المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



مراعاة الحقوق والواجبات بين الزوجين  
  
2581   02:12 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : مركز الرسالة
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : .....
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2021 2484
التاريخ: 21-11-2021 2008
التاريخ: 2023-02-19 1271
التاريخ: 2024-09-23 121

وضع المنهج الاسلامي حقوقاً وواجبات على كلِّ من الزوجين، والمراعاة لها كفيل بإشاعة الاستقرار والطمأنينة في أجواء الاسرة ، فالتقيد من قبل الزوجين بالحقوق والواجبات الموضوعة لهم يساهم في تعميق الاواصر وتمتين العلاقات الوديّة وينفي كلّ أنواع المشاحنات والتوترات المحتملة ، والتي تؤثر سلبياً على جو الاستقرار الذي يحيط  بالأسرة والمؤثر بدوره على التوازن الانفعالي للطفل .

ومن أهم حقوق الزوج هو حق القيمومة ، قال الله تعالى :{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}[النساء:34]. فالواجب على الزوجة مراعاة هذا الحق لانّ الحياة الاسرية لا تسير بلا قيمومة ، والقيمومة للرجل منسجمة مع طبيعة الفوارق البدنية والعاطفية لكلِّ من الزوجين ، وان تراعي هذهِ القيمومة في تعاملها مع الاطفال وتشعرهم بمقام والدهم . وأهم الحقوق بعد حق القيمومة كما في جواب قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على سؤال امرأة عن حق الزوج على المرأة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أن تطيعه ولا تعصيه ، ولا تصدَّق من بيتها شيئاً إلاّ باذنه ولا تصوم تطوعاً إلاّ باذنه ، ولا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب ولا تخرج من بيتها إلاّ باذنه..» (1).

ومن حقوق الزوج قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «حق الرجل على المرأة انارة السراج واصلاح الطعام وان تستقبله عند باب بيتها فترحّب به وان تقدّم اليه الطشت والمنديل وان توضّئه وان لا تمنعه نفسها إلاّ من علّة» (2).

ولأَهمية مراعاة هذا الحق قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا تؤدي المرأة حق الله عزّ وجل حتى تؤدي حق زوجها» (3).

ووضع المنهج الاسلامي حقوقاً للزوجة يجب على الزوج مراعاتها ، قال الاِمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) جواباً على سؤال اسحاق بن عمار عن حق المرأة على زوجها فقال (عليه السلام) : «يشبع بطنها ويكسو جثتها وإن جهلت غفر لها»(4).

وأجاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على سؤال خولة بنت الاَسود حول حق المرأة فقال :«حقك عليه أن يطعمك ممّا يأكل ويكسوك مما يلبس ولا يلطم ولا يصيح في وجهك»(5).

ومن حقها مداراة الزوج لها وحسن صحبته لها ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لمحمد بن الحنفية : «إنّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، فدارها على كلِّ حال وأحسن الصحبة لها فيصفو عيشك» (6).

ومن حقّ الزوجة وباقي أفراد العائلة هو اشباع حاجاتهم المادية ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله» (7).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ملعون ملعون من يضيع من يعول» (8).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «حقُّ المرأة على زوجها أن يسدَّ جوعتها وأنْ يستر عورتها ولا يقبّح لها وجهاً فاذا فعل ذلك فقد أدّى والله حقها» (9).

والالتزام بحقوق الزوج من قبل الزوجة وبحقوق الزوجة من قبل الزوج ضروري لاشاعة الاستقرار في اجواء الاسرة ، فيكون التفاعل ايجابياً ويدفع كلا الزوجين للعمل من أجل سعادة الاسرة وسعادة الاطفال ، واستقرار المرأة في مرحلة الحمل والرضاعة ومرحلة الطفولة المبكرة يؤثر في استقرار الطفل واطمئنانه ، والانطلاق في الحركة على ضوء ما مرسوم له من نصائح وارشادات وتوجيهات فينشأ مستقر الشخصية سوّي في افكاره وعواطفه وسلوكه .

__________

1ـ من لا يحضره الفقيه 3 : 277 / 1 باب حق الزوج على المرأة.

2ـ  مكارم الاخلاق 215 .

3ـ  مكارم الاخلاق 215 .

4ـ من لا يحضره الفقيه 3 : 279 / 2 باب حق المرأة على الزوج .

5ـ مكارم الاخلاق 218 .

6ـ مكارم الاخلاق 218 .

7ـ عدة الداعي ، لاَحمد بن فهد الحلّي : 72 ـ مكتبة الوجداني قم .

8ـ عدة الداعي ، لاَحمد بن فهد الحلّي : 72 ـ مكتبة الوجداني قم .

9ـ عدة الداعي ، لاَحمد بن فهد الحلّي : 81 ـ مكتبة الوجداني قم .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.