أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016
2086
التاريخ: 25-7-2016
1925
التاريخ: 10-12-2019
4435
التاريخ: 2023-02-08
1197
|
من الحقيقة بمكان ان كل فرد يجب ـ بدافع من رغباته الفردية واهوائه الشخصية ـ ان يتحرر من كل قيد، وان لا يكون هناك مانع يقف حجر عثرة في طريق تحقيق آماله فهو يحاول دائما إرضاء شهواته كيفما كانت، ولكن المصلحة الخاصة ومصلحة المجتمع الذي يعيش فيه يقتضيان ان يتخلى كل فرد عن آماله غير المشروعة ويبتعد عن ارضائها وهذا هو شرط مهم في الحياة الاجتماعية للشعوب والامم في العالم.
فالحياة السعيدة للبشرية تقتضي ان يتعرف كل فرد على حسنات الحياة وسيئاتها من جهة. وان يسيطر كل فرد على نفسه ويبعدها عن المساوئ من جهة اخرى.
إذن، إنّ الحياة السعيدة لا تتحقق للفرد والمجتمع إلا بإتّباع حسنات الحياة والابتعاد عن مساوئها وهذا يقتضي أن يتربى كل فرد تربية صالحة يكون فيها مسيطرا على ميوله ورغباته ومبعداً نفسه عن كل المساوئ في الحياة.
واعتقد ان هذا هو الهدف المقدس الذي أرسل الانبياء والرسل (عليهم السلام) من اجل تحقيقه في الوجود، وهو الغرض المهم الذي يتبناه رجال التربية العظماء لان أي تقدم للتربية الصحيحة في المجتمع يؤدي لا محالة إلى انحسار الآلام والجرائم بقدر ذلك التقدم في التربية الصالحة. وهذا مصداق لما قاله امير المؤمنين عليه (عليه السلام): ( من كلف بالأدب قلّت مساويه)(1).
وحتماً كلما اهملت التربية الصحيحة وتقاعس البشر عن القيام بها ازداد حجم المساوئ والآلام في المجتمع والعالم. وبهذا الصدد اثر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ( من قل ادبه كثرت مساويه)(2).
اذن، يجب على الوالدين الاهتمام بالتربية الصالحة للأطفال و خصوصاً في الادوار الاولى من حياتهم لأنهم اكثر استعداداً لتقبل التربية سواء كانت فاسدة ام صالحة وان الذي يتعلمه الطفل في الصغر ينفذ إلى اعماق نفسه ومن السهولة بمكان ضمان استمرار ذلك مدى العمر وعليه :
( يجب ان يكيف الطفل).
يقول العالم الشهير الكسيس كارل :
( تتوقف قيمة الانسان على قدرته على مواجهة العواطف المعاكسة بسرعة ومن غير بذل جهد، ويمكن بلوغ مثل هذه اليقظة بإنشاء اكثر ما يستطاع من انواع الانعكاسات وردود الفعل الغريزية، وكلما كان الفرد صغيراً سهل توطيد الانعكاسات.
ففي استطاعة الطفل ان يكدس كنوزا من المعلومات غير الواعية كما انه اسهل تدريباً بل انه لا يقارن في ذلك حتى بكلب الحراسة الذكي.. كما انه يستطيع ان يتعلم كيف يركض من غير ان يتعب وكيف يسقط كالقط وكيف يتسلق ويسبح ويقف ويمشي بانسجام ويلاحظ الاشياء بدقة ويستيقظ بسرعة ويتكلم عدة لغات ويطيع ويهاجم ويدافع عن نفسه ويستعمل يديه بتناسق في تأدية مختلف انواع العمل .. الخ.
وتخلق العادات الادبية فيه بطريقة مماثلة .. والكلاب نفسها تتعلم ألاّ تسرق.. فالأمانة والاخلاص والشجاعة تنمو بواسطة العمليات نفسها التي تستخدم في تكوين الانعكاسات، أي بغير ما حاجة إلى مناقشة او شرح ... وصفوة القول:(يجب ان يُكيّف الاطفال)(3).
___________
1ـ غرر الحكم ودرر الكلم:645.
2- نفس المصدر السابق.
3- الإنسان ذلك المجهول : تعريب : عادل شفيق ص234.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|