المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

هل المعرفة في الروح أم في الدماغ ؟
17-4-2016
الإمامة عندنا لطف في الدين
5-08-2015
الصغير والكبير سيّان أمام قدرة الله !
3-4-2016
الحكم بن الحكيم أبو خلاد الصيرفي
22-7-2017
الصدق والاحالة
30-4-2018
ميكانيكية ظاهرة التشتت
2024-08-12


حكومة الوليد بن عبد الملك  
  
2745   03:27 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص363-364.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016 2830
التاريخ: 2-4-2016 2634
التاريخ: 2-4-2016 2953
التاريخ: 2-4-2016 13563

تقلد الوليد أزمة الملك في اليوم الذي توفي أبوه عبد الملك و وصفه المسعودي بأنه كان جبارا عنيدا ظلوما غشوما و كن يغلب عليه اللحن و قد خطب في الجامع النبوي فقال: يا أهل المدينة - بالضم- فأهل منادى مضاف و القاعدة النحوية تقتضي النصب و خطب يوما فقال: يا ليتها كانت القاضية و ضم التاء فقال عمر بن عبد العزيز: عليك و اراحتنا منك و عاتبه أبوه على إلحانه و قال: أنه لا يلي العرب إلا من يحسن كلامهم فجمع أهل النحو ليعلموه و دخل بيتا فلم يخرج منه ستة أشهر ثم خرج منه و هو أجهل منه يوم دخل‏  و قد طعن عمر بن عبد العزيز في حكومته و قال كلمته المشهورة فيه: إنه ممن امتلأت الأرض به جورا .

و في عهد هذا الطاغية الجبار استشهد العالم الإسلامي الكبير سعيد بن جبير على يد الجلاد الممسوخ الحجاج بن يوسف و كان قتله من الأحداث الجسام التي روع بها المسلمون , و ولى هذا الطاغية على يثرب صالح بن عبد الله المري و كتب إليه بإخراج العلوي الحسن بن الحسن من السجن و ضربه خمسمائة سوط فأخرجه إلى المسجد ليضربه أمام الناس و لما سمع الإمام زين العابدين (عليه السلام) بذلك خف إليه مسرعا و دنا منه و قال له: يا ابن العم ادع بدعاء الكرب يفرج اللّه عنك .

- ما هو؟ ...

- قل: لا إله إلا اللّه الحليم الكريم لا إله إلا اللّه العلي العظيم سبحان اللّه رب السموات السبع و رب العرش العظيم و الحمد للّه رب العالمين .

و جعل الحسن يردد هذا الدعاء و يدعو اللّه باخلاص فصرف اللّه عنه فلم ينفذ الوالي ما أمر به و اشفق عليه و كتب إلى الوليد ابن عبد الملك بشأنه فأمره بالإفراج عنه‏ .

و يقول المؤرخون: أن الوليد كان من أحقد الناس على الإمام زين العابدين (عليه السلام) و كان يرى أنه لا يتم له الملك و السلطان مع وجود الإمام (عليه السلام) فدس له السم‏  .... و على أي حال فإن الوليد هو آخر من عاصرهم الإمام من ملوك الأمويين.

أما موقف الإمام (عليه السلام) مع ملوك عصره فكان يتسم بالكراهية و البغض لهم و ذلك لفساد اعمالهم و سوء سياستهم و انحرافهم عن الطريق القويم و لكنه في نفس الوقت كان يأمل عزة الإسلام و انتصار جيوشه على جيوش الكفر و الإلحاد لترتفع راية اللّه عالية خفاقة في الأرض.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.