أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2015
9725
التاريخ: 12-1-2016
3662
التاريخ: 26-5-2016
4372
التاريخ: 13-1-2016
7572
|
الآفاق المستقبلية لحماية شجرة نخيل التمور
الصحراء من الأراضي التي يمكن زراعتها، ان عدم الاهتمام بحماية الواحات الصحراوية يمكن ان يهدد حياة حوالي 80 مليون انسان في العالم يعيشون في الصحراء، ويؤدي أيضا الى اثار اجتماعية واقتصادية وبيئية خطيرة.
يساعد النظام البيئي Ecosystem الذي توجده الواحات في الصحراء الناس الذين يعيشون فيها على تحدي الظروف المناخية القاسية، كما تساعد هذه الواحات على تطوير الزراعة والمهن اليدوية والتجارة، والبدو الذين يرتحلون في البراري القاحلة بين الواحات يعرفون تماما ان هذه الواحات هي التي تجعل حياتهم ممكنة، حيث يوجد حوالي 4,5 مليون انسان يعتمدون كليا في حياتهم على حوالي 100مليون شجرة نخيل.
يوجد بين 300نوع من أشجار النخيل نوع واحد مثمر وهو الذي يطلق عليه بحق شجرة الحياة Tree of Life لقد استغل سكان الصحراء كل قسم من اقسام شجرة النخيل باستثناء الجذور، حيث يستخدمون الجذوع في البناء والتدفئة، والفروع والسعوف في عمل سياجات للحماية من الرياح والرمال وحظائر للحيوانات، والأوراق والالياف في صناعة السلال، ونسغ الشجرة بوصفة شرابا سكريا، كما ان ثمار النخيل ذاتها غنية جدا بالمواد السكرية، وهي تستخدم طعاما ومادة للتصدير، كما تستخدم نوى التمور علفا جيدا للحيوانات.
تعطى شجرة النخيل العديد من الفوائد، ولكن الشيء الأكثر أهمية الذي تمنحه هو الظل في حر الصحراء، حيث بدون هذا الظل فان الحياة في الصحراء تصبح مستحيلة.
التوازن البيئي في الواحات الصحراوية مرهف وسريع التأثر، وهذا التوازن يتعرض لعدة منها: الوقت الطويل الذي تستغرقه الشجرة حتى تكبر وتثمر، التزايد السريع لعدد السكان والاسوأ من كل هذا هو انتشار الامراض الفطرية التي تقضي عليها. ومنذ بداية القرن الحالي تم فصل الفطور التي اصابت الجذور في وادي درعة في المملكة المغربية الذي اتلف اكثر من ثلثي أشجار النخيل فيها، كما تأثرت الجزائر أيضا بهذا المرض، ورغم الإجراءات التي اتخذت لحمايتها الا انها لم تحقق سوى تبطيء انتشاره، كما لم يتمكن أي بلد من الثلاثين بلدا التي تكثر فيها أشجار النخيل من النجاة من هذا المرض.
لهذا فان اغلب هذه البلاد أصبحت مضطرة لإعادة زراعة الواحات والبساتين التي اتلفت جزئيا او كليا بأشجار جديدة. ونظرا لان شجرة النخيل لا تنمو الا في المناخ الصحراوي او شبه الصحراوي وانها لا تعطي خلال مئة سنة من عمرها سوى 40برعما، وحيث من الممكن حوالي 20برعم من هذه البراعم هي التي يمكن زراعته فقط، فقد قامت شركة توتال ومنذ عدة سنوات وبالتعاون مع المركز الفرنسي للأبحاث الزراعية على تطوير طريقة جديدة لإنتاج فسائل نخيل قوية ومثمرة.
وقد تم اختيار النوى التي استخدمت لإنتاج الفسائل من نوعية جيدة وخالية من الامراض وذات صفات وراثية ممتازة وذلك لضمان الإنتاج السريع والغزير للفسائل. لقد تمت المرحلة الأولى من هذا البرنامج بنجاح باهر، حيث طور الباحثون فيها العملية البيولوجية الحساسة والمعتمدة لإنبات البراعم بوساطة انابيب الاختبار حيث اصبح من الممكن الان انتاج مليون فسيلة خلال سنتين فقط وضمن 1000متر مربع من البيوت الدافئة في حين كان ذلك يستغرق اكثر من 30سنة، ويحتاج مساحة حوالي 5مليون متر مربع. اما المرحلة الثانية فقد قام الباحثون بدراسة سلوك الفسائل الجديدة بعد زراعتها في المناطق القاحلة في صحراء الشرق الأوسط وشمال افريقيا، حيث أعطت أولى ثمارها في عام 1989 وفي شهر أكتوبر عام 1990 اعطت محصولها الثاني الذي بلغ ما بين 50الى 75كغ لكل شجيرة وبلغ طولها حوالي 3امتار. ولن يكون الوقت طويلا من الان حتى يتم انتاج هذه الفسائل بشكل تجاري بعد النجاح الباهر الذي حققته الدفعة الاختبارية الأولى لهذه الفسائل وعندما تنتهي المرحلة الأخيرة من هذا البرنامج ستصبح طريقة حماية الواحات وبساتين النخيل وزراعة مساحات جديدة بشكل اسرع واقل كلفة وبذلك يمكن الاسهام في وقف التصحر وحماية البيئة.
ومن التوصيات الخاصة بسياسة التوسع بزراعة النخيل في سوريا نذكر:
1- حصر عدد الأشجار وتجديد نشر الجيد من اصنافها واستبعاد الرديئة.
2- استيراد فسائل النخيل للأصناف الممتازة والمتلائمة مع الظروف البيئية من أي جهة كانت وباي ثمن.
3- التعرف على افات النخيل المختلفة وحصرها بشكل دقيق لمعالجتها.
4- ضرورة تقديم الخدمات الزراعية الجيدة للمزارع المستحدثة والتوسع به في المناطق الملائمة.
5- ضرورة توفير الخبرة الجيدة في مجال الحشرات الاقتصادية (البيوض مثلا) والامراض لتقليل الفاقد.
6- تأمين حبوب اللقاح الجيد للتأبير الصناعي.
7- تحسين الأصناف وتطوير التعبئة والتصنيع.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|