المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أجر المرأة الحامل
2024-11-22
استراتيجية التعلم بالاستقصاء (عمليات العلم)
2024-11-22
استراتيجية التعلم التعاوني
2024-11-22
الإمام علي (عليه السلام) وأهل الكتاب
2024-11-22
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20

Coinage
17-2-2022
الجبر والاختيار
15-11-2015
ميرزا محمد ابن ميرزا باقر السلماسي.
28-1-2018
NMR active nuclei and isotopes as tracers of Group 17 elements
8-3-2017
Requests And Offers
2-6-2021
ذَم الداعي غَير الكادح ـ بحث روائي
21-1-2016


شدة مراقبة عمر للولاة والعمال  
  
3448   11:23 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2, ص179-183
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

كان عمر شديد المراقبة لعمّاله وولاته فلم يولّ عاملا إلاّ أحصى عليه حاله فإذا عزله أحصى عليه ما عنده من أموال فإن وجد عنده فرقا قاسمه ذلك الفرق فترك له شطرا وضمّ الشطر الآخر إلى بيت المال واستعمل أبا هريرة الدوسي واليا على البحرين وقد وافته الأنباء بأنّه استأثر بأموال المسلمين فدعاه فلمّا مثل عنده قال له : علمت أنّي استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ثمّ بلغني أنّك ابتعت أفراسا بألف وستمائة دينار ...؟

فاعتذر أبو هريرة وقال له : كانت لنا أفراس تناتجت وعطايا تلاحقت , فلم يحفل أبو حفص باعتذاره فزجره وصاح به : قد حسبت لك رزقك ومؤونتك وهذا فضل فأدّه , وراوغ أبو هريرة قائلا : ليس لك ذلك , وورم أنف عمر وصاح به : بلى والله! وأوجع ظهرك , ثمّ علاه بالدّرة فضربه حتى أدماه ولم يجد أبو هريرة ملجأ أمام صرامة عمر وشدّته فأحضر الأموال التي انتهبها فردّها على عمر وقال له : احتسبتها عند الله .

فردّ عليه عمر قائلا : ذلك لو أخذتها من حلال وأدّيتها طائعا أجئت بها من أقصى حجر البحرين يجبى الناس لك لا لله ولا للمسلمين ما رجعت بك أميمة إلاّ لرعية الحمر ثمّ شاطره جميع أمواله التي اختلسها من بيت المال وكان الأجدر به أن يصادرها أجمع أمّا العمال الذين شاطرهم فهم :

1 ـ سمرة بن جندب.

2 ـ عاصم بن قيس.

3 ـ مجاشع بن مسعود.

4 ـ جزء بن معاوية.

5 ـ الحجّاج بن عتيك.

6 ـ بشير بن المحتفز.

7 ـ أبو مريم بن محرش.

8 ـ نافع بن الحرث.

هؤلاء بعض عمّاله وولاته الذين شاطرهم أموالهم ويقول المؤرّخون : إنّ السبب في اتّخاذه هذا الإجراء هو يزيد بن قيس فقد حفّزه إلى ذلك ودعاه إليه بهذه الأبيات :

أبلغ أمير المؤمنين رسالة     فأنت أمين الله في النهي والأمر

وأنت أمين الله فينا ومن يكن   أمينا لربّ العرش يسلم له صدري

فلا تدعن أهل الرّساتيق والقرى   يسيغون مال الله في الادم والوفر

            فارسل إلى الحجّاج فاعرف حسابه      وأرسل إلى جزء وأرسل إلى بشر

وعلى أثر ذلك قام عمر فشاطر عمّاله نعلا بنعل ومعنى هذا الشعر أنّ هؤلاء الولاة قد اقترفوا جريمة السرقة وخانوا مال المسلمين والواجب يقضي بأن تصادر جميع أموالهم وضمّها إلى بيت مال المسلمين وإذا ثبتت خيانتهم فيقصون عن وظائفهم ولا تشاطر أموالهم كما فعل عمر.

وعلى أي حال فإنّ شدّة عمر ومراقبته لولاته لم تجد فقد كانت هناك شكاوى متّصلة منهم فقد أرسل إليه بعض المسلمين يشتكون من القائمين على الخراج وفيها هذان البيتان :

نئوب إذا آبوا ونغزوا إذا غزوا       فأنّى لهم وفر ولسنا أولي وفر

إذا التاجر الداري جاء بفأرة      من المسك راحت في مفارقهم تجري

 بقي هنا شيء يدعو إلى التساؤل وهو أنّ عمر قد استعمل الشدّة والصرامة مع عمّاله وولاته سوى معاوية بن أبي سفيان فإنّه كان يحدب عليه ويشفق فلم يفتح معه أي لون من التحقيق ولم يحاسبه على بذخه وإسرافه وتكدّس الأموال عنده حيث تتواتر إليه الأخبار باختلاسه لبيت المال وإنفاقه الأموال الهائلة على رغباته وتوطيد ملكه فيعتذر عنه ويشيد به قائلا : تذكرون كسرى وقيصر ودهاءهما وعندكم معاوية وهذا مجاف لما في الحديث النبوي : هلك كسرى ثمّ لا يكون كسرى بعده وقيصر ليهلكنّ ثمّ لا يكون قيصر بعده والّذي نفسي بيده! لتنفقنّ كنوزهما في سبيل الله , لقد بالغ في تسديد معاوية والإشادة به ولم يحفل بجرحه فقد أخبره جماعة من الصحابة أنّ معاوية قد جافى سنّة رسول الله (صلى الله عليه واله) فهو يلبس الحرير والديباج ويستعمل أواني الذهب والفضة ولا يتحرّج في أعماله وسلوكه عمّا خالف السنّة فأنكر عليهم عمر وقال لهم : دعونا من ذمّ فتى من قريش من يضحك في الغضب ولا ينال ما عنده من الرضاء ولا يؤخذ من فوق رأسه إلاّ من تحت قدمه , وقد ذهب في تسديده إلى أبعد من ذلك فقد نفخ فيه روح الطموح وهدّد به أعضاء الشورى الذين انتخبهم من بعده قائلا : إنّكم إن تحاسدتم وتدابرتم وتباغضتم غلبكم على هذا معاوية بن أبي سفيان ولمّا أمن معاوية جانب عمر أخذ يعمل في الشام عمل من يريد الملك والسلطان .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.