المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الحكومة الصالحة والتنمية  
  
2106   12:54 مساءاً   التاريخ: 28-6-2016
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص256-260
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

769. عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ساعة من إمام عدل أفضل من عبادة سبعين سنة، وحدٌّ يقام لله‏ في الأرض أفضل من مطر أربعين صباحا(1).

770. عنه (صلى الله عليه واله وسلم): يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة، وحدٌّ يقام في الأرض بحقه أزكى‏ من مطر أربعين يوما(2).

771. بحار الأنوار: الأمر والنهي وجه واحد؛ لا يكون معنى من معاني الأمر إلا ويكون بعد ذلك نهياً، ولا يكون وجه من وجوه النهي إلا ومقرون به الأمر، قال الله تعالى‏:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الأنفال:24] - إلى‏ آخر الآية - فأخبر سبحانه أن العباد لا يحيون إلا بالأمر والنهي، كقوله تعالى‏:{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}[البقرة: 179]. ومثله قوله تعالى‏:{ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} [الحج: 77] ؛ فالخير هو سبب البقاء والحياة.

وفي هذا أوضح دليل على‏ أنه لابد للامة من إمام يقوم بأمرهم، فيأمرهم وينهاهم، ويقيم فيهم الحدود، ويجاهد العدو، ويقسم الغنائم، ويفرض الفرائض، ويعرفهم أبواب ما فيه صلاحهم، ويحذرهم ما فيه مضارهم ؛ إذ كان الأمر والنهي أحد أسباب بقاء الخلق، وإلا سقطت الرغبة والرهبة، ولم يرتدع، و لفسد التدبير، وكان ذلك سببا لهلاك العباد في أمر البقاء والحياة؛ في الطعام والشراب، والمساكن والملابس، والمناكح من النساء، والحلال والحرام، والأمر والنهي؛ إذ كان سبحانه لم يخلقهم بحيث يستغنون عن جميع ذلك، ووجدنا أول المخلوقين - وهو آدم(عليه السلام) - لم يتم له البقاء والحياة إلا بالأمر والنهي(3).

772. الإمام علي (عليه السلام) - في خطبته بصفين -: ثم جعل من حقوقه حقوقا فرضها لبعض الناس على‏ بعض، فجعلها تتكافأ في وجوهها، ويوجب بعضها بعضا، ولا يستوجب بعضها إلا ببعض، فأعظم مما افترض الله - تبارك وتعالى‏ - من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي، فريضة فرضها الله لكل على‏ كل، فجعلها نظام اُلفَتِهِم، وعزا لدينهم، وقواما لسنن الحق فيهم؛ فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة، ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية؛ فإذا أدت الرعية إلى الوالي حقه وأدى‏ إليها الوالي كذلك، عز الحق بينهم، فقامت مناهج الدين، واعتدلت معالم العدل، وجرت على‏ أذلالها السنن، فصلح بذلك الزمان وطاب به العيش، وطمع في بقاء الدولة، ويئست مطامع الأعداء؛ وإذا غلبت الرعية واليهم وعلا الوالي الرعية، اختلفت هنالك الكلمة، وظهرت مطامع الجور، وكثر الإدغال في الدين وتركت معالم السنن، فعمل بالهواء،(4) وعطلت الآثار، وكثرت علل النفوس، ولا يستوحش لجسيم حد عطل، ولا لعظيم باطل اُثل؛ فهنالك تذل الأبرار، وتعز الأشرار، وتخرب البلاد، وتعظم تبعات الله عند العباد(5).

773. عنه (عليه السلام) - في وصف معيشة الناس في أيام خلافته: ما أصبح بالكوفة أحد إلا ناعما؛ إن أدناهم منزلة ليأكل من البر، ويجلس في الظل، ويشرب من ماء الفرات(6).

774. الإمام الحسن (عليه السلام) - في احتجاجه على‏ من أنكر عليه مصالحة معاوية ونسبه إلى التقصير في طلب حقه -: فاقسم بالله، لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني، لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها... وقد قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم): ما ولت امة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى‏ يرجعوا إلى‏ ملة عبدة العجل(7).

775. الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا(عليه السلام): إن قال (قائل): فلم جعل (الله) اولي الأمر وأمر بطاعتهم‏? قيل: لعلل كثيرة، منها: أن الخلق لما وقفوا على‏ حد محدود وامروا أن لا يتعدوا ذلك الحد لما فيه من فسادهم، لم يكن يثبت ذلك ولا يقوم إلا بأن يجعل عليهم فيه أمينا يمنعهم من التعدي والدخول في ما حظر عليهم؛ لأنه لو لم يكن ذلك لكان أحد لا يترك لذته ومنفعته لفساد غيره، فجعل عليهم قيما يمنعهم من الفساد، ويقيم فيهم الحدود والأحكام.

ومنها: أنا لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا إلا بقيم ورئيس، ولما لابد لهم منه في أمر الدين والدنيا، فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق مما يعلم أنه لابد له منه، ولا قوام لهم إلا به؛ فيقاتلون به عدوهم، ويقسمون فيئهم، ويقيم لهم جمهم‏(8) وجماعتهم، ويمنع ظالمهم من مظلومهم.

ومنها: أنه لو لم يجعل لهم إماما قيما أمينا حافظا مستودعا لدرست الملة، وذهب الدين، وغيرت السنن والأحكام، ولزاد فيه المبتدعون، ونقص منه الملحدون وشبهوا ذلك على المسلمين؛ لأنا وجدنا الخلق منقوصين محتاجين غير كاملين مع اختلافهم واختلاف أهوائهم وتشتت أنحائهم، فلو لم يجعل لهم قيما حافظا لما جاء به الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) لفسدوا على‏ نحو ما بينا، وغيرت الشرائع والسنن والأحكام والإيمان، وكان في ذلك فساد الخلق أجمعين(9).

________

1ـ الكافي: 7/175/8 عن حفص بن عون رفعه، وراجع ص 174/1 - 3.

2ـ السنن الكبرى: 8/281/16649، المعجم الكبير: 11/267/11932، المعجم الأوسط: 5/92/4765، كنز العمال: 6/12/14624 كلها عن ابن عباس؛ مستدرك الوسائل: 18/9/10 نقلا عن القطب الراوندي في لب اللباب.

3ـ بحار الأنوار: 93/40نقلا عن رسالة في أصناف آيات القرآن وأنواعها وتفسير بعض آياتها.

4ـ كذا في المصدر، ولعلها تصحيف «بالهوى» - كما جاءت في سائر المصادر - أو تصحيف «بالأهواء»: جمع «الهوى».

5ـ الكافي: 8/353/550 عن جابر عن الإمام الباقر (عليه السلام)، نهج البلاغة: الخطبة 216، بحار الأنوار: 27/251/14 و ج 41/152/46 و ج 77/355/32.

6ـ فضائل الصحابة لابن حنبل: 1/531/883 عن عبد الله بن سخبرة؛ المناقب لابن شهرآشوب: 2/99، بحار الأنوار: 40/327/9.

7ـ الاحتجاج: 2/66/156، العدد القوية: 51/62 كلاهما عن سليم بن قيس، بحار الأنوار: 44/22/6 وراجع الأمالي للطوسي: 560/1173 وص 566/1174.

8ـ كذا في المصدر، وفي علل الشرايع: «جمعتهم».

9ـ عيون أخبار الرضا(عليه السلام): 2/100/1، علل الشرايع: 253/9، بحار الأنوار: 6/60/1 وج‏23/32/2.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.