أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016
3774
التاريخ: 25-1-2016
1721
التاريخ: 2024-10-05
242
التاريخ: 28-10-2017
2556
|
قال تعالى:{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}[الأنفال: 46]،وقال عزّ من قائل:{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[المائدة: 2] .
ركّز الإسلام على وحدة المسلمين وتعاونهم فيما بينهم، وحثّهم على فعل البرّ وسبيل الخير من أجل سعادة أفضل، وكان هذا أسلوب كل الأنبياء (عليهم السلام) والأديان السماوية السابقة.
وأيّ عملٍ فردي مهما كان متقناً ومدروساً، يبقى مفتقداً يد الجماعة وبركاتها، فالعقل والفكر والخبرة إذا كانت من شخصٍ واحد أنتجت عملاً مفيداً، ولكنّها إذا كانت من أشخاص، فإنها تنتج مشروعاً كبيراً لمكان تعدّد عقولهم وتجاربهم وأفكارهم، إضافة الى عدم احتمال التنافس أو التقاتل على نفس المشروع أو بعض خصوصياته.
ومن العمل الجماعي العمل الذي يُبتنى على التشاور، فيستطيع صاحب المشروع الفردي أن يستشير أصحاب الخبرة والعلم في كلّ فنّ، لكي يستطيع أن يدرك أفضل تفكير وعمل ممكن من خلال الاستعانة بخبرات وقدرات أقرانه.
ومهما كان الطبيب حاذقاً ومبدعاً في عمله فانه لن يستغني عن زملائه الآخرين، وكذلك الأمر بالنسبة للممرض فانه يبقى بحاجة الى زملائه الأكثر خبرة والأقدم عملاً والأعلم منه في مجال الطب، وليس في ذلك منقصة لأحد بل هو إبداع وتطوير وتعلم واكتساب خبرة وحذاقة، وهذا ديدن العلماء والمفكرين، بل كانوا يسافرون من بلد الى بلد لاكتساب بعض التفاصيل الصغيرة التي تقوي علمهم أو تحل عقدهم العلمية.
وللأسف أن الدول الغربية تمتاز عنا في هذا الأمر ليس فقط في مجال الجسم الطبي بل كافة الأجسام الاجتماعية وخاصة الإنسانية منها.
ثم بيّن سبحانه أن التعاون لابد ان يكون على البرّ والتقوى والخير، وليدعوا التعاون على الاثم والفتن بين الناس، لما فيه من تضعيف القدرات لدى الجميع، بل فيه ذهاب الريح أيّ القوّة المعنوية في المجتمع والتي منها تنتج كلّ أعمال البرّ والتقوى.
وأشارت الآية الى أمر مهم وهو أن خطأ بعض الأشخاص أو اختلافه مع الآخرين لا يمنع من التعاون على البرّ والخير لبناء المجتمع.
أما خطأ البعض فسواء كان نتيجة لعدم خبرته أو لتقصيره في مقدّمات العمل أو لأيّ سببٍ آخر، فانّ ذلك لا يضرّ ولا يلغي أن يستفاد من هذا الشخص في سبيل الخير، وخاصة في المجال الطبي.
وكذلك لا يضرّ أن يستفاد من الأشخاص الذين لا يلتزمون بالأحكام الشرعيّة أو يقصّرون في بعضها، حتى تارك الصلاة ونحوها، إمّا لتشجيعه على الطاعة وأعمال البرّ والمعروف، وإمّا لعدم جواز منع صانع المعروف.
بل منطوق الآية أنه يمكن التعاون على البرّ والتقوى مع الكفّار الذين صدّوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن المسجد الحرام، ولعلّه في هذه الأزمة الأمر واضح، فانّ كثيراً من المؤسّسات الانسانيّة في العالم من غير المسلمين يجري معها التعاون من أجل أعمال البرّ كالفلكيّين وعلماء الذرة والطاقة، وكالأطباء ومعاهد العلاج الطبّي والمختبرات.
بل في كثير من هذه العلوم أصبح التعاون واجباً شرعيّاً واجتماعياً لما فيه مصلحة عامة للمسلمين وغيرهم، وهو يدفع الضرر المحقّق.
وممّا يؤيّد ما قلناه قوله تعالى:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[الممتحنة: 8، 9].
فلم ينهانا الله تعالى عن الإحسان والتلطف والبرّ الى أي شريحة من الناس في المجالات الاجتماعية والإنسانية لتقوية هذه المجالات وحلّ عقدها الكثيرة، بل حثنا على التعامل معها والتطوير والتكامل لنصل الى أفضل حياة مبنية على البر والتقوى.
ويتأكد هذا الأمر في الجسم الطبي الذي يحتاج الى تطوير مستمر وتعاون من جميع المفكرين والمبدعين، مضافاً الى الأمراض التي تكثر ويتعقد علاجها أو تتحول الى معضلات يصعب على الأطباء حلها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|