المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02
اقليم المناخ السوداني
2024-11-02
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01

Witold Hurewicz
11-10-2017
تخلف أبي بكر عن امر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
27-11-2019
المشكلات العملية التي أثارها تطبيق قانون الشيك عند صدوره.
27-4-2017
فرق المسلمين
24-05-2015
عناصر عملية الاتصال- ثانيا: الرسالة
22-8-2022
ما تصير به المرأة ذات عادة.
22-1-2016


رباط الأخوة وتأسيس الجامع النبوي  
  
3197   11:09 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص219-220
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

أوّل عمل قام به الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) أنّه آخى بين المهاجرين والأنصار وربط بينهم برباط الاخوة الصادقة فشارك كلّ واحد منهم أخاه في مكاره الدهر ولينه وآخى بينه وبين الإمام (عليه‌ السلام) كما قام (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) بالإصلاح وإشاعة المودّة بين الأوس والخزرج اللذين كانا يشكّلان الأكثرية الساحقة من سكّان المدينة المنوّرة وكانت البغضاء سائدة بينهما فأطفأها النبيّ .

وحينما استقرّ النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) في يثرب قام بتأسيس مسجده المعظّم ليكون مقرّا لحكومته ومركزا لعبادته ومعهدا لتعاليمه وكان عرضه (٦٠) ذراعا وطوله كذلك وقد انبرى المسلمون من المهاجرين والأنصار إلى العمل فيه وكان النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) من جملة العمّال وقد انبرى أحد المسلمين محرّضا لهم على العمل قائلا :

لئن قعدنا والنّبيّ يعمل            لذاك منّا العمل المضلّل

وردّد المسلمون في أثناء عملهم قائلين :

لا عيش إلاّ عيش الآخرة ... اللهمّ ارحم الأنصار والمهاجرة

وكان النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) يردّد :

لا عيش إلاّ عيش الآخرة ... اللهمّ ارحم المهاجرين والأنصار

وكان من جملة العاملين الصحابي العظيم الطيّب ابن الطيّب عمّار بن ياسر ، وقد أثقله بعض الحاقدين عليه بحمل الكثير من اللبن فجاء إلى النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وقد أعياه التعب قائلا : يا رسول الله قتلوني يحمّلون عليّ ما لا يحملون.

قالت أمّ سلمة : رأيت رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) ينفض وفرة عمّار بيده ويقول له :  ويح ابن سميّة ليسوا بالّذين يقتلونك إنّما تقتلك الفئة الباغية ؛ وكان الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) من جملة العاملين في تأسيس الجامع النبوي وهو يرتجز :

لا يستوي من يعمر المساجدا              يدأب فيه قائما وقاعدا

ومن يرى عن الغبار حائدا

وتمّ بناء الجامع النبوي ومساكن النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وأهله وسرعان ما انتشر الإسلام في يثرب ونواحيها وبذلك تشكّلت الدولة الإسلامية العظمى .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.