أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2016
172
التاريخ: 14-4-2016
156
التاريخ: 14-4-2016
189
التاريخ: 14-4-2016
239
|
[أمن الطريق]... شرط في وجوب الحجّ ، فلو كان الطريق مخوفا أو كان فيه مانع من عدوّ وشبهه ، سقط فرض الحجّ في ذلك العام وإن حصلت باقي الشرائط ، عند علمائنا ـ وبه قال أبو حنيفة والشافعي وأحمد في إحدى الروايتين (1) ـ لأنّ الله تعالى إنّما فرض الحجّ على المستطيع وهذا غير مستطيع.
ولأنّ هذا يتعذّر معه فعل الحجّ ، فكان شرطا ، كالزاد والراحلة.
ولأنّ حفص الكناسي سأل الصادق عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ : {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا } [آل عمران: 97] ما يعني بذلك؟ قال : « من كان صحيحا في بدنه ، مخلّى سربه ، له زاد وراحلة فهو ممّن يستطيع الحج » (2).
وقال أحمد في الرواية الأخرى : إنّه ليس شرطا للوجوب ، بل هو شرط لزوم السعي ، فلو كملت شرائط الحج ثم مات قبل وجود هذا الشرط ، حجّ عنه بعد موته ، وإن أعسر قبل وجوده، بقي في ذمته ، لأنّ النبي عليه السلام لمّا سئل ما يوجب الحج؟ قال : ( الزاد والراحلة ) (3) وهذا له زاد وراحلة.
ولأنّ هذا عذر يمنع نفس الأداء ، فلم يمنع الوجوب ، كالعضب.
ولأنّ إمكان الأداء ليس شرطا في وجوب العبادات بدليل ما لو طهرت الحائض أو بلغ الصبي أو أفاق المجنون ولم يبق من وقت الصلاة ما يمكن أداؤها فيه (4).
وليس بجيّد ، لأنّ تكليف الخائف بالسعي تكليف بالمنهي عنه ، فإنّ الله تعالى قال {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] وهو قبيح.
والمراد بقوله عليه السلام : ( الزاد والراحلة ) ليس على إطلاقه ، بل مع حصول باقي الشرائط قطعا.
ونمنع الوجوب في حقّ المعضوب ... وللفرق : بأنّ المعضوب يتمكّن من الاستنابة ، بخلاف المتنازع ، فإنّه غير متمكّن من الاستئجار ، فإنّ الأجير لا يتمكّن المضيّ مع الخوف.
[و] أمن الطريق على النفس والبضع والمال شرط في وجوب الحجّ ، فلو خاف على نفسه من سبع أو عدوّ في الطريق ، لم يلزمه الحجّ ، ولهذا جاز التحلّل عن الإحرام بمثل ذلك ...
هذا إذا لم يجد طريقا سواه ، فإن وجد طريقا آخر آمنا ، لزمه سلوكه وإن كان أبعد إذا وجد النفقة المحتاج إليها في سلوكه واتّسع الزمان ، وهو قول الشافعية (5).
ولهم وجه آخر : إنّه لا يلزمه ، كما لو احتاج إلى بذل مئونة زائدة في ذلك الطريق (6).
وليس بجيّد ، لأنّه مستطيع ، وليس للطريق ضابط.
__________________
(1) بدائع الصنائع 2 : 123 ، الحاوي الكبير 4 : 13 ، المهذب ـ للشيرازي ـ 1 : 204 ، الوجيز 1 : 109 ، فتح العزيز 7 : 17 ، المغني 3 : 166 ، الشرح الكبير 3 : 195.
(2) الكافي 4 : 267 ـ 2 ، التهذيب 5 : 3 ـ 2 ، الاستبصار 2 : 139 ـ 454.
(3) سنن الترمذي 5 : 225 ـ 2998 ، سنن الدار قطني 2 : 217 و 218 ـ 11 و 12 ، سنن البيهقي 4 : 327 و 330 ، المستدرك ـ للحاكم ـ 1 : 442.
(4) المغني 3 : 166 ـ 167 ، الشرح الكبير 3 : 195.
(5 و 6) فتح العزيز 7 : 17 ، المجموع 7 : 81.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|