أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
1632
التاريخ: 17-10-2014
1460
التاريخ: 16-6-2016
3416
التاريخ: 17-10-2014
1797
|
لا شك أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لم يخترع لنفسه طريقة خاصة لإفهام مقاصده ، وأنه كلم قومه بما ألفوه من طرائق التفهيم والتكلم وأنه أتى بالقرآن ليفهموا معانيه ، وليتدبروا آياته فيأتمروا بأوامره ، ويزدجروا بزواجره ، وقد تكرر في الآيات الكريمة ما يدل على ذلك ، كقوله تعالى :
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24] .
وقوله تعالى :
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [الزمر : 27] .
وقوله تعالى :
{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء : 192 - 195] .
وقوله تعالى :
{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران : 138] .
وقوله تعالى :
{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } [الدخان : 58] .
وقوله تعالى :
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر : 17]وقوله تعالى :
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء : 82] .
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على وجوب العمل بما في القرآن ولزوم الاخذ بما يفهم من ظواهره.
ومما يدل على حجية ظواهر الكتاب وفهم العرب لمعانيه :
1 ـ أن القرآن نزل حجة على الرسالة ، وأن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) قد تحدى البشر على أن يأتوا ولو بسورة من مثله ، ومعنى هذا : أن العرب كانت تفهم معاني القرآن من ظواهره ، ولو كان القرآن من قبيل الالغاز لم تصح مطالبتهم بمعارضته ، ولم يثبت لهم إعجازه ، لانهم ليسوا ممن يستطيعون فهمه ، وهذا ينافي الغرض من إنزال القرآن ودعوة البشر إلى الايمان به.
2 ـ الروايات المتظافرة الامرة بالتمسك بالثقلين الذين تركهما النبي في المسلمين ، فإن من البين أن معنى التمسك بالكتاب هو الاخذ به ، والعمل بما يشتمل عليه ، ولا معنى له سوى ذلك.
3 ـ الروايات المتواترة التي أمرت بعرض الاخبار على الكتاب ، وأن ما خالف الكتاب منها يضرب على الجدار ، أو أنه باطل ، أو أنه زخرف ، أو أنه منهي عن قبوله ، أو أن الائمة لم تقله ، وهذه الروايات صريحة في حجية ظواهر الكتاب ، أنه مما تفهمه عامة أهل اللسان العارفين بالفصيح من لغة العرب. ومن هذا القبيل الروايات التي أمرت بعرض الشروط على كتاب الله ورد ما خالفه منها.
4 ـ استدلالات الائمة (عليهم السلام) على جملة من الاحكام الشرعية وغيرها بالآيات القرآنية :
منها : قول الصادق (عليه السلام) حينما سأله زرارة من أين علمت أن المسح ببعض الرأس : « لمكان الباء ».
ومنها : قوله (عليهم السلام) في نهي الدوانيقي عن قبول خبر النمام : إنه فاسق ، وقد قال الله تعالى :
{ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الحجرات : 6] .
ومنها : قوله (عليه السلام) لمن أطال الجلوس في بيت الخلاء لاستماع الغناء اعتذارا بأنه لم يكن شيئا أتاه برجله ، أما سمعت قول الله عزوجل :
{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } [الإسراء : 36] .
ومنها : قوله (عليه السلام)لابنه إسماعيل فإذا شهد عندك المؤمنون فصدقهم : مستدلا بقول الله عز وجل :
{ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ } [التوبة : 61].
ومنها : قوله (عليه السلام) في تحليل نكاح العبد للمطلقة ثلاثا : إنه زوج ، قال الله عز وجل : {حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} [البقرة : 230] .
ومنها : قوله (عليه السلام) في أن المطلقة ثلاثا لا تحل بالعقد المنقطع : إن الله تعالى قال :
{فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا} [البقرة : 230]. ولا طلاق في المتعة.
ومنها : قوله (عليه السلام) فيمن عثر فوقع ظفره فجعل على إصبعه مرارة : إن هذا وشبهه يعرف من كتاب الله تعالى :
{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج : 78] .
ثم قال امسح عليه.
ومنها : استدلاله (عليه السلام) على حلية بعض النساء بقوله تعالى :
{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} [النساء : 24] .
ومنها : استدلاله (عليه السلام) على عدم جواز نكاح العبد بقوله تعالى :
{عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ } [النحل : 75] .
ومنها : استدلاله (عليه السلام) على حلية بعض الحيوانات بقوله تعالى :
{قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} [الأنعام : 145] .
وغير ذلك من استدلالاتهم (عليهم السلام) بالقرآن في موارد كثيرة ، وهي متفرقة في أبواب الفقه وغيرها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|