أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
3091
التاريخ: 15-11-2014
2284
التاريخ: 6-03-2015
1914
التاريخ: 14-10-2014
13320
|
الإسرائيليات جمع لمفردة إسرائيلية ، وهي : قصّة أو حادثة تروى عن مصدر إسرائيلي ، والنسبة فيها إلى إسرائيل ، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أبو الأسباط الاثني عشر ، وإليه ينسب اليهود ، فيقال : بنو إسرائيل .
وقد ورد ذكرهم في القرآن منسوبين إليه في مواضع كثيرة منها قوله تعالى : {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [المائدة : 78] .
ولفظ الإسرائيليات . . . يستعمله علماء التفسير والحديث ويطلقونه على ما هو أوسع وأشمل من القصص اليهودية ، فهو في اصطلاحهم يدل على كل ما تسلّل إلى التفسير والحديث من أساطير قديمة منسوبة في أصل روايتها إلى مصدر يهودي أو عبراني .
وإنّما أطلق علماء التفسير والحديث لفظ الإسرائيليات على كل ذلك من باب التغليب للّون اليهودي على غيره ، لأن غالب ما يروى من هذه الخرافات والأباطيل يرجع في أصله إلى مصدر يهودي . واليهود كانوا أشدّ أهل الكتاب صلة بالمسلمين وثقافتهم كانت أوسع من ثقافات غيرهم «1» . . .
وربّما كانت الإسرائيليات من باب النسبة إلى كتب بني إسرائيل المجموعة باسم العهد القديم الّذي يأخذ منه اليهود والنصارى على السواء ، باعتباره كتابا مقدّسا لديهم «2» ، وهو المصدر لهم فيما يرجع إلى قصص الأنبياء والامم السابقة على المسيح (عليه السلام) ، وهي تشكل القسم الأساس من الروايات الإسرائيلية في التفسير والحديث .
واطلق على ما نقل عن النصارى الّذين دخلوا (الاسلام) ، كعبد اللّه بن سلام ، وتميم الداري وابن جريج وغيرهم ، بالإسرائيليات لأنّهم كانوا يرجعون في أكثر ذلك إلى كتب بني إسرائيل ، وأسفار الأنبياء على وجه الخصوص .
وقد شكّلت الإسرائيليات قسما معتدّا به من الروايات التفسيرية حتّى عدّها بعض الباحثين المصدر الرابع من مصادر الصحابة في التفسير بالمأثور «3» ، على أساس أن بعض القضايا الّتي طرحت في القرآن تتّفق مع ما طرح في التوراة إلّا أنّها في القرآن موجزة وفي التوراة مفصّلة ، ولمّا كانت العقول دائما تميل إلى الاستيفاء والاستقصاء جعل بعض الصحابة يرجعون في استيفاء هذه القصص الّتي لم يتعرّض لها القرآن من جميع نواحيها إلى من دخل دينهم من أهل الكتاب . . . «4»
ورأى آخرون أنّ من أسباب قبول الإسرائيليات ورواجها في كتب المفسّرين هو حسن ظنّهم في رواة تلك الأنباء وأنّهم لا يروون إلّا الصحيح ، وتعويلا على ما رواه الإمام أحمد والبخاري والترمذي عن عمرو بن العاص- وهو من رواة الإسرائيليات- عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قال : «بلغوا عنّي ولو آية ، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» ، ورواه أبو داود أيضا بأسناد صحيح عن أبي هريرة- وهو من رواة الإسرائيليات أيضا- عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) فترخصوا في روايتها كيف كانت . . . «5» .
جواز نقل الإسرائيليات وعدمه
اختلفت لأقوال في جواز أو عدم جواز رواية الإسرائيليات ، استنادا إلى أحاديث ظاهرها المنع «6» واخرى ظاهرها الجواز «7» وأدلّة اخرى منها سيرة الصحابة ، إلّا أنّه يلاحظ على بعض الأحاديث القائلة بالجواز أنّها مرويّة عمّن اشتهر برواية الإسرائيليات؛ كعبد اللّه بن عمرو بن العاص أو أبي هريرة .
وأجمل القول ابن كثير بقوله : «إذا تقرّر جواز الرواية عنهم فهو محمول على ما يمكن أن يكون صحيحا ، فأمّا ما يعلم أو يظنّ بطلانه بمخالفته الحق الّذي بأيدينا الّذي هو عن المعصوم ، فذلك متروك لا يعرج عليه» «8» .
أمّا ابن تيمية فقد فصل الموقف من الإسرائيليات بحسب موضوعاتها إلى ثلاثة أقسام محدّدا ذلك في دائرة الذكر للاستشهاد لا للاعتقاد ، وراجعا في الموقف منها بمطابقتها أو مخالفتها للروايات الاسلامية ، فقال :
«ولكن هذه الأحاديث الإسرائيليّة تذكر للاستشهاد ، لا للاعتقاد فإنّها على ثلاثة أقسام :
أحدها : ما علمنا صحته ممّا بأيدينا ممّا يشهد له بالصدق فذاك صحيح .
والثاني : ما علمنا كذبه بما عندنا ممّا يخالفه .
والثالث : ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه ، وتجوز حكايته لما تقدّم- من حديث بلغوا عنّي . . . وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج- ، وغالب ذلك ممّا لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني ، ولهذا تختلف أقوال علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيرا ، ويأتي عن المفسّرين خلاف بسبب ذلك ، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف ولون كلبهم وعدتهم ، وعصا موسى من أي الشجر كانت ، وأسماء الطيور الّتي أحياها اللّه لإبراهيم ، وتعيين البعض الّذي ضرب به المقتول من البقرة ، ونوع الشجرة الّتي كلم اللّه منها موسى (عليه السلام) . . . إلى غير ذلك ممّا أبهمه اللّه في القرآن ممّا لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم» «9» .
ولكنّ المراجع لكتب التفسير . يجد غالب ما يروونه من الإسرائيليات هو من النوع الثاني والثالث ، فمنه ما فيه مخالفة واضحة لاصول الاسلام كالخدش بعصمة الأنبياء (عليه السلام) ، كما يأتي ، ومنه لغو لا حاجة فيه .
على أنّ القرآن الكريم قد بيّن أن ما أتى به من القصص وأخبار الأنبياء والامم السابقة هو أحسن القصص (يوسف/ 3) وهو القصص الحق (آل عمران/ 63) الّتي صدرت بعلم (الأعراف/ 7) ، {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } [النمل : 76] .
وإذ جاء القرآن لتصحيح الرؤى وتقويم الاعوجاج الّذي تعرضت له الشرائع السابقة وبيان الحق فيما حرّف وشوّه من قصصهم ، فأيّ حاجة له بعد هذا إلى أن يستعان على فهمه بمن هم قاصرون عن فهم شريعتهم ومعرفة تاريخهم .
قال الإمام علي (عليه السلام) : (و في القرآن نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم) «10» .
مصادر الإسرائيليات :
أشهر من أخذت أو رويت عنه الإسرائيليات هو : تميم الداري وعبد اللّه بن سلام من الأوّلين وكعب الأحبار ووهب بن منبه من التابعين .
وأكثر من أخذ عنهم أبو هريرة ، وأخذ عنهم كذلك عبد اللّه بن عباس- بناء على ما يروى عنه أو ينسب إليه- ، ونقل أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص كان يأخذ مباشرة من كتب أهل الكتاب الّتي غنمها يوم اليرموك كما كان يأخذ من كعب الأحبار «11» .
طرق تسلّل الإسرائيليات :
أخذت الإسرائيليات طريقها إلى كتب الحديث ومنها التفسير بالمأثور غالبا بطرق ثلاث هي :
1- الرواية عن كتب الإسرائيليات مباشرة ، فقد روى الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ ، في ترجمة عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنّه أصاب جملة من كتب أهل الكتاب وأدمن النظر فيها ورأى فيها عجائب .
وقال السيوطي : وورد عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أشياء تتعلق بالقصص وأخبار الفتن وما أشبهها بأن يكون ممّا تحمله عن أهل الكتاب «12» .
2- الأخذ عمّن دخل الاسلام من أهل الكتاب ككعب الأحبار وعبد اللّه بن سلام وتميم الدارمي ووهب بن منبه ، وقد توزعت المرويّات عنهم في كتب التفسير .
3- عن طريق من أخذ عنهم ، كما في بعض الأخبار المرويّة عن ابن عباس وأبي هريرة وغيرهما ، وبعضها صريح في النسبة إلى مصدرها ، كما رويا عن كعب الأحبار ، وبعضها موقوف عليهما ، وقد ثبت أنّهما كانا يأخذان منه الحديث .
فقد روى الذهبي في ترجمة أبي هريرة : عنه أنّه لقي كعبا فجعل يحدّثه ويسأله فقال كعب : ما رأيت أحدا لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة «13» .
وقال السيوطي : «حديث الفتون طويل جدّا يتضمّن شرح قصّة موسى وتفسير آيات كثيرة تتعلّق به ، وقد نبّه الحفاظ منهم المزي وابن كثير على أنّه موقوف من كلام ابن عباس . قال ابن كثير : وكان ابن عباس تلقاه من الإسرائيليات» «14» .
وفي الدرّ المنثور أنّ معاوية كان يرجع إلى كعب في القصص وتفسير غريب القرآن «15» .
__________________
(1)- الاسرائيليات في التفسير/ د . الذهبي/ ص 21 .
(2)- ينقسم (الكتاب المقدّس) إلى قسمين :
1- العهد القديم ، وهو الّذي وصل إلى اليهود بواسطة الأنبياء الّذين كانوا قبل عيسى (عليه السلام) .
2- العهد الجديد وهو الّذي كتب بعد عيسى (عليه السلام) .
والعهد القديم هو التسمية العلمية لأسفار اليهود وليست التوراة إلّا جزءا منه ، ويعتقد عامّة اليهود والنصارى أنّ العهد القديم منزل من اللّه تعالى وهو الركن الأساس لديانتهم ، ويشمل العهد القديم التوراة الّتي تحكي قصّة العبرانيين وشريعتهم ، وأسفار الأنبياء ، والكتب وهي أسفار الحكمة الّتي كثر فيها الشعر والقصص والأمثال . راجع عبد الرزاق محمّد أسود/ المدخل إلى دراسة الأديان والمذاهب/ ج 1/ ص 155 .
(3)- التفسير والمفسّرون/ الذهبي/ ج 1/ ص 64 .
(4)- م . ن/ ص 65 .
(5)- محاسن التأويل/ تفسير محمّد جمال الدين القاسمي/ ج 1/ ص 41 .
(6)- فتح الباري/ ج 17/ ص 209 ، البخاري/ كتاب التفسير/ ج 6/ ص 25 ، كتاب الشهادات/ ج 3/ ص 273 .
(7)- البخاري/ كتاب أحاديث الأنبياء في ما روي عنه (صلى الله عليه وآله) : «وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» ، والذهبي/ تذكرة الحفاظ ، ترجمة عبد اللّه بن سلام . وللمزيد : الإسرائيليات/ د . رمزي نعناعة/ ص 86 ، حكم رواية الإسرائيليات .
(8)- م . ن/ ص 96 .
(9)- مقدّمة في اصول التفسير/ ص 45- 46 ، نقلا عن الإسرائيليات/ ص 99 .
(10)- نهج البلاغة/ ح 313 .
(11)- الاسرائيليات/ الذهبي/ ص 72- 115 .
(12)- م . ن/ ص 42 ، الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير/ ص 90 ، عن تذكرة الحفاظ/ ج 1/ ص 27 و41 . الإتقان/ ج 2/ ص 1233 .
(13)- تذكرة الحفاظ/ ج 1/ ص 29 . الإسرائيليات/ ص 91 .
(14)- محاسن التأويل/ ص 43 .
(15)- الدرّ المنثور/ ج 5/ ص 450 و452 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|