المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



تأثير رشوة الزعماء على الجيش  
  
3255   12:56 صباحاً   التاريخ: 5-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1، ص99-102
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

لا تزال الرشوة قديما وحديثا هي الثغرة الوحيدة التي يسلك فيها المستعمرون للاستيلاء على الشعوب وسلب سيادتها والقضاء على أصالتها وقد أمعن معاوية في استعمال الرشوة بنطاقها الواسع في شراء الضمائر والذمم والأديان لأجل تدعيم ملكه والقضاء على حكومة الإمام استعمل في سبيل هذه الغاية كل وسيلة وسلك كل طريق لأن الغاية تبرر الواسطة والرشوة التي استعملها كانت ذات طوابع مختلفة وهي :

 

أ ـ منح الوظائف المهمة والمناصب الخطيرة في الدولة كالولاية على قطر من الأقطار أو القيادة العامة على جيش من جيوشه لمن غدر بالإمام الحسن واستجاب له.

 

ب ـ بذل الأموال الضخمة من المائة ألف فما فوق.

ج ـ الوعد بتزويج إحدى بناته ومن الغريب ان تتوصل خساسة الرشوة الى مثل هذا اللون الذي ينم عن انحطاط النفس وتماديها في الرذائل والموبقات ؛ ودلت هذه الأساليب على دراسة معاوية لنفوس العراقيين فقد عرف الأشخاص الذي تشترى ضمائرهم بالمادة فبذلها لهم بسخاء والأشخاص الذين لا يقيمون وزنا للمادة منّاهم بالوظائف والنفوذ والأشخاص الذين يحبون الاتصال والقرب منه منّاهم بزواج إحدى بناته وقد نص على هذه الجهات الصدوق ; فى كلامه قال : وبعث معاوية لكل من عمرو بن حريث والأشعث بن قيس وحجار بن أبجر عينا من عيونه يمنى كل واحد منهم بقيادة جند من جنوده أو بتزويج إحدى بناته أو بمائة ألف درهم إن هم قتلوا الحسن وقد بلغه ذلك فاستلأم ولبس درعا فكان لا يتقدم للصلاة إلا وعليه وقاية .

استجابت النفوس المريضة التي لم يهذبها الدين الى دعوى معاوية وانجرفت بدنياه الحلوة وانخدعت بوعوده المعسولة فأخذت تتهاوى على أعتابه ملبية طلباته وممتثلة لأمره فراسله جمع من الأشراف والوجوه والبارزين برسائل متعددة أعربوا فيها عن استعدادهم الى الفتك بالإمام متى طلب وأراد وهي ذات مضمونين :

1 ـ تسليم الحسن له سرا أو جهرا.

2 ـ اغتياله وقتله متى أراد ذلك.

وقد بعث معاوية بتلكم الرسائل الى الإمام ليطلع فيها على خيانة جيشه وعند ما عرضت عليه تلك الرسائل أيقن بفسادهم وتخاذلهم وسوء نياتهم .

ومن تأثير الرشوة على تلك النفوس المريضة التي انمحت عنها جميع النواميس الإنسانية ان الإمام (عليه السلام) وجه قائدا من كندة فى أربعة آلاف وأمره أن يعسكر بالأنبار وأن لا يحدث شيئا حتى يأتيه أمره فلما نزل بها عرف معاوية فوجّه إليه رسولا وكتب معه إنك إن أقبلت إليّ أو لك بعض كور الشام والجزيرة غير منفس عليك وأرسل إليه بخمسمائة ألف درهم فقبض الكندي المال وانحاز الى معاوية في مائتي رجل من خاصته وأهل بيته فبلغ الحسن (عليه السلام) ذلك فتأثر وقام خطيبا وهو متذمر ومتألم أشد الألم من ذلك المجتمع الذي جرفته الخيانة وصار فريسة للباطل والضلال فقال (عليه السلام) : هذا الكندي توجه الى معاوية وغدر بي وبكم وقد أخبرتكم مرة بعد مرة انه لا وفاء لكم أنتم عبيد الدنيا وأنا موجّه رجلا آخر مكانه وإني أعلم أنه سيفعل بي وبكم ما فعل صاحبكم ولا يراقب الله فيّ ولا فيكم ؛ وبعث (عليه السلام) رجلا آخر من مراد في أربعة آلاف وتقدم إليه بمشهد من الناس وتأكد عليه ولكنه أخبره انه سيغدر كما غدر الكندي فحلف له بالأيمان الموثقة أنه لا يفعل ذلك فلم يطمئن منه الحسن وقال متنبئا : إنه سيغدر ؛ وسار حتى انتهى الى الأنبار فلما علم معاوية به أرسل إليه رسلا وكتب إليه بمثل ما كتب الى صاحبه وبعث إليه بخمسة آلاف ولعلها خمسمائة ألف درهم ومنّاه أي ولاية أحب من كور الشام والجزيرة فقلب على الحسن وأخذ طريقه الى معاوية ولم يحفظ ما أخذ عليه من العهود ؛ وارتكب هذه الخيانة جمع غفير من الأشراف والوجوه , وقد أدّى ذلك الى زعزعة كيان الجيش واضطرابه وتفلل جميع وحداته .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.