المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

العداد الحيوي الآلي AutobioCounter
17-6-2017
موضوع ومحتوى التربية الأخلاقية
2023-02-15
Bernoulli Distribution
16-4-2021
التربية الاقتصادية للشباب
2023-02-28
العلاقة بين الاختصاص التشريعي والقضائي الدولي وضرورة التمييز بينهما
7-2-2022
رع موس.
2024-05-24


سرية اسامة أهداف وكشف حقائق  
  
3346   05:45 مساءاً   التاريخ: 13-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2, ص85-87.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

استبانت للنبيّ (صلى الله عليه واله) التيارات الحزبية من صحابته الذين صمّموا على صرف الخلافة عن أهل بيت النبوة فرأى خير وسيلة يتدارك بها الموقف أن يبعث بجميع أصحابه لغزو الروم حتى تخلو عاصمته منهم إذا انتقل إلى حضيرة القدس وبذلك يتمّ ما أراده من تسلّم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) مقاليد الحكم من دون منازع له وقد أمر أعلام المهاجرين والأنصار بالالتحاق بالجيش كان من بينهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة الجرّاح وبشير بن سعد وهم من أقطاب الحزب المعارض للإمام ، وعهد النبيّ (صلى الله عليه واله) بإمارة الجيش إلى اسامة بن زيد وكان في شرخ الشباب ولم يعهد بها إلى شيوخ أصحابه وكان في ذلك إشعار منه بأنّ القيادة العامّة لا تخضع لكبر السنّ والتقدّم في العمر وإنّما تخضع للمؤهّلات والقابليات التي يتمتّع بها القائد.

وقال النبيّ (صلى الله عليه واله) لأسامة : سر إلى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد ولّيتك هذا الجيش فاغز صباحا على أهل أبنى وحرّق عليهم وأسرع السّير لتسبق الأخبار فإن أظهرك الله عليهم فأقلل اللّبث فيهم وخذ معك الأدلاّء وقدّم العيون والطّلائع معك ؛ وحفلت هذه الوصية بالمناهج العسكرية الرائعة التي دلّت على أصالة التعاليم العسكرية في الإسلام.

وفي اليوم التاسع والعشرين من صفر رأى النبيّ (صلى الله عليه واله) جيشه قد مني بالتمرّد فلم يلتحق أعلام الصحابة بوحداتهم العسكرية فساءه ذلك وخرج مع ما به من المرض فحثّهم على المسير وعقد بنفسه اللواء لأسامة وقال له : اغز بسم الله وفي سبيل الله وقاتل من كفر بالله , وخرج اسامة معقودا لواؤه فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف وتثاقل الصحابة من الالتحاق بالمعسكر وأظهروا العصيان والطعن بقيادة اسامة يقول له عمر : مات رسول الله وأنت عليّ أمير؟

ونقلت هذه الكلمات إلى النبيّ (صلى الله عليه واله) وكانت قد ازدادت به الحمى فغضب وخرج وهو معصب الرأس قد دثّر بقطيفته فصعد المنبر وهو متبرّم فأعلن سخطه على من لم يلتحق بجيش اسامة.

أيّها النّاس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري اسامة؟ ولقد طعنتم في تأميري أباه وأيم الله إنّه كان لخليقا بالإمارة وإنّ ابنه من بعده لخليق بها ؛ ثمّ نزل عن المنبر وهو متألّم كأشدّ ما يكون الألم وجعل يؤكّد على الالتحاق بجيش اسامة ويلعن من تخلّف عنه قائلا :  جهّزوا جيش اسامة ؛ نفّذوا جيش اسامة ؛ لعن الله من تخلّف عن جيش اسامة .

ولم تثر هذه الأوامر المشدّدة من رسول الله (صلى الله عليه واله) حفائظ نفوسهم ولم تدفعهم إلى الالتحاق بجيش اسامة فقد تثاقلوا واعتذروا للرسول بشتّى المعاذير الواهية وهو (سلام الله عليه) لم يمنحهم العذر وإنّما أظهر السخط وعدم الرضا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.