المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02

ولاية عمر باشا لبغداد.
2023-06-08
الأمر والنهي
28-8-2016
جدول يبين محتوى بعض ثمار الفاكهة من العناصر المعدنية والفيتامينات
2023-03-12
الشروط التي يجب مراعاتها في اختيار الزوج
14-1-2016
Polygamma Function
23-5-2019
يحيى بن زكريّا عليهما السّلام
2023-03-28


كيفية وصول الام الى النشاط  
  
2335   10:11 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص172-176
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2016 2000
التاريخ: 12-6-2018 1890
التاريخ: 5-6-2017 1618
التاريخ: 23-11-2017 2540

ما الذي يجب على الام فعله لتسير في طريق النشاط والبهجة، ولتصبح حالتها النفسية طبيعية وملهمة ؟ للإجابة عن ذلك نشير الى النقاط التالية :

الثقة والتوكل على الله: قال الامام الجواد (عليه السلام): (الثقة بالله تعالى ثمن لكل غال وسُلم الى كل عال) فالاعتماد على الله والثقة به هما ثمن كل شيء قيّم، وجسر لعبور المراتب الرفيعة والعالية.

فذكر الله والتوكل عليه لن يدعا الإنسان وحيداً في هذه الحياة، ويمكنهما ان يكونا عاملين مشجعين لكسب المعنويات اللازمة والخلاص من حالة القلق والاضطراب. قال امير المؤمنين علي (عليه السلام): (ذكر الله دعامة الدين وعصمة (من) الشيطان) ، والاهم من كل ذلك هو القرآن، ذلك الكتاب السماوي، حيث يقول: {الا بذكر الله تطمئن القلوب}.

وبشكل عام فأن التوكل على الله والثقة بأنه لن يدع عبده وحيداً سيؤدي الى بعث السكون والطمأنينة في قلب الام، وسيكون وسيلة للطفل للوصول الى الرشد والكمال والنهوض والاستمرار في الحياة.

2ـ الامتناع عن الخوف: على الام ان تسيطر على خوفها بعد موت زوجها وتوفر الشروط المناسبة لاستقرارها وان لا ينتابها الخوف والقلق على مستقبلها ومستقبل ابنها وتربيته والصعوبات التي ستواجهها خلال ذلك.

فوجود الخوف سيسبب آثاراً سلبية كثيرة حيث يسلب النشاط والمرح من الإنسان، وسيؤدي الى بروز الكثير من المشاكل، وسيؤدي الى ظهور العصبية والحساسية المفرطة عند الافراد، وسيقضي على الشهية، وسيحطم إرادة الافراد. فخوف الام وخشيتها من الحادثة وقلقها على المستقبل سيؤثر في الطفل ايضاً، وسيسري ذلك الى الطفل لو كان جنيناً ايضاً. قال علي (عليه السلام) (في خوف محمد بن الحنفية) : (ادركك عرق من امك) حيث يمنع الخوف الطفل من الحركة والتقدم والجرأة.

3ـ الابتعاد عن الاضطراب: الاضطراب وتشوش الذهن أمران قاتلان فعلاً ويوصلان الانسان الى حافة الموت من دون حدوث امر ومشكلة حقيقية، فوجود الاضطرابات والهيجانات والمنازعات في الحياة اليومية سيكون مانعاً من تقدم الإنسان وتطوره، وسيثبط من دور الامهات التربوي، وسيمنعهم من اداء هذا الواجب والعبء الثقيل.

فوجود بعض الحالات العاطفية من اضطراب وحزن ربما ادى الى منع الام من ابراز حنانها وعطفها وامومتها من حيث السلوك والحالات المختلفة كما يجب، وبالتالي الى إلحاق الاذى والضرر بالطفل من هذه الناحية، فيصبح فرداً منزوياً ومعقداً، يشعر بالحرمان ونقص المحبة والحنان، وكذلك فان اضطراب وقلق الام الزائد عن حده سيؤدي بدوره الى اضطراب الطفل وتشويه فكره والقضاء على جرأته ومنعه من امتلاك حالة طبيعية وعادية، وفي تلك الحالة فإما أن يمتنع الطفل عن العمل والجد بشكل كامل، او انه سيفتقد الجرأة الكافية للتقدم والاستمرار والنجاح.

4ـ الامتناع عن البكاء والحزن: نعلم سلفاً بأن وصيتنا للام بعدم البكاء حزناً على زوجها الفقيد

امر غير مناسب من الاساس، فالبكاء ضروري لتخفيف الالم والعذاب، ولكن من الخطأ ان يتم بحضور الطفل وبشكل دائم وسافر، وان يترافق مع إظهار العجز والضعف:ـ قال امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام): (من جزع فنفسه عَذَّب، واجر الله سبحانه اضاع، وثوابه باع) (غرر الحكم) ومن ناحية اخرى فقد شبهت الدنيا بمرآة مرة، وبجبل مرة اخرى، فان نظرت اليها رأيت صورتك، وأن ناديت بصوت عال سمعت ارتداده وصداه، ولو كانت صورتك مليئة بالحزن والاسى، وصراخك منبعثاً من لوعة فسيرتد ذلك عليك، وسيضاعف المصيبة ويزيد من وطئها.

وفي رأينا فإن من الخطأ الاستمرار في الحزن دائماً، او الانغماس في الحزن لكل صرخة او لوعة، فبكاؤك المستمر لن يؤثر سلباً عليك فقط، بل سيجعل من طفلك فرداً عديم الارادة، مثبط الهمة، كئيباً، قلقاً لدرجة سيفتقد معها الى المقومات اللازمة للشروع في الحياة.

5ـ الالتفات الى الواجب والمسؤولية : إنه لأمر هام ان يفكر الإنسان في كل لحظات حياته في (ما هو واجبي الآن ؟ وما ذا علي ان افعل؟) وفي رأينا: لا تنشغلوا بالتفكير في الماضي، وكذلك فإن المستقبل مجهول حالياً، إذاً ركزوا على ما يجب فعله الآن!!.

انها لفرصة ثمينة جداً امامكم، استعيدوا توازنكم وهدوءكم وفكروا بها جيداً وانظروا كيف يمكنكم الاستفادة من هذه الفرصة المتاحة لما فيه فائدة لكم ولأولادكم، اجل! فالحياة بجانب الشريك تجلب السعادة والسرور، ولكنها:

أولا : ليست السعادة المطلقة، فهناك مجالات اخرى ايضاً.

وثانياً : لقد فات الاوان وما حدث قد حدث، ولن يرجع ابداً، لذلك فان العزاء والدمع والصراخ واللوعة لن تستطيع إخراجكم من هذه المحنة، لذا يجب ان تفكروا بشكل اكثر عقلانية.

6ـ الصبر والتحمل: إنكم بحاجة الى صبر وتحمل اكبر، والى قدرة اكبر لمقابلة المصاعب بشجاعة وجرأة ولتكن تصرفاتكم منطقية ومنبعثة من افكاركم الذاتية، فالحياة مليئة بالمصائب والمشاكل، فهل تظنون بأنكم لن تواجهوا اية مشكلة اخرى، إن لم تتعرضوا الى ما ألم بكم من مصيبة؟ ومن الخطأ الفاحش ان نتصور ان الدنيا يجب ان تكون كما نريد ونحب، ووفقاً لأهوائنا ومرادنا دائماً، وأن يحكم حياتنا ويسيطر عليها نسيم الهدوء والرقة دائماً، إن مثل هذا الامر لم يتحقق للأنبياء والائمة (عليهم السلام) ايضاً. فواجبنا نحن هو البحث عن اتجاه ذلك النسيم والعمل على تكييف انفسنا وملاءمتها مع هذه المشاكل، بطريقة نقلل فيها الضرر والصدمة الى ادنى مستوى لها. اليأس قاتل للإنسان، ولن يضيء مصباح الحياة ويشع نوراً الا من خلال الامل والرغبة والتفاؤل. وليستند محور امالكم وامانكم على ان هذه الدنيا حقل الزراعة ووضع البذور، وأن الآخرة هي محل الحصاد والجني.

تمسكوا بهذا الاساس، وتحكموا بأنفسكم، وفكروا بأولادكم قبل انفسكم، فلا حيلة لهم سواكم فأنتم حياتهم ومحور تحقق امانيهم وآمالهم، ومن الضروري ان تعملوا على التحكم والتسلط على انفسكم، وان لا تخسروا انفسكم في المصائب والمشاكل الحياتية، بل حافظوا على ضبط النفس، واعلموا ان السعي والجهد لإصلاح الحياة وترميمها، ووجود الامل في الحالة العصبية بالإضافة الى الجرأة والشهامة والشجاعة، هي التي تجعل منكم افراداً ذوي اهمية وقيمة.

7ـ توفر السرور والنشاط : إياكم والبطالة والانزواء والانشغال بالنوم! او الإغفاء والاتكاء عبثاً على كرسي او جدار، والتفكير كثيراً بالمستقبل البعيد، فكل هذه الامور تعمل على زيادة الحزن ومضاعفة الاذى، بل انصرفوا الى اعمال مفيدة؛ اعدوا اللباس لكم ولأبنائكم، واهتموا بالأعمال البيتية والحياتية، وان كنتم في قرية فانطلقوا وراء الاعمال الزراعية وتربية المواشي والدواجن، وإن لم يكن بالإمكان ذلك فتوجهوا نحو المطالعة والدراسة؛ وباختصار وايجاز اشغلوا انفسكم بطريقة ما.

قوموا احياناً ببعض الاسفار والرحلات الترفيهية؛ مارسوا الرياضة المنزلية؛ قوموا بزيارة المزرعة او الذهاب الى الحديقة؛ شاركوا الاطفال لعبهم، فكل هذه الامور التي ذكرناها تخلق الجو المناسب للسرور والنشاط.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.