أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-4-2016
688
التاريخ: 27-4-2016
647
التاريخ: 27-4-2016
568
التاريخ: 27-4-2016
633
|
يستحب أن يستلم [الحاج] الركن اليماني ويقبّله ، فإن لم يتمكّن ، استلمه بيده وقبّل يده ـ وبه قال أحمد (1) ـ لما رواه العامّة عن ابن عباس ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله إذا استلم الركن ، قبّله ، ووضع خدّه الأيمن عليه (2).
وقال ابن عمر : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يستلم إلاّ الحجر والركن اليماني (3).
ومن طريق الخاصّة : ما رواه الشيخ عن غياث بن إبراهيم [ عن جعفر ] عن أبيه [ عليهما السلام ] قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يستلم الركن إلاّ الركن الأسود واليماني، ويقبّلهما ، ويضع خدّه عليهما » (4).
وقال الشافعي : يستحب أن يستلمه بيده ويقبّل يده ولا يقبّله (5).
وقال أبو حنيفة : لا يستلمه (6).
وقال مالك : يستلمه ولا يقبّل يده ، وإنّما يضعها على فيه (7).
قال ابن عبد البرّ : أجمع أهل العلم على استلام الركنين ، وإنّما اختلفوا في التقبيل ، فشرّكه قوم بينهما وخصّ قوم الحجر به (8).
إذا عرفت هذا ، فإنّه يستحب استلام الأركان كلّها ، وآكدها ركن الحجر واليماني ، ذهب إليه علماؤنا ـ وبه قال ابن عباس وجابر وابن الزبير (9) ـ لما رواه العامّة أنّه لمّا قدم معاوية مكة وابن عباس بها ، فاستلم ابن عباس الأركان كلّها ، فقال معاوية : ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يستلم إلاّ الركنين اليمانيّين ، فقال ابن عباس : ليس من البيت شيء مهجور (10).
ومن طريق الخاصّة : ما رواه إبراهيم بن أبي محمود ، قال : قلت للرضا عليه السلام : أستلم اليماني والشامي والغربي؟ قال : « نعم » (11).
ولأنّهما ركنان ، فاستحبّ استلامهما ، كاليمانيّين.
وأنكر الفقهاء الأربعة ذلك (12) ، لقول ابن عمر : أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يستلم الركن اليماني والأسود في كلّ طوفة ، ولا يستلم الركنين اللذين يليان الحجر (13).
قال ابن عمر : ما أراه لم يستلم الركنين اللذين يليان الحجر إلاّ لأنّ البيت لم يتمّ على قواعد إبراهيم عليه السلام (14).
والجواب : رواية الإثبات مقدّمة.
ويحتمل : أنّه كان يقف عند اليمانيّين أكثر.
تنبيه : في الاستلام لغتان : الهمز وعدمه.
فعلى الثاني قال السيّد المرتضى : إنّه افتعال من السّلام ، وهي الحجارة (15).
فإذا مسّ الحجر بيده ومسحه بها ، قيل : استلم ، أي مسّ السّلام بيده.
وقيل : إنّه مأخوذ من السّلام (16) ، أي أنّه يحيّي نفسه عن الحجر ، إذ ليس الحجر ممّن يحيّيه ، وهذا كما يقال : اختدم : إذا لم يكن له خادم سوى نفسه.
وحكى ثعلب : الهمز ، وفسّره بأنّه اتّخذه جنّة وسلاحا من اللأمة (17) ، وهي الدرع (18). وهو حسن.
__________________
(1) المغني 3 : 399 ، الشرح الكبير 3 : 394 ، حلية العلماء 3 : 330.
(2) المغني 3 : 400 ، الشرح الكبير 3 : 395 ، وبتفاوت يسير في المستدرك ـ للحاكم ـ 1 : 456 ، وسنن البيهقي 5 : 76.
(3) صحيح مسلم 2 : 924 ـ 244 ، سنن النسائي 5 : 231 ، سنن البيهقي 5 : 76 ، المغني 3 : 400 ، الشرح الكبير 3 : 395.
(4) التهذيب 5 : 105 ـ 106 ـ 341 ، الإستبصار 2 : 216 ـ 217 ـ 774.
(5) الام 2 : 170 ، المجموع 8 : 35 و 58 ، فتح العزيز 7 : 319 ، حلية العلماء 3 : 330 ، المبسوط ـ للسرخسي ـ 4 : 49.
(6) فتح العزيز 7 : 319 ، المجموع 8 : 58 ، حلية العلماء 3 : 330 ، المغني 3 : 399 ـ 400 ، الشرح الكبير 3 : 394 ـ 395.
(7) المدوّنة الكبرى 1 : 363 ـ 364 ، المنتقى ـ للباجي ـ 2 : 287 ـ 288 ، فتح العزيز 7 : 320 ، حلية العلماء 3 : 330 ، المجموع 8 : 58.
(8) المغني 3 : 400 ، الشرح الكبير 3 : 395.
(9) المغني 3 : 400 ، الشرح الكبير 3 : 395 ، المجموع 8 : 58 ، حلية العلماء 3 : 330 ـ 331.
(10) مسند أحمد 4 : 94 ـ 95 بتفاوت ، وفي ذيله ما يشعر باختلاف الناس في هذه الرواية ، فمنهم من قال بأنّ المجيب هو معاوية. وانظر : صحيح البخاري 2 : 186 ، وسنن الترمذي 3 : 213 ـ 858 ، وسنن البيهقي 5 : 77 ، ومسند أحمد 1 : 217.
(11) التهذيب 5 : 106 ـ 343 ، الإستبصار 2 : 216 ـ 743.
(12) المدوّنة الكبرى 1 : 363 ، المجموع 8 : 58 ، حلية العلماء 3 : 330 ، بدائع الصنائع 2 : 148 ، المغني 3 : 399 ، الشرح الكبير 3 : 395.
(13) فتح العزيز 7 : 319 ، وبتفاوت في صحيح البخاري 2 : 186 ، وصحيح مسلم 2 : 924 ـ 244 ، ومسند أحمد 2 : 18.
(14) المغني 3 : 400 ، الشرح الكبير 3 : 395 ، وبتفاوت في صحيح مسلم 2 : 969 ـ 399 ، وصحيح البخاري 2 : 179 ، وسنن البيهقي 5 : 77.
(15) رسائل الشريف المرتضى 3 : 275.
(16) تهذيب اللغة 12 : 451.
(17) اللأمة : الهول. لسان العرب 12 : 557 « لوم ».
(18) كما في رسائل الشريف المرتضى 3 : 275.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|