمن، مملكة قديمة، لا يعرف على وجه التحديد متى كانت نشأتها، وإن كانت بعض الدلائل تشير إلى تكونها حوالي القرن الثامن ق. م.
والسبئية: هي اللهجة المنسوبة إلى السبئين الذين أقاموا مملكتهم على أنقاض المملكة المعينية, ومن المعروف أن مدينة "مأرب" كانت عاصمة المملكة السبئية التي كان لها في التاريخ شأن عظيم, وقد ظلت السبئية سائدة في بلاد اليمن خلال المدة الطويلة التي قبض فيها السبئيون على زمام الحكم؛ بل لدينا من الآثار والنقوش ما يؤكد بقاء هذه اللهجة حتى في أثناء الحكم الحبشي الأول لهذه البلاد "بين سنتي 375-400 بعد الميلاد" .
والحضرمية: هي اللهجة المنسوبة إلى حضرموت, التي استمرت أمدًا غير قليل تنازل سبأ الحكم والسلطان, وكانت حضرموت مملكة عظيمة ذات حضارة زاهرة، ولكن سبأ كانت أقوى منها فغلبتها على أمرها وأزالتها من الوجود.
والقتبانية: هي اللهجة المنسوبة إلى قتبنا Quataban، وهي مملكة عظيمة أنشئت في المنطقة الساحلية الواقعة شمال عدن، وكُتِبَ عليها أن تنقرض في أواخر القرن الثاني ق. م., بعد الحروب الكثيرة التي نشبت بينها وبين سبأ، وكان من نتائج هذه الحروب أن اندمجت القبائل القتبانية في السبئية التي غلبتها على أمرها.
والحبشة السامية: لغات أهمها الجعزية، والأمهرية، والتيجرية, وأقدم هذه
ص53
اللغات هي الجعزية, أو الحبشية القديمة, التي يرتد تاريخ آثارها إلى سنة 350م.
وهي في بعض خصائصها قريبة من العربية, حلت محلها الأمهرية سنة 1270, ثم باتت منذ القرن التاسع عشر لغة الحبشة الرسمية. أما التيجرية فهي شديدة الشبه بالجعزية, وإن لم تتفرع منها.
من هذا العرض السريع للهجات العربية الجنوبية, يتضح أن السبئية هي التي غلبتها جميعًا في صراعها معها، فقوضت قبائلها ملك المعينين، وأزالت ملك الحضارمة والقتبانين، وظلت لها السيادة في بلاد اليمن القديمة. وأكثر النقوش التي عُثِرَ عليها مدونة بهذه السبئية المتغلبة وجدت في منطقة العلا في الواحات الواقعة شمال بلاد الحجاز، ومنها ما عُثِرَ عليه في المناطق الشمالية المتاخمة لبلاد كنعان, والخط الذي كانت تدون به هذه النقوش هو المعروف "بالمسند" الذي تستند أكثر حروفه إلى ما يشبه الأعمدة، وهو خط هندسي الشكل لطيف منسق. ونذكر على سبيل المثال سطرًا من أحد النقوش السبئية ندونه بحروفنا العربية، ونترجمه إلى لغتنا، ليظهر الفرق العظيم بين العربية الجنوبية القديمة بسائر لهجاتها, وبين العربية الشمالية التي ما نزال ننطق بإحدى لهجاتها إلى يومنا هذا.
النقش السبئي(2):
"بمقم مراهيمو عشتر شرقرن واشمسهو والال تهمو وباخيل ومقيمت خميس".
الترجمة العربية: بمجد سيدتهم عشتروت المشرقة، وآلهتهم الشموس، وسائر الآلهة وبحول وقوة الخميس "الجيش".
ص54
________________
(1) فيما يتعلق بهذه اللهجات قارن: وافي 71-73، بولفنسون 175-194، "وستجد في كتاب ولفنسون خاصة صورًا لكثير من النقوش وحل رموزها، وقد رجع هذا الباحث فيها إلى كتب المستشرقين ونقل منها أهم استنتاجاتهم وملاحظاتهم".
(2) هذا النقش منقول من كتاب ولفنسون ص248-250 "السطر الخامس من النقش".
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|