المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أدعية الصحيفة السجّادية: الدعاء الحادي والثلاثون
24/10/2022
آداب الدعاء / الالحاح بالدعاء.
2024-04-03
Expected Threshold
10-4-2018
ذو الرمة
28-6-2021
سعد بن حنظلة التميمي
11-10-2017
مفهوم الدخل من الناحية الاقتصادية
12-4-2016


حديث الثقلين  
  
3613   09:52 صباحاً   التاريخ: 5-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1, ص185-188.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

تواترت الأخبار عن النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) في فضل عترته الطاهرة ولزوم مودّتهم والتمسّك بهم , ومن الاحاديت في فضلهم حديث الثقلين ويعد من أروع الأحاديث النبوية ومن أصحّها سندا ومن أكثرها شيوعا وانتشارا بين المسلمين فقد دوّنته الصحاح والسنن وتلقّاه العلماء بالقبول ومن الجدير بالذكر أنّ النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) قد أدلى بهذا الحديث في مواضع متعدّدة كان منها :

١ ـ روى زيد بن أرقم أنّ النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) قال : إنّي تارك فيكم الثّقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السّماء إلى الأرض ؛ وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما .

٢ ـ أعلن النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) هذا الحديث وهو في حجّه يوم عرفة وقد رواه جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وهو في حجّه يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب فسمعته يقول : يا أيّها النّاس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي .

٣ ـ روى زيد بن أرقم قال : نزل رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) الجحفة ثمّ أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : إنّي لا أجد لنبيّ إلاّ نصف عمر الّذي قبله وإنّي اوشك أن ادعى فما أنتم قائلون؟ .

فهتفوا جميعا : نصحت.

ثمّ وجّه إليهم هذه الكلمات : أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله وأنّ الجنّة حقّ والنّار حقّ؟.

سارعوا قائلين : نشهد .

ورفع النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) يده فوضعها على صدره الشريف وقال : ألا تسمعون؟.

قالوا :نعم . فقال (صلى الله عليه واله) : فإنّي فرط على الحوض وأنتم واردون على الحوض وأنّ عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النّجوم من فضّة فانظروا كيف تخلفوني في الثّقلين؟.

فناداه من بهو المجلس مناد : وما الثقلان يا رسول الله؟ قال : كتاب الله طرف بيد الله عزّ وجلّ وطرف بأيديكم فتمسّكوا به والآخر عشيرتي وإنّ اللّطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض فسألت ذلك ربّي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصّروا عنهما ولا تعلّموهم فهم أعلم منكم .

ثمّ أخذ بيد أخيه الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) وقال : من كنت أولى به من نفسه فعليّ وليّه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه .

٤ ـ خاطب النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) أصحابه وهو على فراش الموت فقال لهم : أيّها النّاس يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب ربّي عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ؛ ثمّ أخذ بيد عليّ (عليه‌ السلام) وقال : وهذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض ؛ ولا بدّ لنا من وقفة قصيرة للتأمّل والنظر في هذا الحديث سندا ودلالة :

سند الحديث : أمّا هذا الحديث فهو من أوثق الأحاديث النبوية في سنده وقد نقل المناوي عن السمهودي أنّه قال : وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة كلّهم قد رووا هذا الحديث , وقال ابن حجر : ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بعض وعشرين صحابيا ولا يخامر أي باحث شكّ في صحّة الحديث وسلامته من الوضع والضعف.

دلالة الحديث : أمّا دلالة الحديث ومفاده فهي عصمة أهل البيت من كلّ إثم ورجس فقد قرنهم الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) بالكتاب العزيز فكما أنّ الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فكذلك العترة وإلاّ لما صحّت المقارنة بينهما فالحديث يدلّ بوضوح على عصمة أهل البيت(عليهم السلام) ومن الطبيعي أنّ أي انحراف في سلوك أهل البيت يعدّ افتراقا عن الكتاب العزيز وقد صرّح النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) بعدم افتراقهما حتى يردا عليه الحوض .

إنّ البحث عن معطيات هذا الحديث الشريف يستدعي وضع كتاب خاصّ فيه وقد عرض جماعة من العلماء إلى البحث عنه بصورة موضوعيّة وشاملة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.