المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



الاسلام واسباب صحة البدن  
  
4695   11:18 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص321-328
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-28 139
التاريخ: 2024-10-08 144
التاريخ: 12/12/2022 1207
التاريخ: 28-10-2017 2505

أوجب الاسلام على كل عاقل المحافظة على صحة بدنه واعضائه، لتوقّف إستفادة الدنيا والاخرة والطاعة والعبادة على صحة البدن واعضائه، وقد بين الاسلام جملة من اسباب حفظ البدن والاعضاء نلخصها بما يلي :

اولا : آداب الاكل والشرب لسلامة البدن :

أ‌- الأكل والشرب عند الضرورة اليهما :

حيث أرشد الاسلام إلى ضرورة الاعتدال في المأكل والمشرب والاقتصار (في الاكل) – سيما لصاحب الاوجاع والتخم والمزاج الضعيف ـ على لقمة الصباح والغداء والعشاء، وعدم الاكل بينهما.

وقد ورد ان لقمة الصباح مسمار البدن، وورد استحباب اكل شيء ولو خبزا وملحاً قبل الخروج من المنزل، فانه اعز للمؤمن واقضى لحاجته (1).

وورد ان في الاكل بين الاكلين المزبورة فساد البدن (2).

ويستحب العشاء ولو بلقمة من خبز، ولو بشربة من ماء، فانه قوة للجسم. وصالح للجماع (3)، ويتأكد الاستحباب في حق الكهل – وهو من تجاوز الثلاثين – والشيخ- وهو من تجاوز الاربعين(4) -. وينبغي للرجل اذا أسن ان لا يبيت الا وجوفه ممتلئ من الطعام – يعني امتلاء غير مكروه-.

ويكره ترك العشاء سيما ليلتي السبت والاحد متواليتين، فان من تركه فيهما ذهبت منه قوة لا ترجع اليه أربعين يوما (5).

وورد ان في ترك العشاء خراب البدن (6)، وانه ينقص قوة لا تعود اليه (7).

ويستحب البكور في الغداء، فانه يطيل العمر، وكون العشاء بعد صلاة العشاء، فانه عشاء النبيين والائمة (8) (صلوات الله عليهم أجمعين).

وعلى كل حال فقد دلت الاحاديث على كراهة التملي من الطعام، لان الله يبغض كثرة الاكل (9)، وورد الامر بجعل ثلث البطن للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس (10) ولو وصل التملي إلى حد الافراط حرم(11).

بل يكره ايضا ارتكاب ما يورث التخمة، فقد ورد ان كل داء من التخمة الا الحمى فأنها ترد ورودا(12).

ب‌- غسل اليدين قبل الطعام وبعده :

وقد ورد انهما يذيبان الفقر، ويزيدان في الرزق(13)، وان من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة، وعوفي من بلوى جسده(14). وانه زيادة في العمر(15) ويجلو البصر(16).

وروي انه يستحب ان يبدأ صاحب الطعام في الضيافة قبل الضيف بغسل اليد قبل الطعام، ثم من على يمينه، ثم يدور عليهم إلى الاخير، وانه في الغسل الاخير (أي بعد الانتهاء من الطعام) يبدأ بمن على يسار صاحب المنزل او يسار باب المجلس، ويكون صاحب الطعام اخر من يغسل(17).

ويستحب الابتداء عند الاكل بالملح او الخل، والختم بشيء منهما او بهما، او الابتداء بالملح

والختم بالخل. وقد ورد ان من افتتح طعامه بالملح وختم به عوفي من اثنين وسبعين نوعا من انواع البلاء، منها الجذام والجنون والبرص(18)، ووجع الحلق والاضراس ووجع البطن (19). وورد انه يستحب غسل ايدي الصبيان من الغمر (20).

جـ - كيفية الطعام :

ورد في الاحاديث انه يستحب تصغير اللقمة، وإجادة المضغ، وقلة النظر في وجوه الناس(21)، وخلع النعل عند الاكل(22)، وعدم الاكل الا مع الجوع(23)، بل يكره الاكل على الشبع وعدم الجوع، لأنه يورث البرص والحماقة والبله (24).

وعن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال للحسن (عليه السلام) : (ألا اعلمك اربع خصال تستغني بها عن الطب؛ قال : بلى، قال : لا تجلس على الطعام الا وانت جائع، ولا تقم عن الطعام الا وانت تشتهيه، وجود المضغ، واذا نمت فإعرض نفسك على الخلاء، فاذا استعملت هذا استغنيت عن الطب)(25).

ويكره اكل الطعام الحار جدا، لأنه ممحوق البركة(26).

د. النفخ في الطعام :

يكره النفخ في الطعام والشراب ـ كما تقدم - سيما اذا كان معه من يخاف أنه يعافه(27)، وورد عدم البأس بالنفخ على الطعام ليبرد (28)، واحتمل حمله على حال الاستعجال والضرورة.....

هـ - غسل داخل الفم :

يستحب غسل داخل الفم بعد الطعام بالسعد(29)، (بضم السين وهو طيب معروف بين الناس) وعللت الرواية ذلك بانه لا تصيبه علة في فمه.

ويستحب تخليل الاسنان بعد الاكل، فانه يطيب الفم، وينقيه، ويصلح اللثة والنواجذ، ويجلب الرزق.

ويستحب أكل ما دار عليه اللسان من بقية الطعام واخراجه، ورمي ما اخرجه الخلال وما كان في الاضراس، فان ابتلاعه يورث جراحة الامعاء(30).

ويكره ازدراد (الابتلاع) ما يتخلل به فانه منه يكون الدبيلة (الطاعون) ودمل يكون في الجوف، ويقتل صاحبه غالبا(31).

و- آداب شرب الماء :

ورد انه سيد الاشربة في الدنيا والاخرة (32)، وان طعمه طعم الحياة، ومنه خلق كل شيء حي(33) ، قال تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}[الأنبياء: 30].

ولأجل سلامة البدن وصحته عند الشرب ورد انه يستحب شرب الماء بعد الطعام، فانه يدير الطعام في المعدة، ويسكن الغضب، ويزيد في اللب، ويطفي المرار(34)، ويستحب تقليله مهما امكن. بل يكره اكثاره، فانه مادة لكل داء(35) سيما بعد الدسم، فانه يهيج الداء(36). ويستحب شربه بعد التمر(37).

ومن مستحباته ان يشربه مصا ويكره عبا(38)، ويستحب الشرب قياما نهارا، فان شربه من قيام نهارا ادر للعروق، واقوى للبدن، وليلا يورث الماء الاصغر(39).

ويكره الشرب قائما ليلا، ويكره الشرب بنفس واحد، ويكره النفخ في قدح الماء(40).

وورد انه يستحب شرب ماء السماء، فانه يطهر البدن، ويدفع الاسقام(41)، والاستشفاء بماء المطر النازل من ميزاب الكعبة(42)، وكذا يستحب شرب ماء زمزم، والاستشفاء به، فانه شفاء من كل داء (43) وكذا شرب ماء الفرات والاستشفاء به(44).

ثانيا : آداب النوم لسلامة البدن :

أ‌- أوقات النوم المفيدة للصحة :

ورد انه يستحب النوم بالليل فانه قرار البدن، بل يكره السهر الا للتفقّه وطلب العلوم الدينية، أو التهجد بقراءة القرآن والصلاة والدعاء، أو ليلة العرس، او السفر(45) وكذلك يكره كثرة النوم واستيفاء الليل به، فأنها تدع الرجل فقيرا يوم القيامة، ممقوتا من الله عز وجل(46)، وورد ان كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا(47)...

ب‌- وسائل الحماية عند النوم :

ورد انه يستحب عند النوم – سيما الليل – غلق الأبواب، وايكاء السقاء، وتغطية الاناء، فان الشيطان لا يكشف غطاء، ولا يحل وكاء(48).

ويكره للإنسان ان ينام وحده لما ورد من ان أجرأ ما يكون الشيطان على الانسان اذا كان وحده(49)، وان من نام وحده يتخوف عليه الجنون(50)، وقد لعن رسول الله (صلى الله عليه واله) النائم في البيت وحده، وورد كراهة ان يبيت على سطحٍ وحده(51).

ويكره ابقاء النار في البيت عند النوم(52)، وكذا يكره ابقاء السراج في البيت عند النوم، للأمر بإطفائه حينئذ معللا بان الفويسقة – يعني الفأرة- تجرها وتحرق البيت وما فيه(53)، ومقتضى هذه العلة عدم كراهة ابقاء السراج الذي لا يمكن جر الفارة له واحراق البيت، كالشمعة في الفانوس المسدود بابه، نعم لا يبعد جريان الكراهة في سرج النفط التي قد تحترق بنفسها.

جـ - النظافة قبل النوم : في هذا المجال ورد انه يكره النوم وفي اليد غمر الطعام، فانه ان فعل ذلك فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن الا نفسه(54)، ويكره النوم للجنب الا بعد الغسل، للنهي عنه، ولأنه لا يعلم ما يطرقه في رقدته، فان لم يجد الماء او ضره فليتيمم، وتخف الكراهة بالوضوء(55).

وورد انه من تطهر واوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده، ولم يزل في صلاة ما ذكر الله (56).

___________

1ـ البرقي، أحمد بن محمد بن خالد، المحاسن، ص449، باب 48 نوادر في الطعام، ح355، تحقيق السيد جلال الدين الحسيني، دار الكتب الاسلامية – ايران.

2- م.ن، ص420، باب 26 الغداء والعشاء، ح196.

3- م.ن، ص421، باب 26 الغداء والعشاء، ح199 و 202، وص423 باب 26، ح211.

4- الشيخ هو من جاوز سنة اربعين سنة، والشاب من تجاوز البلوغ إلى ثلاثين سنة، وما بينهما كهل، فالشيخ فوق الكهل. مجمع البحرين، باب اخره الخاء.

5- المحاسن، ص422، باب 26 الغداء والعشاء، ح205.

6- م.ن، ص422 باب 26، ح209.

7- م.ن، ص423، باب 26، ح210.

8- الكافي، م.س، ج6، ص289، باب فضل العشاء، ح7.

9- الكافي، ج6، ص269 باب كراهية كثرة الاكل، ح4.

10- المحاسن، ص439، باب 37 باب الاقتصاد في الاكل ومقداره، ح297.

11- وذلك لان الافراط في التملي وكثرة الاكل يوجب الاضرار بالأنفس وهو محرم.

12- الكافي، ج6، ص269، ح8.

13- م.ن، ص290، باب الوضوء قبل الطعام، ح2، و5.

14- م.ن، ص290، ح1.

15- م.ن، ص290، ح3.

16- م.ن، ص290، باب صفة الوضوء، ح1.

17- م.ن، ص326، باب فضل الملع، ح110.

18- م.ن.

19- المحاسن، ص593، باب 19، ح110.

20- الخصال، ص632، حديث الاربعمائة، ح10.

21- الوسائل، ج2، ص283، باب 112، ح1.

22- المحاسن، ص449، باب 47، ح351.

23- الخصال، م.س، ج1، ص228، باب أربع خصال يستغني بها عن الطب، ح67.

24- الكافي، ج5، ص269 باب كراهية كثرة الاكل، ح7.

25- حديث الخصال المتقدم في الهامش رقم 3.

26- الكافي، ج6، باب ص406، باب 13 الطعام الحار، ح117.

27- من لا يحضره الفقيه، م.س، ج4، ص35 باب1.

28-الوسائل، ج16، ص518، باب 92، ح2.

29- الكافي، ج6، ص376، ح3، و4 و5.

30- الكافي، ج6، ص377، ح1.

31- م.ن، ص378، ح4.

32- الكافي، ج6، ص380، 381، ح1 و7.

33- نفس المصدر السابق.

34- م.ن، ص381، ح3.

35- المحاسن، ص571 و572، باب، ح11 و14.

36- نفس المصدر السابق.

37- الكافي، ج6، ص381، ح3.

38- م.ن، ص381 و372، ح1 و2.

39- نفس المصدر السابق.

40- الوسائل، ج17، ص192، باب 7، ح10.

41- الكافي، ج6، راجع الابواب المتقدمة.

42- نفس المصدر السابق.

43- نفس المصدر السابق.

44- نفس المصدر السابق.

45- مستدرك وسائل الشيعة : ج1، ص352، باب 34، ح7.

46- الخصال، ج1، ص89، ح25.

47- مستدرك وسائل الشيعة، ج1، ص352، باب 34، ح9.

48- الكافي، ج6، ص532، ح12.

49- م.ن، ص533، ح1.

50- وسائل الشيعة، ج3، ص582، باب 20، ح9.

51- المحاسن، ص622، باب 6، ح65.

52- عيون اخبار الرضا (عليه السلام)، ص230.

53- الكافي، ج6، ص532، ح12.

54- من لا يحضره الفقيه، ج4، ص3، ح1.

55- م.ن، ج1، ص47، باب 19، ح179.

56- الوسائل،ج1،ص266،باب9،ح4.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.