المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



موقف الحُسين مع ابن عمر وابن عباس  
  
3926   09:37 صباحاً   التاريخ: 28-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص317-320.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

كان عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر مقيمين في مكّة حينما أقبل الإمام الحُسين إليها وقد خفّا لاستقباله والتشرّف بخدمته وكانا قد عزما على مغادرة مكّة , فقال له ابن عمر : أبا عبد الله رحمك الله اتّقِ الله الذي إليه معادك فقد عرفت مِنْ عداوة أهل هذا البيت ـ يعني بني اُميّة ـ لكمْ وقد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية ولستُ آمن أنْ يميلَ الناس إليه ؛ لمكان هذه الصفراء والبيضاء فيقتلونك ويهلك فيك بشر كثير فإنّي قد سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : حُسين مقتول ولئن قتلوه وخذلوه ولن ينصروه ليخذلهم الله إلى يوم القيامة , وأنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس واصبر كما صبرتَ لمعاوية مِنْ قبل فلعلّ الله أنْ يحكم بينك وبين القوم الظالمين.

فقال له أبيّ الضيم : أنا اُبايع يزيد وأدخل في صلحه وقد قال النّبي (صلّى الله عليه وآله) فيه وفي أبيه ما قال؟!. وانبرى ابن عباس فقال له : صدقت أبا عبد الله ؛ قال النّبي (صلّى الله عليه وآله) في حياته : ما لي وليزيد! لا بارك الله في يزيد وإنّه يقتل ولدي وولد ابنتي الحسين , والذي نفسي بيده لا يُقتل ولدي بين ظهراني قوم فلا يمنعونه إلاّ خالف الله بين قلوبهم وألسنتهم , وبكى ابن عباس والحُسين والتفت إليه قائلاً : يابن عباس أتعلم أنّي ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟.

فقال : اللّهم نعم نعلم ما في الدنيا أحد هو ابن بنت رسول الله غيرك وإنّ نصرك لفرض على هذه الاُمّة كفريضة الصلاة والزكاة التي لا يقبل أحدهما دون الاُخرى.

فقال له الحُسين (عليه السّلام) : يابن عباس ما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مِنْ داره وقراره ومولده وحرم رسوله ومجاورة قبره ومسجده وموضع مهاجره فتركوه خائفاً مرعوباً لا يستقر في قرار ولا يأوي في وطن يريدون في ذلك قتله وسفك دمه وهو لمْ يشرك بالله ولا اتّخذ من دونه وليّاً ولمْ يتغيّر عمّا كان عليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟.

وانبرى ابن عباس يؤيد كلامه ويدعم قوله قائلاً : ما أقول فيهم إلاّ أنّهم كفروا بالله ورسوله وَلاَ يَأْتُونَ {الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النساء: 142، 143] وعلى مثل هؤلاء تنزل البطشة الكبرى وأمّا أنت يا بن رسول الله فإنّك رأس الفخار برسول الله فلا تظنَّ يابن بنت رسول الله أنّ الله غافلٌ عمّا يفعل الظالمون وأنا أشهد أنّ مَنْ رغِبَ عن مجاورتك وطمعَ في محاربتك ومحاربة نبيّك محمّد فما له مِنْ خلاق.

وانبرى الإمام الحُسين فصدّق قوله قائلاً : اللّهم نعم.

وانطلق ابن عباس يظهر له الاستعداد للقيام بنصرته قائلاً : جعلت فداك يابن بنت رسول الله كأنّك تريدني إلى نفسك وتريد منّي أنْ أنصرك والله الذي لا إله إلاّ هو أنْ لو ضربتُ بين يديك بسيفي هذا بيدي حتّى انخلعا جميعاً من كفّي لما كنت ممّن وفّى مِنْ حقك عشر العشر وها أنا بين يديك مرني بأمرك.

وقطع ابن عمر كلامه وأقبل على الحُسين فقال له : مهلاً عما قد عزمت عليه وارجع مِنْ هنا إلى المدينة وادخل في صلح القوم ولا تغب عن وطنك وحرم جدك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ولا تجعل لهؤلاء الذين لا خلاق لهم على نفسك حجّة وسبيلاً وإنْ أحببت أنْ لا تبايع فأنت متروك حتّى ترى رأيك فإنّ يزيد بن معاوية عسى أنْ لا يعيش إلاّ قليلاً فيكفيك الله أمره.

وزجره الإمام (عليه السّلام) وردّ عليه قوله قائلاً : اُفٍ لهذا الكلام أبداً ما دامت السماوات والأرض! أسألك يا عبد الله أنا عندك على خطأ مِنْ أمري؟ فإنْ كنت على خطأ ردّني فأنا أخضع وأسمع وأطيع.

فقال ابن عمر : اللّهم لا ولمْ يكن الله تعالى يجعل ابن بنت رسول الله على خطأ وليس مثلك مِنْ طهارته وصفوته مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على مثل يزيد بن معاوية ولكنْ أخشى أنْ يُضربَ وجهُك هذا الحسن الجميل بالسيوف وترى مِنْ هذه الاُمّة ما لا تحبّ فارجع معنا إلى المدينة وإنْ لمْ تحبّ أنْ تبايع فلا تبايع أبداً واقعد في منزلك.

والتفت إليه الإمام فأخبره عن خبث الاُمويِّين وسوء نواياهم نحوه قائلاً : هيهات يابن عمر! إنّ القوم لا يتركوني وإنْ أصابوني وإنْ لمْ يصيبوني فلا يزالون حتّى اُبايع وأنا كاره أو يقتلوني أما تعلم يا عبد الله إنّ مِنْ هوان الدنيا على الله تعالى أنّه اُتي برأس يحيى بن زكريا إلى بغي مِنْ بغايا بني إسرائيل والرأس ينطق بالحجّة عليهم؟! أما تعلم يا أبا عبد الرحمن إنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبياً ثمّ يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كلّهم كأنّهم لمْ يصنعوا شيئاً فلمْ يعجّل الله عليهم ثمّ أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر؟!

وكشفت هذه المحاورة عن تصميمه على الثورة وعزمه على مناجزة يزيد ؛ لأنّه لا يتركه وشأنه ؛ فإمّا أنْ يبايعَ وبذلك يذلّ هو ويذلّ الإسلام وتُستباح حرُماته وإمّا أنْ يُقتلَ عزيزاً كريماً فاختار المنيّة للحفاظ على كرامته وكرامة الاُمّة ومقدّساتها.

أقبل الحُسين على ابن عباس فعهد إليه بهذه الوصية قائلاً : وأنت يابن عباس ابن عمّ أبي لمْ تزل تأمر بالخير منذ عرفتك وكنت مع أبي تشير عليه بما فيه الرشاد والسداد وقد كان أبي يستصحبك ويستنصحك ويستشيرك وتشير عليه بالصواب فامض إلى المدينة في حفظ الله ولا تخفِ عليّ شيئاً مِنْ أخبارك ؛ فإنّي مستوطن هذا الحرم ومقيم به ما رأيت أهله يحبّونني وينصرونني فإذا همْ خذلوني استبدلت بهم غيرهم واستعصمت بالكلمة التي قالها إبراهيم يوم اُلقي في النّار : حسبي الله ونعم الوكيل , فكانت النار عليه برداً وسلاماً .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.