أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2019
2021
التاريخ: 7-5-2019
2725
التاريخ: 22-6-2019
1857
التاريخ: 28-3-2016
4308
|
كان عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر مقيمين في مكّة حينما أقبل الإمام الحُسين إليها وقد خفّا لاستقباله والتشرّف بخدمته وكانا قد عزما على مغادرة مكّة , فقال له ابن عمر : أبا عبد الله رحمك الله اتّقِ الله الذي إليه معادك فقد عرفت مِنْ عداوة أهل هذا البيت ـ يعني بني اُميّة ـ لكمْ وقد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية ولستُ آمن أنْ يميلَ الناس إليه ؛ لمكان هذه الصفراء والبيضاء فيقتلونك ويهلك فيك بشر كثير فإنّي قد سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : حُسين مقتول ولئن قتلوه وخذلوه ولن ينصروه ليخذلهم الله إلى يوم القيامة , وأنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس واصبر كما صبرتَ لمعاوية مِنْ قبل فلعلّ الله أنْ يحكم بينك وبين القوم الظالمين.
فقال له أبيّ الضيم : أنا اُبايع يزيد وأدخل في صلحه وقد قال النّبي (صلّى الله عليه وآله) فيه وفي أبيه ما قال؟!. وانبرى ابن عباس فقال له : صدقت أبا عبد الله ؛ قال النّبي (صلّى الله عليه وآله) في حياته : ما لي وليزيد! لا بارك الله في يزيد وإنّه يقتل ولدي وولد ابنتي الحسين , والذي نفسي بيده لا يُقتل ولدي بين ظهراني قوم فلا يمنعونه إلاّ خالف الله بين قلوبهم وألسنتهم , وبكى ابن عباس والحُسين والتفت إليه قائلاً : يابن عباس أتعلم أنّي ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟.
فقال : اللّهم نعم نعلم ما في الدنيا أحد هو ابن بنت رسول الله غيرك وإنّ نصرك لفرض على هذه الاُمّة كفريضة الصلاة والزكاة التي لا يقبل أحدهما دون الاُخرى.
فقال له الحُسين (عليه السّلام) : يابن عباس ما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مِنْ داره وقراره ومولده وحرم رسوله ومجاورة قبره ومسجده وموضع مهاجره فتركوه خائفاً مرعوباً لا يستقر في قرار ولا يأوي في وطن يريدون في ذلك قتله وسفك دمه وهو لمْ يشرك بالله ولا اتّخذ من دونه وليّاً ولمْ يتغيّر عمّا كان عليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟.
وانبرى ابن عباس يؤيد كلامه ويدعم قوله قائلاً : ما أقول فيهم إلاّ أنّهم كفروا بالله ورسوله وَلاَ يَأْتُونَ {الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النساء: 142، 143] وعلى مثل هؤلاء تنزل البطشة الكبرى وأمّا أنت يا بن رسول الله فإنّك رأس الفخار برسول الله فلا تظنَّ يابن بنت رسول الله أنّ الله غافلٌ عمّا يفعل الظالمون وأنا أشهد أنّ مَنْ رغِبَ عن مجاورتك وطمعَ في محاربتك ومحاربة نبيّك محمّد فما له مِنْ خلاق.
وانبرى الإمام الحُسين فصدّق قوله قائلاً : اللّهم نعم.
وانطلق ابن عباس يظهر له الاستعداد للقيام بنصرته قائلاً : جعلت فداك يابن بنت رسول الله كأنّك تريدني إلى نفسك وتريد منّي أنْ أنصرك والله الذي لا إله إلاّ هو أنْ لو ضربتُ بين يديك بسيفي هذا بيدي حتّى انخلعا جميعاً من كفّي لما كنت ممّن وفّى مِنْ حقك عشر العشر وها أنا بين يديك مرني بأمرك.
وقطع ابن عمر كلامه وأقبل على الحُسين فقال له : مهلاً عما قد عزمت عليه وارجع مِنْ هنا إلى المدينة وادخل في صلح القوم ولا تغب عن وطنك وحرم جدك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ولا تجعل لهؤلاء الذين لا خلاق لهم على نفسك حجّة وسبيلاً وإنْ أحببت أنْ لا تبايع فأنت متروك حتّى ترى رأيك فإنّ يزيد بن معاوية عسى أنْ لا يعيش إلاّ قليلاً فيكفيك الله أمره.
وزجره الإمام (عليه السّلام) وردّ عليه قوله قائلاً : اُفٍ لهذا الكلام أبداً ما دامت السماوات والأرض! أسألك يا عبد الله أنا عندك على خطأ مِنْ أمري؟ فإنْ كنت على خطأ ردّني فأنا أخضع وأسمع وأطيع.
فقال ابن عمر : اللّهم لا ولمْ يكن الله تعالى يجعل ابن بنت رسول الله على خطأ وليس مثلك مِنْ طهارته وصفوته مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على مثل يزيد بن معاوية ولكنْ أخشى أنْ يُضربَ وجهُك هذا الحسن الجميل بالسيوف وترى مِنْ هذه الاُمّة ما لا تحبّ فارجع معنا إلى المدينة وإنْ لمْ تحبّ أنْ تبايع فلا تبايع أبداً واقعد في منزلك.
والتفت إليه الإمام فأخبره عن خبث الاُمويِّين وسوء نواياهم نحوه قائلاً : هيهات يابن عمر! إنّ القوم لا يتركوني وإنْ أصابوني وإنْ لمْ يصيبوني فلا يزالون حتّى اُبايع وأنا كاره أو يقتلوني أما تعلم يا عبد الله إنّ مِنْ هوان الدنيا على الله تعالى أنّه اُتي برأس يحيى بن زكريا إلى بغي مِنْ بغايا بني إسرائيل والرأس ينطق بالحجّة عليهم؟! أما تعلم يا أبا عبد الرحمن إنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبياً ثمّ يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كلّهم كأنّهم لمْ يصنعوا شيئاً فلمْ يعجّل الله عليهم ثمّ أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر؟!
وكشفت هذه المحاورة عن تصميمه على الثورة وعزمه على مناجزة يزيد ؛ لأنّه لا يتركه وشأنه ؛ فإمّا أنْ يبايعَ وبذلك يذلّ هو ويذلّ الإسلام وتُستباح حرُماته وإمّا أنْ يُقتلَ عزيزاً كريماً فاختار المنيّة للحفاظ على كرامته وكرامة الاُمّة ومقدّساتها.
أقبل الحُسين على ابن عباس فعهد إليه بهذه الوصية قائلاً : وأنت يابن عباس ابن عمّ أبي لمْ تزل تأمر بالخير منذ عرفتك وكنت مع أبي تشير عليه بما فيه الرشاد والسداد وقد كان أبي يستصحبك ويستنصحك ويستشيرك وتشير عليه بالصواب فامض إلى المدينة في حفظ الله ولا تخفِ عليّ شيئاً مِنْ أخبارك ؛ فإنّي مستوطن هذا الحرم ومقيم به ما رأيت أهله يحبّونني وينصرونني فإذا همْ خذلوني استبدلت بهم غيرهم واستعصمت بالكلمة التي قالها إبراهيم يوم اُلقي في النّار : حسبي الله ونعم الوكيل , فكانت النار عليه برداً وسلاماً .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|