المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28

قثاء الحمار أو قثاء بري
2024-09-03
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
9-4-2019
Set Closure
28-7-2021
التعويض في نظرية الصعوبات المادية غير المتوقعة
26/10/2022
في هذه الحكمة توجيه مهم نحتاج إليه؟
18-2-2021
عبادة الصالحين
2-10-2017


[اراء في شخصية الامام السجاد]  
  
3165   04:24 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص132-133.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

قال ثابت بن أبي صفية: المشهور بأبي حمزة الثقة المأمون ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن الحسين إلا ما بلغني من علي بن أبي طالب و قال مرة أخرى: ما سمعت بأحد قط كان أزهد من علي بن الحسين إذا تكلم في الزهد و وعظ ابكى من بحضرته .

قال حفيده الإمام الصادق (عليه السلام)  ما من ولده - أي ولد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) -  و لا أهل بيته أحد اقرب شبها به في لباسه و فقهه من علي بن الحسين (عليه السلام)  لقد كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) أشبه الناس بجده الإمام أمير المؤمنين في عبادته و علمه و سائر مواهبه فقد كان صورة لذلك العملاق العظيم الذي أضاء سماء الدنيا بعلومه و معارفه.

و كان عمر بن عبد العزيز ممن يقيم الإمام زين العابدين (عليه السلام)  و يعرف سمو مكانته و قد التقى (عليه السلام)  به فلما انصرف من عنده التفت عمر إلى اصحابه قائلا: من أشرف الناس؟ .

فانبرى المرتزقة من أصحابه قائلين: أنتم .

فصارحهم بالحقيقة قائلا: كلا إن أشرف الناس هذا القائم - يعني الإمام زين العابدين- من عندي من أحب الناس أن يكونوا منه و لم يحب أن يكون من أحد .

و معنى ذلك أن الإمام (عليه السلام)  قد بلغ من الشرف منزلة لم يبلغها أحد من الناس على اختلاف طبقاتهم فقد احبوا أن يكون لهم صلة أو اتصال به و ذلك لسمو منزلته و مكانته الاجتماعية في حين أنه لا يرغب و لا يحب أن يكون من أحد لأنه دون منزلته و بلغ من إكبار عمر للإمام أنه لما بلغه وفاته أبانه بهذه الكلمة القيمة: ذهب سراج الدنيا و جمال الإسلام و زين العابدين .

و لم يقتصر الاعتراف بالفضل للإمام زين العابدين على شيعته و إنما تعدى إلى اعدائه و مبغضيه فهذا يزيد بن معاوية الذي هو من ألد أعداء أهل البيت (عليه السلام)  قد اعترف بمواهبه و عبقرياته و ذلك حينما ألح عليه أهل الشام في أن يخطب الإمام فأبدى الطاغية مخاوفه منه قائلا: إنه من أهل بيت زقوا العلم زقا إنه لا ينزل إلا بفضيحتي و فضيحة آل أبي سفيان .

و قد اعرب بذلك عن مقدرات الإمام العلمية و مواهبه الخطابية و أنه يملك من قوة البيان و روعة الاستدلال ما يستطيع به أن يغير الموقف في غير صالح حكومته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.