المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27
{كل نفس ذائقة الموت}
2024-11-27

مميزات قالب الهرم المقلوب
8/11/2022
خطة الإسلام لتحرير العبيد
8-10-2014
Dyson Mod 27 Identities
22-8-2019
طلائع الرّحيل
13-5-2016
الاصلاح الديني في المانيا.
2024-08-03
علي بن محمد أبو الحسن الأهوازي النحوي الأديب
28-06-2015


يجب ان يُكيّف الطفل  
  
2017   09:25 صباحاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص356-358
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016 2086
التاريخ: 25-7-2016 1925
التاريخ: 10-12-2019 4435
التاريخ: 2023-02-08 1197

من الحقيقة بمكان ان كل فرد يجب ـ بدافع من رغباته الفردية واهوائه الشخصية ـ ان يتحرر من كل قيد، وان لا يكون هناك مانع يقف حجر عثرة في طريق تحقيق آماله فهو يحاول دائما إرضاء شهواته كيفما كانت، ولكن المصلحة الخاصة ومصلحة المجتمع الذي يعيش فيه يقتضيان ان يتخلى كل فرد عن آماله غير المشروعة ويبتعد عن ارضائها وهذا هو شرط مهم في الحياة الاجتماعية للشعوب والامم في العالم.

فالحياة السعيدة للبشرية تقتضي ان يتعرف كل فرد على حسنات الحياة وسيئاتها من جهة. وان يسيطر كل فرد على نفسه ويبعدها عن المساوئ من جهة اخرى.

إذن، إنّ الحياة السعيدة لا تتحقق للفرد والمجتمع إلا بإتّباع حسنات الحياة والابتعاد عن مساوئها وهذا يقتضي أن يتربى كل فرد تربية صالحة يكون فيها مسيطرا على ميوله ورغباته ومبعداً نفسه عن كل المساوئ في الحياة.

واعتقد ان هذا هو الهدف المقدس الذي أرسل الانبياء والرسل (عليهم السلام) من اجل تحقيقه في الوجود، وهو الغرض المهم الذي يتبناه رجال التربية العظماء لان أي تقدم للتربية الصحيحة في المجتمع يؤدي لا محالة إلى انحسار الآلام والجرائم بقدر ذلك التقدم في التربية الصالحة. وهذا مصداق لما قاله امير المؤمنين عليه (عليه السلام): ( من كلف بالأدب قلّت مساويه)(1).

وحتماً كلما اهملت التربية الصحيحة وتقاعس البشر عن القيام بها ازداد حجم المساوئ والآلام في المجتمع والعالم. وبهذا الصدد اثر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ( من قل ادبه كثرت مساويه)(2).

اذن، يجب على الوالدين الاهتمام بالتربية الصالحة للأطفال و خصوصاً في الادوار الاولى من حياتهم لأنهم اكثر استعداداً لتقبل التربية سواء كانت فاسدة ام صالحة وان الذي يتعلمه الطفل في الصغر ينفذ إلى اعماق نفسه ومن السهولة بمكان ضمان استمرار ذلك مدى العمر وعليه :

( يجب ان يكيف الطفل).

يقول العالم الشهير الكسيس كارل :

( تتوقف قيمة الانسان على قدرته على مواجهة العواطف المعاكسة بسرعة ومن غير بذل جهد، ويمكن بلوغ مثل هذه اليقظة بإنشاء اكثر ما يستطاع من انواع الانعكاسات وردود الفعل الغريزية، وكلما كان الفرد صغيراً سهل توطيد الانعكاسات.

ففي استطاعة الطفل ان يكدس كنوزا من المعلومات غير الواعية كما انه اسهل تدريباً بل انه لا يقارن في ذلك حتى بكلب الحراسة الذكي.. كما انه يستطيع ان يتعلم كيف يركض من غير ان يتعب وكيف يسقط كالقط وكيف يتسلق ويسبح ويقف ويمشي بانسجام ويلاحظ الاشياء بدقة ويستيقظ بسرعة ويتكلم عدة لغات ويطيع ويهاجم ويدافع عن نفسه ويستعمل يديه بتناسق في تأدية مختلف انواع العمل .. الخ.

وتخلق العادات الادبية فيه بطريقة مماثلة .. والكلاب نفسها تتعلم ألاّ تسرق.. فالأمانة والاخلاص والشجاعة تنمو بواسطة العمليات نفسها التي تستخدم في تكوين الانعكاسات، أي بغير ما حاجة إلى مناقشة او شرح ... وصفوة القول:(يجب ان يُكيّف الاطفال)(3).

___________

1ـ غرر الحكم ودرر الكلم:645.

2- نفس المصدر السابق.

3- الإنسان ذلك المجهول : تعريب : عادل شفيق ص234.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.