أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016
3541
التاريخ: 8-04-2015
3724
التاريخ: 27/9/2022
2178
التاريخ: 28-3-2016
3410
|
ظاهرة أخرى من نزعات معسكر الامام هي البسالة فقد كانوا من اندر ابطال العالم فهم على قلتهم قد صمدوا في وجه ذلك الجيش الجبار فحطموا معنوياته وانزلوا به افدح الخسائر يقول المؤرخ الانكليزي پرس سايكس : ان الامام الحسين وعصبته المؤمنة القليلة عزموا على الكفاح حتى الموت وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى اعجابنا واكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا ؛ لقد غمرهم الامام بمعنوياته وروحه الوثابة ومن الطبيعي ان لشخصية القائد أثرا مهما في بث الروح المعنوية في نفوس الجيش فان جهاز القيادة انما هو رمز السلطة التي تدفع بالجنود الى القتال وقد اندفع اصحاب الامام بعزم ثابت لا يعترف بالعقبات ولا بالحواجز نحو الجيش الأموي حتى ضاقت عليه الأرض ولاذ اكثرهم بالهزيمة يقول بعض جنود ابن زياد لشخص عاب عليه اشتراكه في حرب الامام : عضضت بالجندل انك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا ثارت علينا عصابة أيديها في مقابض سيوفها كالأسود الضاربة تحطم الفرسان يمينا وشمالا وتلقي انفسها على الموت لا تقبل الامان ولا ترغب في المال ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنية أو الاستيلاء على الملك فلو كففنا عنها رويدا لأنت على نفوس المعسكر بحذافيره فما كنا فاعلين لا أم لك .
وكان كعب بن جابر الأزدي من جنود ابن زياد وقتل سيد القراء في الكوفة بربر بن خضير واعان على قتل سيد الشهداء وقد نظم مقطوعة اشاد فيها بشجاعة اصحاب الامام يقول :
سلي تخبرى عني وأنت ذميمة غداة حسين والرماح شوارع
ألم أت اقصى ما كرهت ولم يخل على غداة الروع ما أنا صانع
معي يزني لم تخنه كعوبه وابيض مخشوب الغرارين قاطع
فجردته في عصبة ليس دينهم بديني واني بابن حرب لقانع
اشد قراعا بالسيوف لدى الوغا الا كل من يحمي الدمار مقارع
وقد صبروا للضرب والطعن حسرا وقد نازلوا لو أن ذلك نافع
فابلغ عبيد اللّه اما لقيته باني مطيع للخليفة سامع
قتلت بربرا ثم حملت نعمة أبا منقذ لما دعا من يماصع
وقد أبدى كعب اعجابه البالغ ببسالة أصحاب الامام فهو ولا غيره لم يشاهدوا مثلهم في شجاعتهم وصمودهم فقد صبروا على الضرب والطعن وملاقاة الحتوف , وكان من شجاعتهم النادرة ـ فيما يقول بعض المؤرخين ـ انه ما انهزم واحد منهم ولا قتل الا وهو مقبل غير مدبر وقد بذلوا قصارى ما يمكن من البطولة والشجاعة والثبات وصدق النية ومضاء العزيمة لحماية الامام والدفاع عنه وقد نهى عمرو بن الحجاج الزبيدي عن مبارزتهم يقول لأهل الكوفة : أتدرون لمن تقاتلون؟ تقاتلون فرسان المصر وأهل البصائر وقوما مستميتين لا يبرز إليهم احد منكم الا قتلوه على قلتهم وقد حفل كلامه بالصفات الماثلة فيهم ومن بينها :
أ ـ انهم فرسان اهل الكوفة بل هم فرسان العرب على الاطلاق .
ب ـ انهم من ذوي البصائر الحية والنفوس اليقظة وقد خفوا لنصرة الامام على بصيرة من أمرهم لا طمعا في المال ولا الجاه.
ج ـ انهم يقاتلون قتال المستميت الذي لا أمل له في الحياة وهم بذلك أقدر على انزال الهزيمة بأعدائهم الذين تطعموا بالخيانة والغدر.
ويقول العقاد في بسالتهم : وكان مع الحسين نخبة من فرسان العرب كلهم لهم شهرة بالشجاعة والبأس وسداد الرمي بالسهم ومضاء الضرب بالسيف ولن تكون صحبة الحسين غير ذلك بداهة وتقديرا لا يتوقفان على الشهرة الذائعة والوصف المتواتر لأن مزاملة الحسين في تلك الرحلة هي وحدها آية على الشجاعة في ملاقاة الموت .
انه من المؤكد انه ليس هناك أحد من أصحاب الامام من يطمع في عرض من اعراض الدنيا ولا يلتمس أجرا غير ثواب اللّه والدار الآخرة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|