أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-04-2015
3308
التاريخ: 7-5-2019
4685
التاريخ: 8-04-2015
4315
التاريخ: 29-3-2016
3144
|
لما لم يبق من الاصحاب أحد الا وقد قتل ، وصل الامر الى فتيان بني هاشم فتهيّأ أولاد امير المؤمنين (عليه السلام) وأولاد جعفر وعقيل وأولاد الحسن والحسين (عليهما السّلام) للقتال وتوادعوا:
ولنعم ما قيل :
لو كنت ساعة بيننا ما بيننا وشمدت كيف ننكر التوديعا
أيقنت أنّ من الدموع محدّثا وعلمت أنّ من الحديث دموعا
«أبو الحسن علي بن الحسين الاكبر سلام اللّه عليه»
أمّه ليلى بنت أبي عروة بن مسعود الثقفي ، و كان عروة بن مسعود أحد السادة الاربعة في الاسلام ، و من العظماء المعروفين ، و قيل انّه مثل صاحب يس وأشبه الناس بعيسى بن مريم.
وكان علي الاكبر شابا جميلا حسن المنظر ، و اشبه الناس برسول اللّه (صلى الله عليه واله) خلقا وخلقا ومنطقا، وقد اكتسب الشجاعة من جده علي بن ابي طالب (عليه السلام) وموصوفا بجميع المحامد والمحاسن ، كما روى أبو الفرج عن المغيرة انّه قال : قال معاوية : من أحق الناس بهذا الامر (أي الخلافة)؟.
قالوا : أنت.
قال: لا، أولى الناس بهذا الامر علي بن الحسين بن علي ، جدّه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وفيه شجاعة بني هاشم و سخاء بني أمية و زهو ثقيف .
فلما أراد الخروج جاء الى أبيه يستأذنه، فأذن له ، فلما ذهب نظر الحسين (عليه السلام) إليه نظر آيس منه وأرخى عينه وبكى ورفع شيبته الكريمة نحو السماء وقال:
اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام اشبه الناس خلقا و خلقا و منطقا برسولك، كنّا اذا اشتقنا الى نبيك نظرنا الى وجهه ، اللهم امنعهم بركات الارض وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا ، فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا.
ثم صاح بعمر بن سعد : ما لك قطع اللّه رحمك ولا بارك اللّه في أمرك وسلط عليك من يذبحك بعدي على فراشك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
ثم رفع صوته و تلى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران : 33، 34] فخرج عليّ الاكبر كالشمس الوضاءة ونوّر الميدان بطلعته المكتسبة من جمال محمد (صلّى اللّه عليه و آله).
ذكروا بطلعته النبي فهللوا لما بدا بين الصفوف و كبروا
فافتنّ فيه الناظرون فاصبع يومي إليه بها و عين تنظر
فحمل على القوم بقوّة و شجاعة تذكر الناس بشجاعة امير المؤمنين (عليه السلام) و هو يقول:
أنا علي بن الحسين بن عليّ نحن و بيت اللّه أولى بالنبي
اضربكم بالسيف حتى ينثني ضرب غلام هاشميّ علوي
و لا أزال اليوم أحمي عن أبي تالله لا يحكم فينا ابن الدعي
وشدّ على الناس مرارا وقتل منهم جمعا كثيرا حتى ضج الناس من كثرة من قتل منهم .
وروي انه قتل مائة وعشرين رجلا ، فأثّرت فيه حرارة الجوّ وشدّة العطش وكثرة الجراح و ثقل الحديد ، فجاء الى ابيه فقال : يا أبه العطش قد قتلني وثقل الحديد أجهدني فهل الى شربة من ماء سبيل أتقوى بها على الاعداء؟.
فبكى الحسين (عليه السلام) وقال : وا غوثاه يا بني قاتل قليلا فما أسرع ما تلقى جدّك محمدا (صلى الله عليه واله) فيسقيك بكأسه الاوفى شربة لا تظمأ بعدها ابدا.
وفي رواية انّه قال : يا بني هات لسانك ، فأخذ لسانه فمصه ودفع إليه خاتمه وقال : أمسكه في فيك وارجع الى قتال عدوك فانّي أرجو انّك لا تمسي حتى يسقيك جدك بكأسه الاوفى شربة لا تظمأ بعدها ابدا.
فرجع الى الحرب آيسا من نفسه راجيا ثواب ربه و هو يقول:
الحرب قد بانت لها الحقائق و ظهرت من بعدها مصادق
و اللّه رب العرش لا نفارق جموعكم أو تغمد البوارق
فهجم عليهم يمينا وشمالا و بدّدهم حتى قتل منهم ثمانين رجلا ، ثم ضربه مرة بن منقذ العبدي اللعين على مفرق رأسه ضربة صرعته وضربه الناس بأسيافهم .
وفي رواية ، انّ مرة بن منقذ لما رأى عليّ الاكبر (سلام اللّه عليه) يحمل و يرتجز قال : عليّ آثام العرب ان مرّ بي يفعل مثل ما أراه يفعل ، ان لم أثكله أباه ، فمر يشد على الناس بسيفه
فاعترضه مرة بن منقذ فطعنه فصرع .
وعلى الرواية السابقة : لما ضربه الناس بأسيافهم ، اعتنق فرسه فاحتمله الفرس الى عسكر الاعداء فقطعوه بسيوفهم اربا اربا.
وقال أبو الفرج : وجعل يكر كرة بعد كرة حتى رمى بسهم فوقع في حلقه فخرقه وأقبل ينقلب في دمه ، ثم نادى : يا ابتاه عليك منّي السلام هذا جدّي رسول اللّه يقرؤك السلام و يقول عجل القدوم إلينا .
وفي رواية أخرى انّه قال : يا ابتاه هذا جدي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قد أسقاني بكأسه الاوفى شربة لا أظمأ بعدها ابدا و هو يقول : العجل العجل فان لك كأسا مذخورة حتى تشربها الساعة.
فجاء الحسين (عليه السلام) إليه، و على رواية سيد بن طاوس: فجاء حتى وقف عليه فوضع خده على خده و قال: قتل اللّه قوما قتلوك ما أجرأهم على اللّه و على انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا .
الخلاف الثاني، في عمره الشريف؛ هل كان عمره حين استشهاده ثماني عشرة سنة؟ أو تسع عشرة سنة؟ أو خمسا و عشرين سنة؟ و هل كان أكبر من سيد الساجدين زين العابدين (عليه السلام) أو أصغر منه؟
وقع اختلاف كبير بين فحول العلماء في هذا الباب، و قد أشرت الى هذا الخلاف و ذكرت مختاري في كتاب آخر، و على أي حال قد صرف عمره الشريف بالزهد و العبادة و اطعام المساكين و اكرام الوافدين، و قد بلغ مبلغا عظيما في الاخلاق و الاكرام حتى مدحوه و قالوا فيه:
لم تر عين نظرت مثله من محتف يمشي و لا ناعل
و في زيارته (عليه السلام): «السلام عليك أيها الصديق و الشهيد المكرّم و السيد المقدّم الذي عاش سعيدا و مات شهيدا و ذهب فقيدا فلم تتمتّع من الدنيا الّا بالعمل الصالح و لم تتشاغل الا بالمتجر الرّابح».
و كيف لا يكون كذلك من كان أشبه الناس برسول اللّه (صلى الله عليه واله)و من أخذ الآداب من سيّدي شباب أهل الجنة كما نقرأه في الزيارة المعتبرة المروية في حقّه: «السلام عليك يا ابن الحسن و الحسين».
و يبقى هنا سؤال و هو هل كانت امّه حاضرة في كربلاء أو لا؟ الظاهر عدم حضورها هناك، و لم أجد في الكتب المعتبرة شيئا، و أما ما اشهر من انّ الحسين (عليه السلام) جاء الى أم علي الاكبر بعد ذهابه الى الميدان و قال لها قومي و ادعي لولدك فانّي سمعت جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه واله)يقول: انّ دعاء الام مستجاب في حق ولدها، فانّه كذب محض من اوله الى آخره كما قاله شيخنا (النوري).
قال محمد بن ابي طالب: اول من برز من أهل بيت الحسين (عليه السلام) عبد اللّه بن مسلم بن عقيل و هو يرتجز و يقول:
اليوم القى مسلما و هو أبي و فتية بادوا على دين النبي
ليسوا بقوم عرفوا بالكذب لكن خيار و كرام النسب
من هاشم السادات أهل النسب
فقاتل حتى قتل ثمانية و تسعين رجلا في ثلاث حملات، ثم قتله عمرو بن صبيح الصيداوي .
و قال أبو الفرج: أمّه رقيّة بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
و روى الشيخ المفيد و الطبري انّه: رمى رجل من أصحاب عمر بن سعد يقال له عمرو بن صبيح، عبد اللّه بن مسلم بن عقيل بسهم، فوضع عبد اللّه يده على جبهته يتّقيه فأصاب السهم كفّه و نفذ الى جبهته فسمّرها به فلم يستطع تحريكها، ثم انتحى عليه آخر برمحه فطعنه في قلبه فقتله.
قال ابن الاثير في الكامل: و بعث المختار الى زيد بن رقاد الحبّاني، كان يقول: لقد رميت فتى منهم بسهم و كفه على جبهته و كان ذلك الفتى عبد اللّه بن مسلم بن عقيل و انّه قال حين رميته: اللهم انهم استقلّونا و استذلّونا فاقتلهم كما قتلونا، ثم انّه رمى الغلام بسهم آخر و كان يقول: جئته و هو ميت فنزعت سهمي الذي قتلته به من جوفه و لم أزل انضنضه عن جبهته حتى أخذته و بقي النصل.
فلما أتاه أصحاب المختار خرج إليهم بالسيف، فقال لهم اميرهم ابن كامل: لا تطعنوه و لا تضربوه بالسيف و لكن ارموه بالنبل و الحجارة، ففعلوا ذلك به فسقط فأحرقوه حيا (لعنه اللّه و أخزاه) .
و قال بعض المؤرخين: هجم آل ابي طالب على القوم بعد مقتل عبد اللّه بن مسلم، فلما رأى الحسين (عليه السلام) ذلك صاح بهم: «صبرا على الموت يا بني عمومتي».
فقتل محمد بن مسلم في تلك الحملة رضى اللّه عنه و كان قاتله أبا مرهم الأزدي و لقيط بن إياس الجهني .
و خرج محمد بن عبد اللّه بن جعفر رضى اللّه عنه و هو يقول:
نشكوا الى اللّه من العدوان فعال قوم في الرّدى عميان
قد بدّلوا معالم القرآن و محكم التنزيل و التبيان
و أظهروا الكفر مع الطغيان
فقتل عشرة رجال حتى قتله عامر بن نهشل التميمي.
قال أبو الفرج: و أمه الخوصاء بنت حفصة من بكر بن وائل، و إياه عنى سليمان بن قتّة بقوله:
و سمّى النبيّ غودر فيهم قد علوه بصارم مصقول
فاذا ما بكيت عيني فجودي بدموع تسيل كلّ مسيل
قال الطبري: فاعتورهم الناس من كل جانب فحمل عبد اللّه بن قطنة الطائي ثم النّبهاني على عون بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب (رضي اللّه عنهم) فقتله و في مناقب ابن شهرآشوب انّ عون لما برز ارتجز فقال:
ان تنكروني فانا ابن جعفر شهيد صدق في الجنان أزهر
يطير فيها بجناح أخضر كفى بهذا شرفا في المحشر
فقتل ثلاثة فوارس و ثمانية عشر راجلا و قتله عبد اللّه بن قطنة الطائي قال أبو الفرج: و أمه زينب العقيلة بنت علي بن أبي طالب و امها فاطمة بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله)و ايّاه عنى سليمان بن قتّة بقوله:
و اندبي ان بكيت عونا أخاه ليس فيما ينوبهم بخذول
فلمعرى لقد أصيب ذو القر بي فبكى على المصاب الطويل
و في الزيارة التي زار بها المرتضى علم الهدى رحمه اللّه: «السلام عليك يا عون بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب السلام عليك يا ابن الناشئ في حجر رسول اللّه (صلى الله عليه واله)و المقتدى بأخلاق رسول اللّه و الذابّ عن حريم رسول اللّه صبيّا و الذائد عن حرم رسول اللّه (صلى الله عليه واله)مباشرا للحتوف مجاهدا بالسيوف قبل ان يقوي جسمه و يشتدّ عظمه و يبلغ أشدّه (الى أن قال) فتقرّبت و المنايا دانية و زحفت و النفس مطمئنّة طيّبة تلقى بوجهك بوادر السهام و تباشر بمهجتك حدّ الحسام حتى وفدت الى اللّه تعالى بأحسن عمل ... الخ» .
فخرج مرتجزا:
أبي عقيل فاعرفوا مكاني من هاشم و هاشم اخواني
كهول صدق سادة الاقران هذا حسين شامخ البنيان
و سيّد الشيب مع الشبّان
فقتل سبعة عشر فارسا، و قتله عثمان بن خالد الجهني.
قال الطبري: أخذ المختار رجلين في دم عبد الرحمن بن عقيل و في سلبه، فضرب عنقهما ثم أحرقهما بالنار .
«و منهم جعفر بن عقيل رحمه اللّه»
فخرج مرتجزا:
انا الغلام الأبطحي الطالبي من معشر في هاشم من غالب
و نحن حقا سادة الذوائب- هذا حسين أطيب الأطايب
فقتل رجلين و قيل خمسة عشر فارسا، و قتله بشر بن سوط الهمداني لعنه اللّه .
«و منهم عبد اللّه الاكبر بن عقيل رضى اللّه عنه»
الذي قتله عثمان بن خالد و رجل من همدان.
«و منهم محمد بن مسلم بن عقيل رضى اللّه عنه»
الذي قتله أبو مرهم الأزدي و لقيط بن إياس الجهني.
«و منهم محمد بن ابي سعيد بن عقيل رحمه اللّه»
ضربه لقيط بن ياسر الجهني بسهم فقتله .
يقول المؤلف: قد ذكرنا خبر استشهاد عبد اللّه بن مسلم بن عقيل بعد مقتل علي الاكبر (عليه السلام)، فيكون جملة المستشهدين من آل عقيل في نصرة الحسين (عليه السلام) سبعة بانضمام مسلم إليهم، و قد ذكر سليمان بن قتّة سبعة أيضا، كما قال في رثائه للحسين (عليه السلام):
عين جودي بعبرة و عويل فاندبي ان بكيت آل الرسول
ستة كلهم لصلب علي قد اصيبوا و سبعة لعقيل
«مقتل القاسم بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام»
و خرج القاسم بن الحسن (عليه السلام) فلما نظر الحسين (عليه السلام) إليه قد برز اعتنقه و جعلا يبكيان حتى غشي عليهما، ثم استأذن الحسين (عليه السلام) في المبارزة فأبى (عليه السلام) أن يأذن له، فلم يزل الغلام يقبل يديه و رجليه حتى أذن له، فخرج و دموعه تسيل على خديه و هو يقول:
ان تنكروني فانا ابن الحسن سبط النبيّ المصطفى المؤتمن
هذا حسين كالاسير المرتهن بين أناس لاسقوا صوب المزن
فقاتل قتالا شديدا حتى قتل على صغره خمسة و ثلاثين رجلا.
قال حميد بن مسلم: خرج إلينا غلام كأنّ وجهه شقّة قمر و في يده السيف و عليه قميص و ازار و نعلان قد انقطع شسع احداهما ما أنسى انها اليسرى فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الازدي (لعنه اللّه): و اللّه لأشدّن عليه، فقلت له: سبحان اللّه و ما تريد الى ذلك؟ يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب.
قال: و اللّه لأشدّن عليه، فشدّ عليه فما ولى وجهه حتى ضرب رأسه بالسيف فوقع الغلام لوجهه، فقال: يا عماه، قال: فجلى الحسين (عليه السلام) كما يجلي الصقر، ثم شدّ شدّة ليث أغضب و ضرب عمرا بالسيف فاتقاه بالساعد.
فأطنها من لدن المرفق، فصاح صيحة سمعها أهل العسكر، ثم تنحى عنه الحسين (عليه السلام) و حملت خيل أهل الكوفة ليستنقذوا عمرا من الحسين (عليه السلام) فلما حملت الخيل استقبلته بصدورها و جالت فتوطأته حتى مات (لعنه اللّه و أخزاه) و انجلت الغبرة فاذا انا بالحسين (عليه السلام) و هو جالس عند الغلام و رجلاه تفحصان في الارض يقول: «بعدا لقوم قتلوك و من خصمهم يوم القيامة فيك جدّك، ثم قال: عزّ و اللّه على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك، هذا يوم كثر و اللّه واتره و قل ناصره».
ثم حمله على صدره فكأنّي أنظر الى رجلي الغلام تخطان في الارض و قد وضع الحسين (عليه السلام) صدره على صدره، قال: فقلت في نفسي: ما يصنع به؟ فجاء به حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين و قتلى قد قتلت حوله من أهل بيته، فسألت عن الغلام فقيل: هو القاسم بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام .
و روى أنّ الحسين (عليه السلام) قال: اللهم أحصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تغادر منهم أحدا و لا تغفر لهم أبدا، صبرا يا بني عمومتي صبرا يا أهل بيتي لا رأيتم هوانا بعد ذلك اليوم أبدا .
و لا يخفى عليكم عدم صحة قصة عرس القاسم (عليه السلام) و انه تزوج فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) في كربلاء، لعدم وجودها في الكتب المعتبرة، مضافا الى انّ الحسين (عليه السلام) كان له بنتان كما في الكتب المعتبرة إحداهما، سكينة التي زوجها الحسين من عبد اللّه فاستشهد قبل الزفاف- كما قاله الشيخ الطبرسي- و الاخرى فاطمة زوجة الحسن المثنى الذي حضر كربلاء- كما أشرنا إليه في أحوال الامام الحسن (عليه السلام)- و لو قيل استنادا الى الاخبار غير المعتبرة: انّ للحسين فاطمة أخرى، قلنا: انها فاطمة الصغرى التي بقيت في المدينة و لا يمكن تزويجها بالقاسم، و اللّه تعالى العالم. و قال الشيخ الاجل المحدث المتتبع الماهر، ثقة الاسلام الحاج ميرزا حسين النوري نور اللّه مرقده، في كتابه اللؤلؤ و المرجان: لم يوجد في تمام الكتب المعتبرة المعتمدة السالفة المؤلفة في فن الحديث و السير و الانساب، انّ للحسين (عليه السلام)، بنتا قابلة للتزويج من دون أن يكون لها بعل حتى يمكن التمسك بهذه القصة من حيث امكانها مع قطع النظر عن صحتها و سقمها.
و أما قصة زبيدة و شهربانو و القاسم الثاني في أرض الري و أطرافها التي تتداول على ألسنة العوام من الناس، فانها من التخيلات الواهية التي لا أساس لها و لا بد أن تكتب خلف كتاب رموز حمزة و سائر الكتب المجعولة، و قد كثرت الشواهد على كذبها، و قد اتّفق كلّ علماء الانساب على انّ القاسم بن الحسن (عليه السلام) لم يعقّب، انتهى كلامه رفع مقامه.
«مقتل عبد اللّه بن الحسن (عليه السلام)»
قال بعض أرباب المقاتل انّه: خرج عبد اللّه بن الحسن بعد مقتل القاسم (عليه السلام) و هو يقول:
ان تنكروني فانا ابن حيدرة ضرغام آجام و ليث قسورة
على الاعادي مثل ريح صرصرة أكيلكم بالسيف كيل السّندرة
فقتل أربعة عشر رجلا، و قتله هاني بن ثبيت الحضرمي، فاسود وجهه .
قال أبو الفرج: و كان أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) يذكر انّ حرملة بن كاهل الاسدي قتله.
يقول المؤلف: سنذكر خبر مقتل عبد اللّه في ضمن مقتل الحسين (عليه السلام) إن شاء اللّه تعالى.
و قتل أبو بكر بن الحسن (عليه السلام)، و أمّه أمّ ولد و كان أخو القاسم من أبيه و أمّه، على يد عبد اللّه بن عقبة الغنويّ، و قيل انّ أمّ القاسم اسمها رملة.
و في رواية عن الباقر (عليه السلام): انّ عقبة الغنوي هو الذي قتله، و ايّاه عنى سليمان بن قتّة بقوله:
و عند غنّي قطرة من دمائنا و في أسد أخرى تعدّ و تذكر
يقول المؤلف: رأيت في بعض المشجرات في الانساب انّ ابا بكر بن الحسن بن عليّ بن ابي طالب (عليه السلام) استشهد بالطف و لم يعقّب، و قد زوّجه الحسين (عليه السلام) ببنته سكينة و دمه في بني غني.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|