المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

شجرة القشطة السنغالي
2024-04-21
Oxo-biodegradable polymers
9-6-2016
DNA-Dependent DNA Polymerases
27-4-2016
أقدمُ الرجال اسلاماً : عليّ
22-4-2017
المراء والجدل في كلام رسول الله "ص"
2024-09-01
بعض من معجزات نبينا الأكرم (صلى الله عليه واله) أوصياؤه المعصومون (عليهم السلام)
23-4-2018


حقوق الرعية  
  
3986   04:01 مساءاً   التاريخ: 31-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص233-235.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

[قال الامام زين العابدين(عليه السلام) ] أما حقوق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنك إنما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم فإنه إنما أحلهم محل الرعية لك ضعفهم و ذلهم فما أولى من كفاكه ضعفه و ذله حتى صيره رعية و صير حكمك عليه نافذا لا يمتنع منك بعزة و لا قوة و لا يستنصر في ما تعاظمه منك إلا باللّه بالرحمة و الحياطة و الأناة و ما أولاك إذا عرفت ما أعطاك اللّه من فضله هذه العزة و القوة التي قهرت بها أن تكون للّه شاكرا و من شكر اللّه أعطاه فيما  أنعم عليه و لا قوة إلا باللّه .

لقد نظر الإمام العظيم (عليه السلام) إلى الحكومات القائمة في عصره فرآها قائمة على القهر و الغلبة و لم تستند لانتخاب شعوبها فرضخت للظلم و الذل و لم تمتنع بعزة و لا قوة من السلطان و قد أوصى الإمام أولئك الحكام برعاية الشعوب و الرحمة بها و الحياطة لشؤونها و الاناة في التصرف في أحوالها كما أوصاهم أن يذكروا ما أعطاهم اللّه من فضله فيشكروه بالاحسان إلى الرعية و الرفق بها.

و أما حق رعيتك بالعلم فأن تعلم أن اللّه قد جعلك لهم في ما آتاك من العلم و ولاك من خزانة الحكمة فإن أحسنت فيما ولاك اللّه من ذلك و قمت به لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبده الصابر المحتسب الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الأموال التي في يديه كنت راشدا و كنت لذلك آملا معتقدا و إلا كنت له خائنا و لخلقه ظالما و لسلبه عزه متعرضا .

لقد حث الإمام العظيم (عليه السلام) العلماء على نشر العلم و بدله للمتعلمين و جعل ذلك حقا عليهم و هم مسئولون عن رعايته فإن اللّه تعالى فيما رزقهم من العلم و الحكمة قد جعلهم خزنة عليها فإن بذلوه إلى المتعلمين فقد قاموا بواجبهم و أدوا رسالتهم و إلا كانوا خونة و ظالمين و تعرضوا لنقمة اللّه و سخطه.

و أما حق رعيتك بملك النكاح فأن تعلم أن اللّه جعلها سكنا و مستراحا و أنسا و واقية و كذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد اللّه على صاحبه و يعلم أن ذلك نعمة منه عليه و وجب أن يحسن صحبة نعمة اللّه و يكرمها و يرفق بها و إن كان حقك عليها أغلظ و طاعتك بها الزم في ما أحببت و كرهت ما لم تكن معصية فإن لها حق الرحمة و المؤانسة و موضع السكون إليها قضاء اللذة التي لا بد من قضائها و ذلك عظيم و لا قوة إلا باللّه .

و أوصى الإمام (عليه السلام) من يملك وطء امرأة بملك اليمين أن يقابلها بالرأفة و الإحسان و يقوم برعايتها و ليعلم أن ما استحله منها إنما هو نعمة من اللّه عليه فاللازم عليه رعاية تلك النعمة و رعايتها رعاية كاملة.

و أما حق رعيتك بملك اليمين فأن تعلم أنه خلق ربك و لحمك و دمك و أنك تملكه‏  لا أنت صنعته دون اللّه و لا خلقت له سمعا و لا بصرا و لا أجريت له رزقا و لكن اللّه كفاك ذلك بمن سخره لك و آتمنك عليه و استودعك إياه لتحفظه فيه و تسير فيه بسيرته فتطعمه مما تأكل و تلبسه مما تلبس و لا تكلفه ما لا يطيق فإن كرهته خرجت إلى اللّه منه و استبدلت به و لم تعذب خلق اللّه و لا قوة إلا باللّه .

لقد نظر الإمام العظيم إلى المملوك نظرة مستمدة من جوهر الإسلام و واقعه فالمملوك كالحر قد صنعه اللّه و خلق له السمع و البصر و أجرى له الرزق كما صنع ذلك للحر و ليس للمالك أن يتجبر أو يتكبر عليه و ليس له أن يرهقه أو يحمله فوق طاقته و إنما عليه أن يعامله بالحسنى فيطعمه مما يأكل و يلبسه مما يلبس و ينظر إليه كما ينظر إلى أفراد عائلته و بهذا فقد حفظ الإسلام للرق مكانته و نفى عنه كل منقصة أو حزازة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.