أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-7-2016
2073
التاريخ: 2023-09-21
840
التاريخ: 8-10-2014
3764
التاريخ: 11-4-2016
1617
|
ادعى الأجانب في هذا العمر أن الدكتور هارفي ( 1616 م) هو الذي اكتشف " الدورة الدموية " ، وقد اعتبروه أعظم إنجاز طبي قلب علم الطب رأسا على عقب.
ولو أنهم قرؤوا تاريخنا وتراثنا ، وأمعنوا النظر، وأخلصوا الفكر ؛ لوجدوا أن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قد جاء بهذه النظرية وغيرها منذ قرون عديدة.
كان للأمام الصادق (عليه السلام) تلميذ نجيب اسمه ( المفضل بن عمر الجعفي)، وقد كان يملي عليه شيئا من علومه، فآلف له كتابا في التوحيد اسمه (توحيد المفضل) عرض فيه مظاهر من العظمة والابداع في خلق الإنسان، ومنه ما يتعلق بأجزاء الجسم البشري . والمطلع على هذا الكتاب يقر بأن الامام الصادق (عليه السلام) هو رائد الطب ونظرياته الدقيقة.
قال الامام (عليه السلام) للمفضل شارحا كيفية تشكل الدم وسيره في الجسم (1) :
" فكر يا مفضل في وصول الغذاء إلى البدن ، وما فيه من التدبير. فإن الطعام يصير الى المعدة فتطبخه، وتبعث بصفوه الى الكبد، في عروق رقاق واشجة (أي واصلة) بينهما، قد جملت كالمصفى للغذاء، لكيلا يصل إلى الكبد من شيء فينكأها (أي يفتقها) ، وذلك أن الكبد رقيقة لا تحتمل العنف. ثم إن الكبد تقيله، فيستحيل فيها بلطف التدبير دما، فينفذ في البدن كله، في مجار مهيأة لذلك، بمنزلة المجاري التي تهيآ للماء حتى يطرد في الأرض كلها. وينفذ ما يخرج منه من الخبث والفضول الى مغايض اعدت لذلك ؛ فما كان منه من جنس المرة الصفراء جرى الى المرارة ، وما كان من جنس السوداء جرى إلى الطحال ، وما كان من جنس البلة والرطوبة جرى إلى المثانة .
فتأمل حكمة التدبير في تركيب البدن ، ووضع هذه الأعضاء مواضعها ، واعداد هذه الأوعية منه لتحمل تلك الفضول [ أي الفضلات ] ، لئلا تنتشر في البدن فتسقمه وتنهكه. فتبارك من أحسن التقدير ، واحكم التدبير " .
وهذا الكلام مريح في بيان كيفية الدورة الدموية ، على حسب ما وصل إليه الطب الحديث ، بعد ما يناهز الاثني عشر قرنا، مضافا إلى ما لوح فيه إلى وظائف الجهاز الهضمي ، والجهاز البولي ، والى وظائف المرارة والطحال والكبد والمثانة.
كما آن قوله (عليه السلام) : ( لئلا تنتشر في البدن فتسقمه وتنهكه) إشارة طيبة غاية في الاهمية ، فإذا لم يتخلص الجسم من هذه الفضلات، فإنه تصيبه الأمراض والعلل. فاذا لم تطرح المثانة البولة (اوريه) من الدم حصل له التسمم البولي، واذا لم تطرح الامعاء الاملاح الصفراوية (الصفراء) بين الدم حصل له التسمم باليرقان، واذا لم تطرح الامعاء الفضلات المعوية تسم البدن بها .
فتأمل يا آخي الى هذا الطبيب البارع الذي يرى الاشياء على حقيقتها ، لم يتعلم ذلك من طبيب قبله ولا أستاذ سبقه، سوى آبائه الائمة الطاهرين، عن سيد المرسلين صلوات الله عليه وعليهم اجمعين.
___________________
1. طب الإمام الصادق (عليه السلام) لمحمد الخليلي ، ص ٣١ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|