المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أحتجاج الصحابة على البيعة لأبي بكر  
  
3635   11:07 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1 ، ص150-152
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

انبرى الصحابي العظيم خزيمة بن ثابت فقال : أيها الناس الستم تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل شهادتي وحدى ولم يرد معي غيرى؟ فقالوا بلى. قال : فاشهد أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل وهم الأئمة الذين يقتدى بهم وقد قلت ما علمت وما على الرسول إلا البلاغ المبين.

وانطلق الصحابي الكبير أبو الهيثم بن التيهان فقال : وأنا أشهد على نبينا (صلى الله عليه واله) أنه أقام عليا يوم غدير خم فقالت الانصار ما أقامه الا للخلافة وقال بعضهم : ما أقامه إلا ليعلم الناس أنه مولى من كان رسول الله (صلى الله عليه واله) مولى له وكثر الخوض في ذلك فبعثنا رجالا منا الى رسول الله (صلى الله عليه واله) فسألوه عن ذلك؟ فقال : قولوا لهم : على ولي المؤمنين بعدي وانصح الناس لأمتي وقد شهدت بما حضرني فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إن يوم الفصل كان ميقاتا .

واندفع سهل بن حنيف فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبيّ وآله ثم قال : يا معشر قريش اشهد على رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد رأيته في هذا المكان يعنى في جامعه وقد أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يقول : أيها الناس هذا علي إمامكم من بعدي ووصيي فى حياتي؟ وبعد وفاتي وقاضي ديني ومنجز وعدي وأول من يصافحنى على حوضي وطوبى لمن تبعه ونصره والويل لمن تخلف عنه وخذله .

وقام عثمان بن حنيف فقال : سمعنا رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : أهل بيتي نجوم الأرض فلا تتقدموهم فهم الولاة من بعدي فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله وأي أهل بيتك؟ فقال : علي والطاهرون من ولده .

وقال أبو أيوب الانصاري : اتقوا الله عباد الله في أهل بيت نبيكم وردوا إليهم حقهم الذي جعله الله لهم فقد سمعتم مثل ما سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبينا (عليه السلام) ومجلس بعد مجلس يقول : أهل بيتى أئمتكم بعدي ويومىء الى على ويقول : هذا أمير البررة وقاتل الكفرة مخذول من خذله منصور من نصره فتوبوا الى الله من عملكم إن الله تواب رحيم ولا تتولوا عنه مدبرين ولا تتولوا عنه معرضين

وقام عتبة بن أبي لهب وهو يذرف الدموع وينشد :

ما كنت أحسب أن الامر منصرف        عن هاشم ثم منهم عن أبي حسن

عن أول الناس إيمانا وسابقة                    واعلم الناس بالقرآن والسنن

وآخر الناس عهدا بالنبي ومن             جبريل عون له في الغسل والكفن

من فيه ما فيهم لا يمترون به              وليس في القوم ما فيه من الحسن

الى غير ذلك من الاحتجاجات الصارمة التي اقامها كبار المسلمين وثقاتهم على احقية الامام (عليه السلام) بالأمر ولكن القوم اعاروا ذلك أذنا صماء واصروا على صرف الخلافة عن أهل البيت .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.