أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2016
3753
التاريخ: 2024-08-23
250
التاريخ: 20-3-2016
3517
التاريخ: 3-04-2015
3521
|
(التربة) لغة بمعنى مطلق التراب، فالترب والتربة، والتراب، لها معنى واحد معروف , لكنها صارت حقيقة عرفية في بعض أقسام التراب وهو (التربة الحسينية)، وهو التراب المأخوذ من القبر، أو الموضوع على الصندوق، أو الموضوع في الحائر، وهو ما يصح إطلاق العرف على الطين المأخوذ من القبر لو وجد , بل أطلقت التربة على كون المقصود فيها طين القبر، ومنه قول الصادق (عليه السلام): " وقد بلغني أن بعض من يأخذ من التربة شيئا يستخف فيها ".
لقد حث الأئمة الأطهار شيعتهم بالتبرك بتربة الحسين (عليه السلام)، حتى صاروا يحلمونها معهم للتبرك أو للسجود عليها عند كل صلاة، وقد انتشرت هذا العادة بين المسلمين منذ بداية الدعوة أي في السنة الثالثة للهجرة، عندما وقعت الحرب بين المسلمين والمشركين في موقعة أحد، وقد انهد فيها أعظم ركن للإسلام، وأقوى حامية من حماته، وهو حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخوه من الرضاعة، فعظمت مصيبته على النبي وعلى عموم المسلمين، لا سيما وقد مثلت هندا أم معاوية تلك الشنيعة التي قطعت أعضاءه واستخرجت كبده فلاكتها ثم لفظتها، وأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نساء المسلمين بالنياحة عليه في كل مأتم، واتسع الأمر في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره فيتبركون به ويسجدون عليه لله تعالى، ويعملون المسبحات منه , وتنص بعض المصادر أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جرت على ذلك، ولعلها أول من ابتدأ بهذا العمل في حياة أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولعل بعض المسلمين اقتدى بها، وكان لقب حمزة يومئذ سيد الشهداء، وسماه النبي أسد الله وأسد رسوله.
ويؤيد ما ذكره الشيخ المجلسي: عن محمد بن إبراهيم الثقفي، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: إن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات، وكانت تديرها بيدها تكبر وتسبح حتى قتل حمزة بن عبد المطلب، فاستعملت تربته وعملت منها المسابح فاستعملها الناس.
فكانت عادة الناس تقديس تربة الشهداء، وتربة قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتربة بعض الصحابة أيضا، والاستشفاء بها عادة مألوفة عند المسلمين الأولين، فعندما استشهد حمزة سيد الشهداء صاروا يأخذون من تربته للاستشفاء ومعالجة الصداع.
وكذلك كانوا يتبركون ويتداوون بتراب حرم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فعندما توفي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صاروا يأخذون من تربته الشريفة كما يستفاد ذلك مما نقله السيد نور الدين الشافعي بما نصه: " كانوا يأخذون من تراب القبر (يعني قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)) فأمرت عائشة بجدار فضرب عليه، وكانت في الجدار كوة فكانوا يأخذون منها، فأمرت بالكوة فسدت ".
وقد تعدت هذه العادة حدود تربة الشهداء والنبيين إلى تربة بعض من الصحابة، فكانوا يتبركون ويتداوون بتربة صهيب الرومي وغيره.
ويظهر أن أول من صلى من المسلمين، بل من أئمة المسلمين على تربة الإمام الحسين (عليه السلام)، هو زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، بعد أن فرغ من دفن أبيه وأهل بيته وأنصاره، أخذ قبضة من التربة التي وضع عليها الجسد الشريف الذي بضعته السيوف، فشد تلك التربة في صرة وعمل منها سجادة، ومسبحة، وهي السبحة التي كان يديرها بيده حين أدخلوه على يزيد، فسأله: ما هذه التي تديرها بيدك؟ فروى له عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خبرا محصله: " أن من يحمل السبحة صباحا ويقرأ الدعاء المخصوص، لا يزال يكتب له ثواب التسبيح وإن لم يسبح ".
ولما رجع الإمام (عليه السلام) وأهل بيته إلى المدينة صار يتبرك بتلك التربة ويسجد عليها ويعالج بعض مرضى عائلته بها، فشاع هذا عند العلويين وأتباعهم ومن يقتدي بهم، فأول من صلى على هذه التربة واستعملها هو زين العابدين (عليه السلام)، ثم تلاه ولده الباقر (عليه السلام)، فبالغ في حث أصحابه عليها ونشر فضلها وبركاتها، ثم زاد على ذلك ولده جعفر الصادق (عليه السلام)، فإنه نوه بها لشيعته، وكانت الشيعة قد ازدادت في عهده وصارت من كبريات طوائف المسلمين وحملة العلم والآثار.
وقد ذكر الشيخ الطوسي: إنه كان لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام) خريطة من ديباج صفراء فيها تربة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، فكان إذا حضرته الصلاة صبه على سجادته وسجد عليه، ثم قال: إن السجود على تربة أبي عبد الله (عليه السلام) يخرق الحجب السبع: ولعل المراد بالحجب السبع هي الحاءات السبع من الرذائل التي تحجب النفس عن الاستضاءة بأنوار الحق وهي: (الحقد، والحسد، والحرص، والحدة، والحماقة، والحيلة، والحقارة).
فالسجود على التربة من عظيم التواضع والتوسل بأصفياء الحق، يمزقها ويخرقها ويبدلها بالحاءات السبع من الفضائل وهي: (الحكمة، والحزم، والحلم، والحنان، والحصافة، والحياء، والحب).
ولم تزل الأئمة تحرك العواطف، وتحفز الهمم، وتوفر الدواعي إلى السجود عليها والالتزام بها، وبيان تضاعف الأجر والثواب في التبرك بها والمواظبة عليها، حتى التزمت بها الشيعة إلى اليوم، هذا الالتزام مع عظيم الاهتمام، ولم يمض على زمن الصادق (عليه السلام) قرن واحد حتى صارت الشيعة تضعها ألواحا في جيوبها كما هو المتعارف عليه اليوم.
حرمة الطين إلا طين قبر الحسين (عليه السلام) لقد تعددت الأخبار الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في حرمة الطين بشكل عام إلا تربة الحسين بن علي (عليه السلام)، كما ذكر الصدوق بسنده عن الكاظم (عليه السلام): " لا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به، فأن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين (عليه السلام)، فأن الله عز وجل جعلها شفاء لشيعتنا ولأوليائنا".
وعنه في العلل بسنده عن يحيى الواسطي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام): " الطين حرام أكله، كلحم الخنزير ".
وعن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله: " من أكل الطين فهو ملعون " , وعنه (عليه السلام) قال: " إن الله خلق آدم من طين، وحرم أكل الطين على ذريته ", وفي المحاسن بسند عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: " أكل الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير إلا طين قبر الحسين (عليه السلام) فأن فيه الشفاء من كل داء وأمنا من كل خوف " .
وبسند أيضا عن الرضا (عليه السلام) قال: " كل طين كالميتة وما أهل لغير الله به، ما خلا طين قبر الحسين (عليه السلام) فإنه شفاء من كل داء ".
وذكر الشيخ الطوسي، عن حنان بن سدير، عن الصادق (عليه السلام) قال: " من أكل من طين قبر الحسين (عليه السلام)، غير مستشفي به فكأنما أكل من لحومنا ".
نستلخص مما تقدم كما ورد عن الأئمة الأطهار بحرمة الطين عامة، إلا طين قبر الحسين (عليه السلام) لغرض الاستشفاء فقط، أما غير ذلك فلا يجوز وتوجب الحرمة.
لكن حرمة الطين في بعض الروايات تقتضي الكراهية، كما ورد في (الخصال) بالإسناد عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن آبائه، وفي وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): " يا علي ثلاث من الوسواس: أكل الطين، وتقليم الأظافر بالأسنان، وأكل اللحية ".
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|