أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-04-2015
![]()
التاريخ: 16-6-2019
![]()
التاريخ: 22-3-2016
![]()
التاريخ: 2024-08-24
![]() |
الحياة الاقتصادية في الكوفة فكانت تتّسم بعدم التوازن فقد كانت فيها الطبقة الأرستقراطية التي غرقت في الثراء العريض فقد منحتها الدولة الاُمويّة أيّام عثمان ومعاوية الهبات والامتيازات الخاصة ؛ فآثرت على حساب الضعفاء والمحرومين ومِنْ بين هؤلاء :
1 ـ الأشعث بن قيس : وقد اشترى في أيّام عثمان أراضي واسعة في العراق وكان في طليعة الإقطاعيين في ذلك العصر وهو الذي أرغم الإمام على قبول التحكيم ؛ لأنّ حكومته كانت تهدّد مصالحه وامتيازاته الخاصة.
2 ـ عمرو بن حُريث : وكان أثرى رجل في الكوفة وقد لعب دوراً خطيراً في إفساد ثورة مسلم وشلّ حركتها.
3 ـ شبث بن ربعي : وهو مِن الطبقة الأرستقراطية البارزة في الكوفة وهو أحد المخذّلين عن مسلم كما تولّى قيادة بعض الفرق التي حاربت الحُسين (عليه السّلام).
هؤلاء بعض المثرين في ذلك العصر وكانوا يداً لابن مرجانة وساعده القوي الذي أطاح بثورة مسلم ؛ فقد كانوا يملكون نفوذاً واسعاً في الكوفة وقد استطاعوا أنْ يُعلنوا معارضتهم للمختار رغم ما كان يتمتّع به مِن الكُتل الشعبية الضخمة المؤلفة مِن الموالي والعبيد وهم الذين أطاحوا بحكومته , أمّا الأكثرية الساحقة في المجتمع الكوفي فكانت مرتبطة بالدولة تتلقّى موادّها المعاشية منها ؛ باعتبارها المعسكر الرئيس للدولة فهي التي تقوم بالاتفاق عليها وقد عانى بعضهم الحرمان والبؤس , وقد صوّر الشاعر الأسدي سوء حياته الاقتصادية بقصيدة يمدح بها بعض نبلاء الكوفة لينال مِنْ معروفه وكرمه يقول فيها :
يا أبا طلحةَ الجواد أغثني بسجالٍ مَنْ سيبكَ المقسومْ
أحيي نفسي فدتك نفسي فإنّي مفلسٌ قد علمتَ ذاك عديمْ
أو تطوع لنا بسلتِ دقيقٍ أجرهُ إنْ فعلت ذاك عظيمْ
قد علمتمْ فلا تعام عنّي ما قضى الله في طعام اليتيمْ
ليس لي غيرُ جرّةٍ وأصيصٍ وكتابٍ منمنمٍ كالوشومْ
أرأيت هذا الفقر المدقع الذي دعا الشاعر إلى هذا الاستعطاف والتذلل إنها مشكلة الفقر الذي أخذ بخناقه , وعلّق شوقي ضيف على هذه الأبيات بقوله : ومِنْ هنا ارتفع صوت المال في القصيدة الاُمويّة واحتلّ جوانب غير قليلة منها ؛ فقد كان أساسياً في حياة الناس فطبيعي أنْ يكون أساسياً في فنّهم وشعرهم , أليس دعامة هامّة مَن دعائم الحياة؟! فلمْ لا يكون دعامة هامّة مِنْ دعائم البناء الفنّي؟ إنّه يستنر في قاع الحياة وقاع الشعر ؛ لأنّ الشعر إنّما هو تعبير عن الحياة .
إنّ الحياة الاقتصادية تؤثّر أثراً عميقاً وفعّالاً في كيان المجتمع وتلعب دوراً خطيراً في توجيه المجتمع نحو الخير أو الشرّ ؛ وقد ثبت أنّ كثيراً مِن الجرائم التي يقترفها بعض المصابين في سلوكهم إنّما جاءت نتيجة لفقرهم وبؤسهم أو لجشعهم على تحصيل المادة وقد اندفع أكثر الجيش
الذي خرج لحرب الإمام الحُسين (عليه السّلام) حينما منّاهم ابن مرجانة بزيادة مرتّباتهم التي يتقاضونها مِن الدولة.
وعلى أيّ حالٍ فإنّ سوء الحالة الاقتصادية في الكوفة كانت مِن الأسباب الفعّالة في إخفاق ثورة مسلم وتحوّل الجماهير عنه حينما أغدق ابن زياد الأموال على الوجوه والعرفاء وغيرهم فاندفعوا إلى القيام بمناهضة مسلم وصرف الناس عنه.
كانت الكوفة أممية قد امتزجت فيها عناصر مختلفة في لغاتها ومتباينة في طباعها وعاداتهم وتقاليدها , فكان فيها العربي والفارسي والنبطي إلى جانب العبيد وغيرهم ولمْ تعدْ مدينة عربية خالصة كمكة والمدينة وإنّما كانت مدينة أهلها أخلاط مِن الناس كما يقول اليعقوبي , وقد هاجرت إليها هذه العناصر باعتبارها المركز الرئيسي للمعسكر الإسلامي , فمنها تتدفّق الجيوش الإسلاميّة للجهاد كما تتدفّق بها المغانم الكثيرة التي وعد الله بها المجاهدين وقد بلغ نصيب الجندي المقاتل مِنْ فيء المدائن اثني عشر ألفاً ؛ ممّا دعا ذلك إلى الهجرة إليها باعتبارها السبيل إلى الثروة .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|