المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تفسير {فجعله غثاء احوى}
2024-09-02
الآثار النادرة للنيران السماوية الساحرة
14-12-2021
Social markers
8-3-2022
الـنظام الاقتصادي الرأسمالي ( أشـكال رأس المـال )
17-1-2019
مكافحة حشرات القطن
15-5-2016
منع العامة من خروج المعتكف إلّا لقضاء الحاجة.
5-1-2016


تبني الأيتام  
  
2211   01:11 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص247-248
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من الأمور التي تعتبر مشكلة في مجتمعنا قضية الأيتام وهم مشكلة كبيرة تعاني منها المجتمعات الإنسانية , وتعتبر مسألة التبني حلا موضوعيا لمشكلة الأيتام خاصة أولئك الذين لا اب لهم ولا أم , فإنهم سيُصَانون ويُحمَون من خلال عائلة جديدة تتبناهم وتحل مشاكلهم , وأيضا هنا نتناول الموضوع من جهتين :

الأولى : ... وهو حق الولد في معرفة نسبه ومن هم أهله وبالتالي لا يجوز أن نضيف عليه إضافة الى مشكلة اليتم مشكلة أخرى وهي تضييع النسب , حتى لو كان كلا من أبيه وأمه متوفيان .

الثانية : موضوع حل مشكلة اليتيم فان الإسلام لم يترك هذه المشكلة من دون حل , بل تدخل في حلها الى أبعد الحدود ,والحل هو أن نكفل لليتيم معاشه وعلمه , وأن لا يحس بالضعف والنقص  بل أن يؤمن له المجتمع كفالة تصونه من ذلك ما يُشعره بالراحة والاطمئنان .

فالإسلام اعتبر أن كافل اليتيم لا يميزه عن رسول الله(صلى الله عليه واله) في الجنة سوى درجة بسيطة فقد ورد عنه أنه قال:(أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة , وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى)(1) .

فالفرق كما في الرواية بين خير البشر على الإطلاق وهو رسول الله (صلى الله عليه واله) وبين كافل اليتيم هو الفرق ما بين الإصبعين الوسطى والسبابة وهو فرق قليل جدا . وهذا يعني أن الإسلام لم يترك الضعفاء يضيعوا في المجتمع , بل حث على موضوع التبني العملي الذي هو حفظ وكفالة هذا الإنسان الضعيف, ومنع من التبني الفعلي الذي يُلغي نسبه ويضيع أصله .

والدليل على ذلك أن رسول الله(صلى الله عليه واله) أحضر ولدا ورباه وكساه منذ صغره الى أن أصبح كبيرا وزوجه الى أن أراد طلاق زوجته وحاول منعه من أن يطلق , فهو بذلك يكون قد أعطاه شرفا كبيرا أن ينسب الى محمد(صلى الله عليه واله) .

من خلال ما تقدم فإن المرأة العاقر , أو الرجل العقيم يستطيعان ان يحتضنا هذه الحالات ويحاولان رعايتها بشرط ان لا ينسبانه إليهما .

_______________

1ـ مستدرك الوسائل ج 2 ص 474 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.