المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ڤلطية الانهيار breakdown voltage
16/2/2018
Preparation of Hydrogen by Reaction of Metals with Acids
23-2-2019
المحبة للسكريات Glycophiles
29-6-2018
فوائد الزواج / الهدوء والسكينة
2024-06-29
Weak Law of Large Numbers
9-8-2020
المعنى والسياق
15-8-2017


ثواب الإحسان الى اليتيم  
  
8971   10:34 صباحاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص384-386
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

إن الإسلام دين العمل وليس مجرد القول فلا ينفع أن تقول إنك مؤمن ثم تكون في كل أفعالك وتصرفاتك بعيدا عن الدين واحكامه , فالدين هو الممارسة قبل مجرد ما تعقد عليه قلبك , وفي هذا الموضوع أعطى الله سبحانه وتعالى للبر تعريفا محددا أخرجه من مجرد القيام بالطقوس الدينية ليحوله الى التزامات عملية من قبيل الإحسان الى أيتام المسلمين , فقال الله عز وجل في كتابه الكريم:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[البقرة: 177] . فالبر بحسب مفهوم هذه الآية الكريمة لا يعني أن تولي وجهك باتجاه مشرق أو مغرب , بل معناه أن تؤتي المال للمسكين واليتيم وابن السبيل وهذا هو البر الحقيقي في المفهوم الإسلامي . وقد أورد الله سبحانه وتعالى عبارة على حبه بمعنى أن تتنازل عنه وأنت ترغب بإبقائه معك لحاجتك إليه كل ذلك من أجل الأجر الذي ستحصل عليه من إكرام اليتيم أو إشفاقا عليه كإنسان ضعيف يحتاج الى المساعدة بغض النظر عن ورود اجر على ذلك أو عدم وروده . والإحسان الى اليتيم كما يمكن أن يكون بالمال فكذلك يمكن أن يكون بغيره لمن لا يقدر على تأمين المال , او كان فقيرا بأن يساعده في أمور يحتاجها فقد تكون فقيرا ولكنك متعلم فتساهم بتعليم هذا اليتيم وبذلك تكون قد أحسنت إليه فوجوه الإحسان كثيرة جدا لا يحصيها إنسان ولو أنك لا تمتلك شيئا من مال وقدرة وعلم فإنك تمتلك الكلمة الطيبة تقولها له والفعل الطيب تقوم به معه وبذلك أيضا يكون لك الأجر الذي أعده الله سبحانه وتعالى لمن يحسن الى اليتيم ورد عن امير المؤمنين علي (عليه السلام) قوله:(ما من مؤمن ولا مؤمنة يضع يده على رأس يتيم ترحما به إلا كتب الله له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة)(1) .

فهذا الإنسان الذي لا يمتلك شيئا , أو يمتلك ولكن لم يفعل شيئا سوى أنه مرر يده على رأس اليتيم ترحما به فأشعره بالحنان يكن بذلك قد أحسن الى اليتيم وحصل من الأجر الشيء الكثير فعدد الشعر الذي في رأس هذا اليتيم كثير جدا .

وقد تكون ممتلكاً لحس الفكاهة وتستطيع أن تُدخِل الفرح على قلب اليتيم , بل لو أدخلت الفرح لأي سبب من الأسباب ولو من خلال إعطائه حبة فاكهة , أو قطعة حلوى , أو أي شيء يُدخِل الفرح الى قلبه , فإنك إن فعلت ذلك تكون محسنا له وتنال من الله الأجر على ذلك وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله:(إن في الجنة دار يقال لها دار الفرح لا يدخلها إلا من فرح يتامى المؤمنين)(2) .

إن أهمية الاعتناء باليتيم تصل الى حد أن يخصص الله سبحانه وتعالى لمدخل الفرح على قلبه دارا خاصة بالجنة .

__________

1ـ وسائل الشيعة الجزء 15 ص 110 .

2ـ كنز العمال الجزء 3 ص 170 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.