المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



إقصاء حاكم المدينة  
  
3718   10:06 صباحاً   التاريخ: 20-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص216-217.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

كان الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والياً على يثرب بعد عزل مروان عنها وكان فيما يقول المؤرّخون فطناً ذكيّاً يحب العافية ويكره الفتنة ولمّا امتنع الإمام الحُسين (عليه السّلام) مِن البيعة ليزيد لمْ يتّخذ معه الإجراءات الصارمة ولمْ يكرهه على ما لا يحبّ وإنّما فسح له المجال في الرحيل إلى مكّة مِنْ دون أنْ يعوّقه عنها في حين قد أصرّ عليه مروان بالتنكيل به فرفض ذلك وقد نقل الاُمويّون موقفه المتّسم باللين والتسامح مع الحُسين إلى يزيد فغضب عليه وعزله عن ولايته وقد عهد بها إلى جبّار مِنْ جبابرة الاُمويِّين عمرو بن سعيد الأشدق وقد عُرِفَ بالقسوة والغلظة فقدم إلى المدينة في رمضان بعد أنْ تسلّم ولايته عليها فصلّى بالناس صلاة العتمة , وفي الصباح خرج على الناس وعليه قميص أحمر وعمامة حمراء فرماه الناس بأبصارهم منكرين ما هو عليه فصعد المنبر فقال : يا أهل المدينة ما لكم ترموننا بأبصاركم كأنّكم تقروننا سيوفكم؟ أنسيتم ما فعلتم! أما لو انتقم في الأولى ما عدتم إلى الثانية أغرّكم إذ قتلتم عثمان فوجدتموه صابراً حليماً وإماماً فذهب غضبه وذهبت ذاته فاغتنموا أنفسكم فقد وليكم إمام بالشباب المقتبل البعيد الأمل وقد اعتدل جمسه واشتدّ عظمه ورمى الدهر ببصره واستقبله بأسره فهو إنْ عضّ لهس وإنْ وطيء فرس لا يقلقه الحصى ولا تقرع له العصا.

وعرض في خطابه لابن الزّبير فقال : فو الله لنغزونّه ثمّ لئن دخل الكعبة لنحرقنّها عليه على رغم أنف مَنْ رغم .

ورعف الطاغية على المنبر فألقى إليه رجل عمامة فمسح بها دمه فقال رجل مِنْ خثعم : دمٌ على المنبر في عمامة فتنة عمّت وعلا ذكرها وربّ الكعبة , وقد اُثر عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : ليرعفنَّ على منبري جبّار مِن جبابرة بني اُميّة فيسيل رعافه .

وعزم الأشدق على مقابلة الجبهة المعارضة بالقوة والبطش وقد حفّزه إلى ذلك ما حلّ بسلفه الوليد مِن الإقصاء وسلب الثقة عنه ؛ نتيجة تساهله مع الحُسين (عليه السّلام) , ولعلّ مِنْ أوثق الأسباب التي دعت الإمام الحُسين (عليه السّلام) إلى مغادرة الحجاز هو الحذر مِنْ بطش هذا الطاغية به والخوف مِنْ اغتياله وهو في الحرم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.