أقرأ أيضاً
التاريخ: 19/11/2022
1777
التاريخ: 15-4-2016
2208
التاريخ: 15-4-2016
1859
التاريخ: 20-1-2018
1876
|
قيل إن الذنوب تترك أثراً وضرراً في القلب:
فمنها: حرمان العلم، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور، وللإمام الشافعي :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي
ومنها: حرمان الرزق، ففي المسند: وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه(1).
ومنها: وحشة يجدها العاصي في قلبه، بينه وبين الله، لا يوازيها ولا يقاربها لذة.
ومنها: تعسير أموره عليه، فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه، أو متعسراً عليه.
ومنها: ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها، كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهم، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر، ثم تقوى هذه الظلمة حتى تعلو الوجه وتصير سواداً فيه، يراها كل أحد.
ومنها: أنها توهن القلب والبدن.
ومنها: حرمان الطاعة، وتقصير العمر، ومحق البركة، ولا يمتنع زيادة العمر بأسباب، كما ينقص بأسباب، وقيل بتأثير المعاصي في محق العمر إنما هو بأن حقيقة الحياة هي حياة القلب فليس عمر المرء إلا أوقات حياته بالله، فتلك ساعات عمره، فالبر والتقوى والطاعات تزيد في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره، ولا عمر له سواها. وبالجملة: فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقة.
ومنها: أن المعصية تورث الذل.
ومنها: أنها تفسد العقل، فإن للعقل نوراً، والمعصية تطفئ نور العقل.
ومنها: أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلّت به نقمة إلا بذنب:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}[الشورى: 30] ، وقد أحسن القائل :
إذا كنت في نعمة فارعها فإن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم
ومن عقوباتها أنها تستجلب مواد هلاك العبد في دنياه وآخرته، فإن الذنوب هي أمراض متى استحكمت قتلت ولابدَّ، وكما أن البدن لا يكون صحيحاً إلا بغذاء يحفظ قوته، واستفراغ يستفرغ المواد الفاسدة الأخلاط الرديئة التي متى غلبت عليه أفسدته، وحمية يمتنع بها من تناول ما يؤذيه ويخشى ضرره فكذلك القلب، لا تتم حياته إلا بغذاء من الإيمان والأعمال الصالحة يحفظ قوته واستفراغ بالتوبة النصوح يستفرغ المواد الفاسدة والاخلاط الرديئة التي متى غلبت عليه أفسدته وحمية توجب له حفظ الصحة، وتجنب ما يضادها، وهي عبارة عن ترك استعمال ما يضاد الصحة، والتقوى اسم متناول لهذه الأمور الثلاثة، فما فات منها فات من التقوى بقدره.
وإذا تبيّن هذا فالذنوب مضادة لهذه الأمور الثلاثة، فإنها تستجلب المواد المؤذية، وتوجب التخليط المضاد للحمية، وتمنع الاستفراغ بالتوبة النصوح. فانظر إلى بدن عليل قد تراكمت عليه الأخلاط ومواد المرض، وهو لا يستفرغها ولا يحتمي لها، كيف تكون صحته وبقاؤه، وقد أحسن القائل :
جسمك بالحمية حصنته مخافة من ألم طاري
وكان أولى بك أن تحتمي من المعاصي خشية النار
فمن حفظ القوة بامتثال الأوامر، واستعمل الحمية باجتناب النواهي، واستفرغ التخليط بالتوبة النصوح، لم يدع للخير مطلباً، ولا للشر مهرباً.
وفي حديث أنس:(ألا أدلكم على دائكم ودوائكم، ألا إنّ داءكم الذنوب ودواءكم الاستغفار)(2) .
____________
1ـ الحديث في مسند احمد بن حنبل5/280,282.
2ـ المواهب اللدنية بالمنح المحمدية :7-9.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|